انسحب المغرب رفقة 8 دول عربية، يوم الثلاثاء، من مؤتمر القمة العربية - الإفريقية الرابعة المنعقدة بغينيا الاستوائية، بسبب وجود يافطة الصحراء الغربية التي علقها المنظمون رفقة أعلام الدول المشاركة، مبررين وجود الجمهورية العربية الصحراوية بأنه حفاظ وحرص منهم كي لا يكون هناك إخلال بالضوابط العربية - الإفريقية المشتركة، لكن حقيقة الأمر أن هذا التصرف المغربي وقع منذ أكثر من ثلاثين سنة لما اعترفت منظمة الوحدة الإفريقية بجبهة البوليساريو ممثلة للصحراء الغربية وهاهو اليوم يعود للتشويش ومحاولة التشكيك وزرع الاختلاف والانقسام، خاصة بعد أن اشترط الاتحاد الانضمام إليه دون شروط مسبقة. إن دعوة المغرب الانضمام للإتحاد الإفريقي ليس إضافة للإتحاد، كما يبدو في الظاهر، بل يهدف للعرقلة والتشويش في الواقع، وإلا بماذا نفسر انسحابه من مؤتمر القمة ومحاولة جر عدد من الدول الشقيقة إلى صفه؟ إن انسحاب الوفود من القمة تسبب في إخلال كبير. إن انسحاب الدول من قمة مالابو بغينيا الاستوائية جاء بسبب إصرار الاتحاد الإفريقي على مشاركة وفد الصحراء «جبهة البوليساريو» في أعمال القمة والدول التي انسحبت هي المغرب والبحرين والسعودية والإمارات وقطر واليمن وسلطنة عمان والصومال، احتجاجا على مشاركة جبهة البوليساريو في القمة التي تعقد تحت عنوان التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي بين إفريقيا والعالم العربي. إن انسحاب هذه الدول جاء عكس موضوع القمة المعنون ب «التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي»، فأي تنمية إذا كان أحد أعضاء الاتحاد يعيش تحت نير الاستعمار وتنهب ثرواته الطبيعية وخيرات بلاده جهارا نهارا وأكثر من هذا يحاولون إقصاء وفد البوليساريو الممثل الوحيد والشرعي للجمهورية العربية الصحراوية، بينما حاولت الدول المنسحبة المدعمة للاحتلال المغربي أن تجعل من التعاون الاقتصادي تهاونا وإطالة عمر الاحتلال بدعم من المحتل التقليدي فرنسا. وكان اجتماع وزراء الخارجية العرب والأفارقة قد انطلق، الأثنين، في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، للتحضير للقمة التي انطلقت، أمس، واعتراض المغرب أدى إلى انسحاب بعض الدول العربية، تضامنا معه. وحصلت جبهة البوليساريو وداعموها على عضوية منظمة الوحدة الإفريقية في 1982، ما أدى إلى انسحاب المغرب من المنظمة رسميا عام 1984. تجدر الإشارة، إلى أن المغرب تقدم، شهر سبتمبر الماضي، بطلب الالتحاق بالاتحاد الإفريقي، بعد 32 عاما من انسحابه من العمل الإفريقي المؤسساتي الجماعي. إن القمة ورغم انسحاب المغرب وبعض مؤيديه من أشغالها، لم ينقص ذلك من عزيمة الأفارقة والعرب الأحرار في مواصلة أشغالهم، حيث شارك فيها أكثر من 50 دولة وعكفت أشغالها على تقييم التقدم المسجل في تجسيد مخطط العمل المصادق عليه خلال القمة الثالثة التي جرت بالكويت في سنة 2013.