تحولت التحضيرات لإقامة عزاء الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز إلى انتفاضة شعبية في مدن الأراضي الصحراوية المحتلة، بفعل ارتباك الأمن والجيش الملكي المغربي ولجوئه إلى “القمع”. قامت قوات الشرطة المغربية ليلة الأربعاء إلى الخميس بتفكيك الخيمة التي نصبها السيد الحبيب الرقيبي، شقيق الرئيس الراحل محمد عبد العزيز، قرب مسكنه في شارع القدس بمدينة العيون المحتلة لاستقبال المعزين الذين لم تسعهم غرف المنزل. وجرت مناوشات حادة بين أهل الرئيس الراحل والمعزين مع قوات الشرطة التي أحضرت شاحنة كبيرة وفككت الخيمة وحجزتها. من جهة أخرى قررت السلطات المغربية رفع حالة الاستنفار واستقدام تعزيزات من الجيش الملكي إلى المدن الصحراوية لمحاصرتها، وتدعيم الشرطة والدرك الملكيين في ملاحقة الجماهير الصحراوية التي لم تتوقف عن احتلال شوارع المدن التي يقيمون فيها، منذ إعلان نبأ وفاة الرئيس محمد عبد العزيز، حيث تموقعت شاحنات الجيش المغربي منذ ليلة الأربعاء قرب مساكن الصحراويين الذين بلَّغ “المخزنية” عنها بأنها تعرف حركات غير عادية، أو أنها فتحت أبوابها لاستقبال المعزين في وفاة الرئيس الراحل. وكالعادة كانت النساء الصحراويات أكثر المتعرضين للضرب والقمع والإهانة، ومع ذلك واصل الصحراويون التظاهر في الشوارع نهار الخميس، رغم التواجد الكثيف للشرطة والدرك والجيش. وينتظر سكان المدن الصحراوية المحتلة أن تشهد الأوضاع مزيدا من التضييق والقمع نهار اليوم الجمعة، بفعل نداءات إقامة صلاة الغائب في كل مناطق الصحراء الغربية على روح الفقيد محمد عبد العزيز بعد صلاة الجمعة. من جهة أخرى ذكرت مصادر من الأراضي الصحراوية المحتلة ل “الخبر” أن تنسيقا غير مسبوق يجري بين مختلف فعاليات المقاومة الصحراوية لجعل يوم دفن الرئيس الراحل “انطلاقة جديدة للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال المغربي، وإننا مستعدون لدفع الثمن، كما دفعنا ثمن رفضنا للاحتلال طيلة 40 سنة، ولن يستطيع نظام المخزن إخفاء وجهه القبيح هذه المرة”. وقد تم تعيين المساجد والساحات العمومية التي من المنتظر أن تحتضن صلاة الغائب، كما تطوع أئمة المساجد لإمامة المصلين على روح الرئيس الراحل. وشدد منظمو التظاهرات المقامة في المدن المحتلة على المواطنين الصحراويين “التحلي بالصبر، وسلمية كل ما يقومون به لتكريم روح رئيسنا. وعدم الاستجابة لاستفزازات المخازنية والشرطة المغربية وعدم الرد بالعنف، لأن كل العالم يتابع ما يحدث لنا بهذه المناسبة الأليمة، ونريده أن يشاهد اليوم مدى وحشية الاستعمار”. وأضافت مصادر من الأراضي المحتلة أن السلطات المغربية رفضت التسريح لكل المواطنين والصحافيين الأوربيين وغيرهم الذي تنقلوا إلى المطارات الإسبانية وإلى جزر الكاناري لدخول الصحراء الغربية المحتلة في هذه الفترة. وقالت ذات المصادر “إن المخزن يريد أن يرتكب جرائمه في الظلام، بداية بمحاولاته توقيف الاتصال عن طريق الإنترنت لمنع نشر صور التفاف الصحراويين حول رمزهم الرئيس الراحل”.