كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، على هامش إشرافه على انطلاق الطبعة ال38 من مهرجان تيمڤاد الدولي، أن المهرجان فرض نفسه في الساحة وهو واجهة الجزائر على الثقافة الدولية، بدليل التعطش الذي نلمسه عند الجمهور الذي لا يتردد كثيرا في السؤال عن موعد المهرجان الذي كان توقيته هذه السنة مناسبا مقارنة بالسنوات الفارطة، وهو ما قد يمكن الجمهور من الحضور بقوة. تحدث وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، من جهة أخرى، عن ما أسماه الانشغال المطروح في كل مرة عن غياب الجديد في مشاركات الفنانين على ركح ثاموڤادي، مشيرا “صحيح كلنا يسعى للجديد لكن لسنا ضد وجود الوجوه نفسها ولكن بشرط أن يقدموا جديدا لهذا الجمهور، وهو ما يعني أنه من الآن فصاعدا المشاركات تحددها شروط ومعايير، لأننا إذا أردنا أن تنجح هكذا مهرجانات لا بد من تعويد الجمهور على اقتناء تذكرته وهذا السلوك يجب أن يعمم، خاصة أننا لمسنا استجابة كبيرة من الجمهور للتعاطي مع هذا الانتقال”. وبخصوص كثرة المهرجانات وهل ستطالها الغربلة، كشف عز الدين ميهوبي أن هناك إحصاء ل77 مهرجانا تقام كلها بالجزائر “نحن لسنا ضد أي مهرجان، ولكن نريد مهرجانات ذات جدوى، في ظل بروز مهرجانات لا تملك أدنى مقومات لذلك ولا معايير لنجاحها”. وأكد ميهوبي، في الصدد ذاته، أن هناك نية لتحويل الكثير من المهرجانات إلى فعاليات ثقافية وتسند مهمة الإشراف عليها للولايات وهي من يتكفل بالبحث عن من يموّلها. كشف وزير الثقافة، بالمناسبة، عن الاتفاقية المبرمة بين وزارتي الثقافة والسياحة باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، وهذا للنهوض بالموروث الثقافي والسياحي للمنطقة، “خاصة أن باتنة بما تزخر به من معالم أثرية يجعلها في صلب اهتمامنا”. وبخصوص معاناة مهرجانات الجزائر ومهرجان تيمڤاد بالذات من غياب ممولين خواص لفعالياته، رد الوزير “نحن لسنا ضد تمويل الخواص، ولكن أين هم وسنسهل لهم المهام؟”. وزير الثقافة عزالدين ميهوبي عاد للحديث مجددا عن غياب ثقافة الاستثمار في قطاع الثقافة، وهو ما سنعمل على تجسيده في أرض الواقع، من خلال فتح المجال أمام بعض المستثمرين الراغبين في ذلك. وأعطيت، في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، إشارة انطلاق الطبعة ال38 من مهرجان تيمڤاد وسط إقبال متوسط للجمهور، رغم كل التسهيلات التي وضعتها الجهات المعنية في متناول هذا الجمهور. وكانت البداية بصعود فرقة الرفاعة للرحابة، والتي مزجت بين الصوت والإيقاع من خلال إحيائها الموروث الثقافي للمنطقة وعلى إيقاع البارود وسط تجاوب كبير من الحضور الذين لايزال الحنين يشدهم إلى موروثهم الفني، لتكون أولى بشائر السهرة عبارة عن كوكتال محلي خالص ومن شتى ربوع الوطن وبكل الطبوع الفنية للجزائر. واستهل نجم الأغنية الأوراسية حميد بلبش سهرة الافتتاح على طريقته الخاصة حين أعاد لعملاق المنطقة عيسى الجرموني باقة من أغانيه، ليتواصل مرور الفنانين على الركح مع تنوع في الطبوع، فمن الشاوي إلى منطقة القبائل الكبرى من خلال المتألقة الطاوس أرحاب التي رحلت بجمهورها على إيقاع النغمة القبائلية، ليحط الجوهرة الشاب أنور بالجمهور بمنطقة الغرب الجزائري، حيث تألق من جديد حتى وإن كان ذلك بقديمه الذي لايزال يحفظه جمهوره عن ظهر قلب وأعاد “يا ريت” و«أوليدي راني جيت “. وبصم خلاص هو الآخر حضوره في السهرة الأولى، من خلال إعادة أغاني الشاب حسني فحرك المدرجات يمينا وشمالا. وختام السهرة كان شبابيا مائة في المائة، مثلما أراد المنظمون، حيث أبقوا كادير الجابوني كمسك الختام، وتفاعل معه الحضور أيما تفاعل وكان بحق نجم السهرة حينما أمتعهم بالجديد والقديم في تناغم أكد مرة أخرى مدى شعبية الفنان في الوسط الشبابي.