أصبح الصربي ميلوفان راجيفاك مدربا جديدا للمنتخب الجزائري لكرة القدم، خلفا للفرنسي كريستيان غوركوف، بعد اتفاق نهائي بينه وبين رئيس “الفاف” محمد روراوة بفرنسا، وإمضائه رسميا على العقد الذي يربطه بالاتحادية إلى غاية مونديال روسيا 2018. اختار رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بعد نحو ثلاثة أشهر من شغور العارضة الفنية للمنتخب الوطني، خبرة المدرب الصربي ميلوفان راجيفاك على المدربين العالميين الذين يكلفون، حسب رئيس “الفاف”، أموالا طائلة، دون ضمان تحقيق النتائج المرجوة في ظروف العمل التي تقترحها القارة السمراء، حيث أعلنت الاتحادية أمس رسميا على موقعها الإلكتروني عن تعيين راجيفاك لتدريب “الخضر” وبأنه أمضى على عقده رسميا بفرنسا دون تحديد الأهداف ولا الراتب الشهري للمدرب الجديد. ومن المقرر أن يصل المدرب الصربي ميلوفان راجيفاك إلى الجزائر يوم 12 جويلية المقبل من أجل عقد ندوة صحفية ومباشرة عمله رسميا، وهي الفترة ذاتها تقريبا التي أمضى فيها البوسني وحيد حاليلوزيتش، سنة 2011، على عقده مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. ويتعين على المدرب الجديد ل”الخضر” تأهيل المنتخب الجزائري لثالث مرة على التوالي إلى المونديال في مجموعة تضم الكامرون ونيجيريا وزامبيا، إلى جانب بلوغ نصف نهائي “كان 2017” بالغابون على الأقل، كون ميلوفان راجيفاك وافق على كل بنود العقد وعلى الأهداف المسطرة من طرف “الفاف”. ورغم أن اسم ميلوفان راجيفاك لم يتم تداوله إعلاميا منذ رحيل غوركوف، لا ضمن قائمة المدربين العالميين أو الذين يملكون الخبرة الإفريقية أو حتى المغامرين والمغمورين، إلا أن خيار رئيس الاتحادية في “الوقت بدل الضائع” تقريبا، استقر في نهاية المطاف على مدرب صنع اسما في القارة السمراء وحقق مع منتخب غانا لأقل من 20 سنة والأكابر، نتائج فاقت كل التوقعات وجعلت كل إفريقيا تتحدث عن إنجاز المدرب الصربي. منتخب غانا .. التجربة الناجحة وكان أول عقد ربط ميلوفان راجيفاك بالاتحادية الغانية لكرة القدم يتعلق بقيادة منتخب أقل من 20 سنة، ونجح المدرب الصربي في جعل “البلاك ستارز” يتوجون باللقب العالمي لأقل من 20 سنة في 2009، وهو إنجاز رشحه لتدريب منتخب غانا الأول، وحقق معه أيضا نتائج كبيرة، فقد بلغ منتخب غانا نهائي كأس أمم إفريقيا بأنغولا سنة 2010 وخسر التاج أمام منتخب مصر، حين خسر المباراة بهدف دون رد، ثم صنع ميلوفان راجيفاك الحدث في مونديال جنوب إفريقيا حين قاد منتخب غانا إلى ربع النهائي، وكان على بعد خطوة من نصف النهائي لولا تضييع جيان أساموا ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع من الوقت الإضافي الثاني، حين كان منتخب غانا متعادلا أمام منتخب الأوروغواي. والتحق راجيفاك، بعد مغامرته الناجحة مع منتخب غانا، بنادي اتحاد جدة السعودي في 11 سبتمبر 2010، غير أنه فسخ عقده بعد شهر واحد وغادر الفريق، ليصبح بعد مرور أسبوع واحد مدربا جديدا لمنتخب قطر، غير أن مغامرته انتهت بعد سنة واحدة تقريبا وتحديدا في 8 أوت 2011، بعدما خلفه في منصبه المدرب السابق لمنتخب البرازيل سيباستياو لازاروني. كما أشرف راجيفاك في بداياته كمدرب على النوادي السابقة التي لعب لها على غرار براتش في 1996 و 2008، والنجم الأحمر لبلغراد في 2004 ونادي فاجفودينا نوفي ساد من 2006 إلى 2007. وكان ميلوفان راجيفاك صاحب ال 62 عاما (مولود في 2 جانفي 1954)، والذي أدى مشواره الكروي كلاعب في يوغسلافيا سابقا، مدافعا في صفوف نادي بوراتش ما بين 1975 و 1978 والتحق بعدها بنادي النجم الأحمر لبلغراد وحمل أيضا ألوان نادي فوجفودينا نوفي ساد، وأنهى مشواره الكروي في نادي أوزيتشي سنة 1985، ليتحول إلى التدريب مباشرة وبدأت مغامرته مع الأندية التي لعب لها. ويبقى العائق الكبير أمام المدرب الجديد عدم قدرته على الالتقاء باللاعبين الدوليين سوى مع قرب موعد آخر مباراة من تصفيات “كان 2017” أمام منتخب لوزوتو بالجزائر، ما يصعب من مهمته في التحضير الجيد لموعد مباراة الجولة الأولى من تصفيات مونديال روسيا 2018 أمام منتخب الكامرون يوم 3 أكتوبر المقبل.