الجزائر ليست في حاجة للثروات والأرض والبحر لتطمع في الصحراء الغربية نطالب بشرطة دولية لحماية الصحراويين من بطش المخزن اختار الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة بوليزاريو، محمد عبد العزيز، "الشروق" لتسجيل أول رد فعل رسمي على مجزرة الاحتلال المغربي في مخيم الحرية بمدينة العيونالمحتلة، وكشف على هامش تكريمه من طرف الجريدة حيثيات الجريمة الشنعاء ووضع الرأي العام في صورة حجمها المروع، محملا المجتمع الدولي مسؤولية السكوت على الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش المخزن في حق الصحراويين العزل، كما كشف بأن الرباط قبلت لأول مرة مناقشة اقتراح تقرير المصير . * محمد عبد العزيز يندد بالصمت الدولي ويدعو لحماية الصحراويين * "المجزرة خلفت عشرات الضحايا..جثثا مرمية وتائهين وجرحى بلا علاج" * * قال الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز إن الاعتداء الذي تعرض له الصحراويون في مخيم أكديم إيزيك بالقرب من مدينة العيون أعطى إشارة انطلاقه الملك المغربي محمد السادس في خطابه الأخير ، كما اعتبر ما قامت به الحكومة المغربية خطوة انتحارية تعبر عن هزيمة سياسية، منددا بالصمت الدولي تجاه ما تعرض له الصحراويون العزل من إبادة جماعية ليكشف قبول المغرب التفاوض على مقترح تقرير المصير لأول مرة خلال مفاوضات مانهاست. * قال محمد عبد العزيز في كلمة هي الأولى بعد الاعتداء بمناسبة تكريمه من قبل الشروق أن "إحصاء عدد ضحايا هذا الهجوم الإجرامي صعب للغاية لأنه مستمر إلى حد الساعة لكنهم بالعشرات هناك جثث في بقايا المخيم وفي الصحاري لأن كثيرا من الناس هربوا في أي اتجاه من هول الاعتداء"، مضيفا أن "السلطات المغربية فرضت حصارا مطبقا على المنطقة لمنع تسرب أي معلومة عن العدوان كما أن هناك رعب وسط السكان وتشويش على الهواتف". * وأكثر من ذلك يقول الرئيس الصحراوي لدينا "معلومات تفيد بوجود جثث مرمية في صهاريج مياه تحت الأرض وأخرى في ضفاف نهر الساقية الحمراء وأخرى مرمية في الصحراء"، مضيفا "المهم أجزم أن هناك عشرات القتلى ومئات الجرحى والمفقودين والبحث مازال مستمرا إلى الآن وهناك معلومات عن وجود مقابر جماعية في محيط المخيم المفكك". * وفي نفس السياق يقول الأمين العام لجبهة البوليزاريو أن "الاعتداءات مازالت مستمرة في شوارع وأزقة المدن الصحراوية المحتلة، حيث تقوم أجهزة الأمن المغربية والمستوطنون بمطاردات في حق الصحراويين الفارين"، مضيفا "كما أن مئات الجرحى ينزفون في الصحاري وحتى داخل بيوتهم لأنهم رفضوا التوجه للعلاج بالمستشفيات التي يديرها المغاربة خوفا من الانتقام وحتى من تصفيتهم جسديا". * وأسهب الرجل الأول في الجمهورية الصحراوية في سرد مراحل التحضير للهجوم، حيث بدأ الأمر حسبه "عندما قرر قرابة 30 ألف صحراوي نصب 8 آلاف خيمة بمنطقة أكديم إيزيك على بعد 12 كلم من مدينة العيونالمحتلة يوم 10 أكتوبر الماضي في إطار انتفاضة الشعب الصحراوي القائمة منذ 2005 ورفعوا مطالب مشروعة اجتماعية واقتصادية وسياسية وفي مقدمتها مطلب تقرير المصير والاستقلال ووقف نهب ثروات بلادهم". * وتابع محمد عبد العزيز "هذه الحركة الاحتجاجية أرادها السكان سلمية وبعيدا عن المدينة كي لا يستفزوا المستوطنين المغاربة رغم علمهم بأن ذلك سيثير رد فعل عنيف من الحكومة المغربية، وهو ما حدث بعد أن أقاموا لمدة شهر بالمخيم"، مضيفا "السلطات المغربية حاولت ربح الوقت بالتظاهر بالحوار مع المحتجين غير أنها في الواقع كانت تقوم في الخفاء بعمل لا إنساني تحضيرا للعدوان، حيث قطعت الطرق المؤدية إلى المدينة والمخيم ومنعت وصول حتى الحاجيات الأساسية للسكان لتركيعهم، كما عمدت السلطات المغربية إلى منع دخول المراقبين الدوليين لتنفيذ الجريمة بعيدا عن الأنظار". * واسترسل بالقول "يوم 7 نوفمبر تم التحضير للهجوم بخلق مناوشات ليكون العدوان في اليوم الموالي على الساعة السادسة صباحا، وفي جنح الظلام اجتاح جيش جرار المخيم برا وجوا وأجهز على الأبرياء العزل، وهم نائمون، باستعمال الآليات وخراطيم المياه والهيلكوبتر تحمل قنابل مسيلة للدموع وتصب البنزين لتسهيل حرق الخيم ليتحول المخيم إلى أثر بعد عين في وقت وجيز، وقتل العشرات وشرد الآلاف في الصحاري واستمرت المطاردات حتى إلى المدينة". * الملك أعطى إشارة انطلاق المجزرة * * قال