هي أستاذة مادة الرياضيات في الطور الثاني بمتوسطة “بوداليل أحمد” بمدينة سفيزف التي تقع 39 كيلومترا شرقي عاصمة ولاية سيدي بلعباس، اسمها السيدة مريم ملال وهي عينة من مربيات الأجيال اللواتي عرف عنهن استعمال العديد من الطرق الذكية في دفع التلاميذ إلى إعطاء أهمية بالغة لمتابعة الدروس، وهي خاصية أصبحت شبه مفقودة لدى الجيل الجديد من المدرسين الذين يجدون صعوبات بالغة حتى في السيطرة على الوضع داخل الأقسام وفرض الانضباط. معروف عن السيدة ملال أنها لم تستعمل منذ ولوجها عالم التدريس أي نوع من أنواع الضغط على تلاميذها، بحكم اطلاعها المسبق على النتائج العكسية لأي تعامل تربوي عنيف، وذلك بشهادة العديد من التلاميذ الذين لم يجد العديد منهم أي حرج في “ملاحقة” الأستاذة حتى وهي في بيتها أملا في الحصول على دروس خصوصية في مادة الرياضيات. وانتهجت الأستاذة المعنية طريقة “التعليم بالخبراء” مع أغلب الأقسام التي تشرف عليها، وهي الطريقة التي تستند على اختبار القدرات العقلية للتلاميذ في بادئ الأمر أملا في تشكيل نخبة مشكلة من أحسن العناصر في القسم، قبيل المرور إلى المرحلة الثانية التي يتم من خلالها تحسيس “جماعة النخبة” بأهميتهم وسط المجموعة عن طريق تصنيفهم كمستشارين ومساعدين للأستاذة الأم إلى درجة يفسح فيها المجال أمامهم لمساعدة بقية الزملاء، وهو ما كان كفيلا بخلق الأجواء التنافسية مقابل ظهور رغبة كبيرة لدى باقي التلاميذ في بذل مجهودات إضافية أملا في اللحاق بركب “النخبة. ويحضر أحد المرشحين لاجتياز شهادة “دكتوراه” مستقبلا أطروحة تخص طريقة “التدريس بالخبراء”، وهو الذي كان له لقاء مع السيدة للحصول على نظرة تطبيقية بخصوص الطريقة التي أكدت الأستاذة ملال على دورها في رفع النتائج السنوية المتحصل عليها في مادة الرياضيات بمتوسطة “بوداليل أحمد” مع نهاية كل موسم دراسي، حيث تقول في هذا الصدد: “أعتبر النجاح ذاته بمثابة نتاج مجهود جماعي ساهمت في تحقيقه كل الطواقم الإدارية والتقنية وحتى التلاميذ، بحكم حرص هؤلاء على التسهيل من مهامنا في تأدية الأدوار المنوطة بنا”، حسبها. تجدر الإشارة إلى بقاء الأستاذة ملال التي تملك قرابة ال30 سنة خبرة في الميدان على تواصل مع فئة من تلامذتها الناجحين والذين يوجد من بينهم أساتذة جامعيون وأطباء، كما يبقى “التحصيل المادي” من وراء الجهد المبذول خارج أوقات العمل (الدروس الخصوصية) آخر اهتمامات مربية الأجيال التي عادة ما “تقدم العلم” دون أي مقابل خاصة لفئة التلاميذ المعوزين.