لم تقبل الدول الإفريقية المشاركة في القمة العربية الافريقية الرابعة، مسايرة الابتزاز السياسي الذي ترأسه المغرب، إلى جانب 8 دول خليجية عربية، إذ لم يمنع انسحاب هذه الأخيرة من الفعالية، على خلفية رفع علم الجمهورية العربية الصحراوية، وليس مشاركتها في الفعالية، كونها لم تحضرها، من المواصلة، والإبقاء على العلم الصحراوي مرفوعا بصفته عضوا في الاتحاد الافريقي. سعت الدول العربية الخليجية من خلال موقفها الداعم للمغرب، إلى تقويض القمة العربية الافريقية الرابعة، الحاملة لشعار "معا من أجل تنمية مستدامة وتعاون اقتصادي بين إفريقيا والعالم العربي"، التي احتضنتها عاصمة غينيا الاستوائية، مالابو، من خلال انسحابها من الفعاليات، احتجاجا على رفع العلم الصحراوي إلى جانب إعلام الدول الأخرى، لكن استمرار مشاركة الدول الإفريقية حال دون ذلك، إلى جانب وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى مالابو، فجر أمس، قادما من البرتغال، حسب وكالة أنباء "الشرق الأوسط" الحكومية، من أجل المشاركة في أشغال القمة، ليضاف موقف السيسي إلى ذلك الذي سبقه، حين استقباله لوفد صحراوي في شرم الشيخ المصرية، خلال احتضانها أشغال دورة البرلمان الافريقي أكتوبر الماضي، ليكون تأكيدا على فتور العلاقات المصرية السعودية والمصرية المغربية. والدول التي انسحبت من القمة، هي المغرب والبحرين والسعودية والإمارات وقطر واليمن وسلطنة عمان والصومال والأردن، وهي الدول نفسها التي شكّلت في أغلبها محور التحالف الاسلامي لمحاربة الإرهاب، وتحفظت عليها الجزائر، بينما من المقرر أن تناقش القمة قضايا مكافحة الإرهاب والتعاون السياسي والتنسيق على مستوى القادة العرب والأفارقة في الموضوعات الأساسية، على رأسها مستجدات القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى مناقشة قضية أعباء الديون على إفريقيا وتسوية النزاعات. يأتي هذا الخلاف والانسحاب، في وقت يبذل المغرب جهودا حثيثة لإقناع الدول الإفريقية بضرورة عودته الى الإتحاد الافريقي، الذي غادره في 1984، مشترطا خروج الجمهورية العربية الصحراوية التي هي عضو فيه منذ 1982، مما يبرز "سوء نية" تسبق عودته، لعلم الرباط أن قوانين ميثاق الاتحاد الافريقي لا تسمح بإعطاء أي شروط لعودته، فضلا عن إلزام الدول الأعضاء على طرد دولة عضو في الاتحاد الافريقي دون أي سند قانوني، وهو ما ذهب إليه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الذي قال إن "الاتحاد الإفريقي له قوانين وأسس، ونحن نرحب بانضمام المغرب إليه، كما أن الجمهورية الصحراوية الديمقراطية عضو مؤسس فيه، ولا يمكن لدولة أن تشترط أي شيء قبل الانضمام إلى المجموعة التي تريد الانضمام إليها". وقال السفير الصحراوي السابق في واشنطن، ووالي مخيم العيون حاليا، محمد يسلم بيسط، في تصريح ل "الخبر"، إن "موقف الدول التي تدعي أنها عربية مخزي، لأن الجمهورية الصحراوية لم تشارك وهم أرادوا إنزال علمها، وهذا تدخل في الدول التي هي عضو في الاتحاد الإفريقي، وهذا الأخير قال للدول العربية بأن ليس لها الحق بأن تحدد من هذه الدول العضو فيه ومن هي غير ذلك، وهو ما يؤكد أن موقف تلك الدول استعلائي استعماري ين عن الجهل الحقيقي للقوانين المؤسّسة للاتحاد الافريقي". مردفا "هذه الدول أصلا هي دول رجعية تنظر نظرة استعلائية للقارة الإفريقية، وهو ما جعل الاتحاد الإفريقي يتمسك بموقفه، وهذا الموقف لا علاقة له بالجمهورية العربية الصحراوية ومشاركتها من عدمها، بل بضحالة الثقافة السياسية والقانونية للدول العربية، التي تريد أن تتدخل في الاتحاد الافريقي وتحدد له منهم أعضاؤه من دونهم". وأضاف المتحدث أن ما حدث له علاقة بالنوايا السياسية، موضحا "ليست هناك أي نوايا سياسية حقيقية في التعاون مع الاتحاد الافريقي، وبالتالي هم يبحثون عن مبررات واهية، فما الذي قد تقدّمه البحرين أو السعودية للاتحاد الافريقي؟ هي أنظمة غير ديمقراطية، تتناقض مائة بالمائة مع ثقافة الاتحاد الإفريقي، والقيم المؤسسة له، لا برلمانات ولا أحزاب فيها ولا حتى جمعيات مجتمع مدني".