أكد صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، ومبعوث الرئيس الفلسطيني إلى الجزائر، أن كل الأوراق التي قدمتها السلطة الفلسطينية وافقت عليها الجزائر، مشير إلى أنه اتصل، أمس، بالرئيس محمود عباس وأخبره “أن هناك دعما من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأن كل ما طلبناه وافقوا عليه”. شكر مبعوث الرئيس الفلسطيني، أبو مازن، الجزائر على الدعم الذي تقدمه للشعب الفلسيطني، وشدد على أنه ليس مجرد شكر برتوكولي، مشيرا إلى أهمية الجزائر بالنسبة للقادة الفلسطينيين، حيث زارها خمس شخصيات فلسطينية كبيرة منذ آخر زيارة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ولقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة في ديسمبر 2014. وسلمت الجزائر، الأحد الماضي، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية 26 مليون دولار، تمثل مساهمتها في دعم موازنة السلطة الفلسطينية عن العام المالي 2016. وقال عريقات في ندوة صحفية نشطها، أمس، بمقر السفارة الفلسطينيةبالجزائر، إن السلطة الفلسطينية طلبت من الجامعة العربية أن تدفع لها 100 مليون دولار كضمان لدفع مرتبات العاملين في السلطة الفلسطينية، في حال ماطلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في دفع مستحقات السلطة الفلسطينية من الضرائب. وحذر صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين ومبعوث الرئيس الفلسطيني، محمود عباس إلى الجزائر، من خطورة سعي إسرائيل “لجعل فلسطين خارج الجغرافيا”، وأضاف “لا دولة من دون غزة، ولا دولة في غزة”، وتابع شارون (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق) أدرك هذه المعادلة، لذلك انسحب من غزة وأعلن فك الارتباط”. وقال عريقات “ليس هناك ما هو أخطر على المشروع الفلسطيني من بقاء الوضع على ما هو عليه (الانقسام)”، مؤكدا على أنه لم يعد هناك ما يخشاه الفلسطينيون حتى ولو علقت إسرائيل مستحقات السلطة الفلسطينية من الضرائب، مشيرا إلى أن اتفاقية أوسلو كان من المفروض أن تؤدي بعد خمس سنوات كمرحلة انتقالية إلى قيام الدولة الفلسطينية، لكن الإسرائيليين بسلوكهم في المماطلة وبناء المستوطنات وإطالة المفاوضات “أفشلوا تنفيذ بنود اتفاقية أوسلو”، مشددا على ضرورة “تحديد العلاقة مع إسرائيل”، وتابع “لسنا في حاجة إلى مفاوضات جديدة”. وشدد عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على أنه لم يعد هناك ما يمكن تسميته “بالتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل”، موضحا أن التنسيق الأمني يعني أن المنطقة (أ) تحت الولاية الأمنية للسلطة الفلسطينية ويحرم على الجنود الإسرائيليين دخولها، ولكن الإسرائيليين قالوا في حالة قتل إسرائيلي لزوجته في إسرائيل وفر إلى المنطقة (أ) كيف يكون الحال، فتم الاتفاق على التنسيق الأمني، حيث لا يمكن أن يحاكم إسرائيلي في أراضي السلطة الفلسطينية وقد ارتكب جريمته في إسرائيل. وعاد عريقات ليؤكد أن “الجنود الإسرائيليين دخلوا المنطقة (أ) المحرمة عليهم ووصلوا حتى إلى بيت الرئيس الفلسطيني نفسه، ما جعل التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بلا معنى”. وبالنسبة للمصالحة بين فتح وحماس، ذكر عريقات أنه جلس مع خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس) الذي وصفه “بالرجل الصادق”، وأضاف “دعونا حماس للمشاركة معنا في الحكومة وفي المجلس الوطني”، لكنه عبر عن رفضه استعمال فلسطين والقدس في صراع المحاور. وبخصوص تواتر الحديث عن اتفاق إسرائيلي - تركي لتطبيع العلاقات بين الطرفين، مقابل رفع الحصار على غزة، قال عريقات “تركيا دولة تدعمنا ولها مصالحها”، وأضاف “لكن إن لم نساعد أنفسنا فلن أحد سيساعدنا” في إشارة إلى ضرورة إنهاء الانقسام، لكنه دافع عن مصر وبرّأها من تهمة المشاركة في حصار غزة عبر إغلاق معبر رفح، وأكد أن إسرائيل هي التي يقع عليها مسؤولية حصار القطاع.