الرئيس الصحراوي إن إشارة انطلاق العدوان أطلقها الملك محمد السادس في خطابه يوم 6 نوفمبر "كان الناس ينتظرون أن يأتي الملك بالحلول للمطالب المشروعة والتعاطي معها للمساهمة في انفراج الوضع فإذا به أعطى إشارة انطلاق صريحة للعدوان السافر"، وأوضح محمد عبدالعزيز"، الملك ذهب إلى التهجم على الجزائر، كما هو مألوف منه، وهدد بصورة واضحة الشعب الصحراوي بصورة قاسية وخاصة المحتجين في المخيم، كما هدد الجيش والحكومة الصحراويين وحتى اللاجئين في المخيمات بدل الحديث عن حلول". * و ندد الأمين العام للبوليزاريو بهمجية العدوان على العزل، وقال "هذا العدوان لم يسبق وأن حدث من قبل بهذه الصورة البشعة ولا حتى في أبشع الأنظمة الاستعمارية وحتى بعد الهجوم استمرت الاعتداءات بالهراوات من قبل الشرطة والمستوطنين في المدينة"، وأضاف أن "الحكومة المغربية قامت بعملية انتحار سياسي بعد هذا الهجوم لأنه تعبير عن هزيمة سياسية وانفعال أمام نجاح الطرح الصحراوي". * المغرب يقبل لأول مرة التفاوض على مقترح تقرير المصير * * من جهة أخرى قال الرجل الأول في الجمهورية الصحراوية إن تزامن هذا العدوان مع المفاوضات التي جرت بمنهاست الأمريكية لم يكن من باب الصدفة "معروف أن هذه المفاوضات غير المباشرة جدول أعمالها يتمحور حول النقاش على مقترحي الطرفين، وهما تقرير المصير والحكم الذاتي دون شروط مسبقة، غير أن الحكومة المغربية التي تشترط التفاوض على الحل في إطار السيادة المغربية أو فرض الأمر الواقع، عرفت أن هذا الخيار غير مقبول دوليا وصحراويا، وبالتالي فهم لن يقدموا شيئا في اللقاء لذلك لجؤوا إلى العدوان لنسف المفاوضات ودفع البوليزاريو إلى الانسحاب ثم تحميلها مسؤولية الفشل في النهاية وهو ما لم يستطيعوا جرنا إليه". * وكشف محمد عبد العزيز جزءا مما دار داخل جلسات التفاوض بالتأكيد على أن "الحكومة المغربية قبلت لأول مرة التفاوض على مشروع حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". * * الصمت الدولي مدعاة للاستغراب ولابد من شرطة أممية لحماية الصحراويين * * من جهة أخرى استغرب الرئيس الصحراوي الصمت المطبق الذي انتهجته الأممالمتحدة وكذا أغلب الدول التي اكتفت حسبه بمواقف "محتشمة" رغم "هول الجريمة"، حيث قال "نحن نتساءل أين الضمير العربي والمغاربي والإسلامي والدولي من هذه الجريمة النكراء"، ليواصل "لابد من الضغط على المغرب لوقف جرائمه، لا تكفي هذه المواقف المحتشمة لأنها ليست مناوشات بل إنه جيش جرار مسلح اعتدى في الظلام على شعب أعزل ومسالم". * وتابع نفس المسؤول "نحن نرفع صرخة استغاثة أمام الجميع من أجل إنقاذ أرواح النساء والأطفال في المدن المحتلة الذين تريد الحكومة المغربية إبادتهم"، مستدلا بالقول "العملية مستمرة لحد الآن وننادي الضمير العالمي لإنقاذ العزل، لماذا لا يذهب المراقبون والصحافة الدولية للوقوف على الجريمة مادام هناك من يشك في رواياتنا"، مطالبا ب"إيفاد لجان دولية لتقصي الحقائق في المناطق المحتلة". * كما دعا الرجل الأول في جبهة البوليزاريو الأممالمتحدة إلى وضع حد لهذه الاعتداءات المغربية وعدم الاكتفاء بالمواقف "المحتشمة" مضيفا "مادامت الأممالمتحدة غير قادرة على ردع الحكومة المغربية وحماية العزل نطالب بإنشاء شرطة تابعة لبعثة المينورسو لحماية المدنيين في مواجهة الجيش المغربي وإلا لن يبقى معنى لوجودها، فكيف تكبل يد الجيش الصحراوي وتطلق يد الجيش المغربي؟" يتساءل عبد العزيز. * الجزائر ليست في حاجة للثروات والأرض والبحر * * على صعيد آخر أثنى الرئيس الصحراوي على الموقف الجزائري المساند لحق تقرير المصير بصورة ثابتة، وقال في رد غير مباشر على الهجوم المغربي المتواصل على الجزائر، "نشكر الجزائر على مواقفها المساندة لنا وأريد التأكيد على أن الجزائر لا تريد أرضا في الصحراء الغربية لأنها شاسعة ولا تريد ثروات و لا بحرا لأنها تتوفر على كل ذلك والحقيقة أن الجزائر تقوم بذلك التزاما بمبادئ أول نوفمبر الذي أعطت من أجله مليون ونصف مليون شهيد وهو الحرية". * كما أكد أن قضية مصطفى سلمى خرجت من يد البوليزاريو التي أطلقت سراحه وهو في عهدة مفوضية اللاجئين. * كما تهكم الرئيس الصحراوي على الطرح المغربي القائل بأن المحتجين تحتجزهم عصابة هي البوليزاريو وتساءل "هل يمكن لعصابة أن تحتجز 30 ألف نسمة لمدة شهر في 8 آلاف خيمة؟".