ورد في السنّة المطهّرة ما يدلّ على فضل رمضان وفضل الصّوم فيه. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمّتي”. وقال أيضًا عليه الصّلاة والسّلام في حديث رواه الطبراني في الكبير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “سيّد الشّهور شهر رمضان وسيّد الأيّام يوم الجمعة”. وأخرج الطبراني في الكبير وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي من طريقه عن أبي مسعود الغفاري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “لو يَعلَم العباد ما في شهر رمضان لتمنّى العباد أن يكون شهر رمضان سنة”. وروى الطبراني عن عُبادة بن الصّامت أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يومًا وقد حضر رمضان: “أتاكُم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرّحمة، ويحطّ الخطايا ويَستجيب فيه الدّعاء، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويُباهي بكم ملائكته، فأرُوا الله من أنفسكم خيرًا، فإنّ الشّقي مَن حُرِم فيه رحمة الله عزّ وجلّ”. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إذا جاء رمضان فُتِحَت أبواب الجنّة وغُلقت أبواب النّار وصُفِّدت الشّياطين”. وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “الصّلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مُكَفِّرات إذا اجْتَنَبْتَ الكبائر”. والمراد بشهر تُصَفَّد فيه الشّياطين، هو شهر يجد فيه المؤمن غالبًا ذوقًا وحلاوة في عبادته وسائر قُرُباته وإنفاقه، وذلك بفضل توفيق الله تعالى إيّاه وسهولة الطّاعة على النّفس الّتي تنتقل من كونها أمّارة بالسّوء إلى لوّامة ثمّ إن شاء ربّها إلى راضية مرضية.. فيا ليتَ كلّ أيّام حياتنا رمضان. ففيه تُصفَّد الشّياطين، وفيه تحارب على أيدي الصّائمين الصّادقين وفيه ينبذ كلّ شرك لله ربّ العالمين.