افتتحت، أول أمس، الطبعة السادسة للأيام السينمائية بالجزائر العاصمة، بقاعة “متحف السينما الجزائرية”، واختارت جمعية “لنا الشاشات” التي تشرف على الأيام السينمائية برئاسة الصحفي سليم أغار، أن تسافر بالجمهور في جولة عبر أرشيف الدورات السابقة منذ تأسيس المهرجان عام 2009، كما تمّ تكريم الإعلامي الراحل عبدو بوزيان الشهير ب “عبدو ب”. تتواصل فعاليات الأيام السينمائية بالجزائر العاصمة، إلى غاية الثامن من الشهر الحالي، حيث تقدم ثلاثون عملا سينمائيا، بين وثائقي وأفلام قصيرة، وذلك بمشاركة 17 فيلما وثائقيا و14 فيلما قصيرا، تمثّل 10 بلدان، من بينها تونس والمغرب وسويسرا ومصر وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية. وحضر عدد معتبر من صنّاع السينما الجزائرية، حفل افتتاح التظاهرة السينمائية التي تفتتح موسم العروض السينمائية والمسابقات في الجزائر لهذه السنة، والتي يشارك فيها عشرون فيلما جزائريا بين قصير ووثائقي، تعكس طبيعة واختيارات السينما الجزائرية في الإنتاج المشترك الذي يتّجه بقوة إلى فرنسا كلما تعلّق الأمر بالإنتاج السينمائي المشترك. تكريم عبدو ب .. وإطلالة على المهاجرين ألقى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، كلمة خلال الافتتاح، أثنى فيها على الدور الكبير الذي لعبه الإعلامي الراحل عبدو بوزيان الشهير باسم “عبدو ب«، في خدمة الإعلام والثقافة والسينما الجزائرية، منذ أن أسّس مجلته المعروفة “شاشتان” التي خصصت للفن والسينما، وقد أشرف على إدارتها حتى عام 1984، وأكد الوزير عز الدين ميهوبي أن هذه القامة الإعلامية يجب أن يحظى بأحسن تكريم، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة ستقوم بإصدار كتاب يجمع أعماله. وقال رئيس جمعية “لنا الشاشات” سليم أغار، إن “كثيرون من جيل اليوم لا يعرفون الدور الذي لعبه “عبدو ب” في مجال السينما والثقافة، لهذا اختارت الأيام السينمائية أن تعرض خلال الافتتاح شريطا وثائقيا قصيرا من أرشيف التلفزيون الجزائري يحكي مسيرة الراحل “عبدو ب”. وكانت بداية الأيام السينمائية بالجزائر، مع عرض الفيلم الفرنسي القصير “مهنة جيدة” للمخرج الفرنكو جزائري فريد بن تومي، ويحكي الفيلم الحائز على جائزة الجمهور في مهرجان “مونبليه الدولي المتوسطي للفيلم”، قصة قصيرة من يوميات المهاجرين في فرنسا، حيث ترافق الفتى حكيم الذي جسد دوره الممثل بلمين عبد الملك، رغبة تحقيق أحلام والدته الراحلة في أن يكون إنسانا جيدا، ولكن الرحلة تبدو صعبة ومعقدة في بلد كفرنسا تتقبل التعدد والتنوع، إلا أن حكيم يكتشف في رحلته “أصولية بعض المسلمين”، وهنا يضع الفيلم بمشاركة مجموعة من الممثلين المغتربين، الممثل جمال بركات والممثلة علية عمامرة والممثل محمد صديقي، المشاهد في الأحكام القيمية للإسلام ومفاهيمه، خصوصا تجاه مفهوم الحجاب لدى الفرنسيين من أصول عربية. لا يبدو الفيلم الذي أنتج من طرف قناة “كنال بليس” الفرنسية، متسامحا مع التعصب، بل يمضي في اتجاه الاستهزاء والسخرية من كل قيمة إسلامية تزور فرنسا من أجل أن تعزل المسلمين عن المجتمع الفرنسي، هذه المهنة “بيع” الملابس الإسلامية المحافظة لم تكن “مهنة جيدة” بالنسبة للفتى حكيم، ولم تكن أحلامه التي يريد المرور بها إلى وصية والدته بأن يكون “إنسانا آخر”.
اعتاد المخرج والممثل فريد بن تومي المشاركة بأعمال تحكي قصص المهاجرين خصوصا الجزائريين في فرنسا، وذلك بعناوين مختلفة، منها “المهاجر” الذي شارك فيه عام 2009، كما أخرج فيلم “بوريار” عام 2011 ولقي صدى جيدا في المشهد السينمائي بفرنسا تحديدا، وهو يستعد لتقديم أول تجربة إخراجية طويلة له بعنوان “بالتوفيق الجزائر” بمشاركة مجموعة من الممثلين المغتربين على رأسهم سامي بوعجيلة الذي سيعرض الشهر القادم. يوم مع كوكبة من “أفلام قصيرة” تنطلق اليوم، المسابقة الخاصة بالأفلام القصيرة، وذلك على الساعة الثانية زوالا، من خلال عرض إحدى عشرة فيلما قصيرا، معظمها أفلام من إنتاج جزائري مشترك، وهي فيلم “فامي سول” للمخرج الجزائري فوزي بوجمعة، فيلم “دوس ريفوت” للمخرجة فلة بورجي، وفيلم” أمس سأعود” للمخرجة بدرة حافيانو وفيلم “بونيف” للمخرج مراد خان، وفيلم “ كوسيلة” للمخرج الطاهر حوشي، وفيلم “شعبانو” للمخرج مراد بوعمران، وفيلم “صوت الصمت” للمخرج “سليمان بوبكر”، وفيلم “نسيبي” للمخرج حسان بلعيد، وفيلم “إسكترمينتر” للمخرج عبد الرحمان راوي، وفيلم “بابيون” للمخرج كمال ياعيش، وفيلم “مكتوب” للمخرجة لمياء إبراهيمي، وفيلم “فيلم جزائرية” للمخرج راني بيتار. ويتواصل البرنامج مع مسابقة أحسن فيلم قصير التي تنظمها جمعية “اتحاد الجمعيات العربية للسينما”، على أن يختتم من خلال تكريم خاص للمخرج الإيطالي الراحل إيتوري سكولا، آخر أفلامه التي صنعها عام 1983 بعنوان “الحفل الراقص”.