تحول المدرب السابق لإتحاد العاصمة ، هرفي رونار، بين عشية وضحاها من منبوذ إلى محبوب الجماهير المغربية التي رأت منتخب بلادها يقتطع تأشيرة التأهل إلى الدور ربع النهائي من المنافسة الافريقية ، بعد إنتظار دام 13 سنة كاملة. لم تر الجماهير المغربية منتخب بلادها في دور متقدم من نهائيات كأس أمم إفريقيا منذ دورة تونس في عام 2004 ، حيث تمكنت تشكيلة المدرب هرفي رونار ليلة أمس من كسب ورقة التأهل في مجموعة ضمت حامل اللقب المنتخب الايفواري الذي خرج من الدورة يجر أذيال الخيبة، بعد هدف رائع من عليوي، وهو الهدف الذي أزاح الايفواريين و فتح الطريق أمام المغاربة الذين أصبحوا يؤمنون أكثر بحظوظهم في هذه المنافسة الإفريقية ، لاسيما بعد خروج المنتخب الجزائري وقبله منتخب البلد المنظم لهذه الدورة.
رونار، صاحب القميص الابيض الذي يرتديه حتى في أحلك الاحوال ، لإيمانه أنه يجلب له الحظ ، تمكن من إسكات أفواه منتقديه في المغرب ، لاسيما من قبل بعض المدربين الذين توقعوا الخروج المبكر لأسود الاطلس من المنافسة ، لتواضع التعداد ، وتمكن أيضا من زرع الروح القتالية للاعبيه ، وهو ما اتضح جليا خلال المقابلات التي لعبها المنتخب المغربي لاسيما أمام الطوغو و أخيرا أمام كوت ديفوار.
تأشيرة التأهل ، إنتزعتها تشكيلة مغربية مغمورة ، لا تملك لاعبين كبار ، باستثناء مهدي بن عطية مدافع جوفنتوس الايطالي ، لكن تملك لاعبين " رجال " بأتم معنى الكلمة شرفوا الألوان المغربية، بفضل روح المجموعة، وهو ما اشاد به المدرب هرفي رونار صاحب التاجين الافريقين مع زامبيا 2012 و كوت يفوار في الدورة السابقة بغنينا الاستوائية 2015 قائلا بعد مقابلة فريقه السابق " لدينا لاعبين يلعبون بحرارة كبيرة ، همهم الوحيد هو تمثيل منتخب بلادهم بكل قوة ، وهو أمر إيجابي سيسمح لنا بالتقدم."
مرور رفاق حمزة مانديل لاعب ليل الفرنسي ، إلى الدور ربع النهائي لهذا الحدث الكروي الافريقي ، أدخل الفرحة في قلوب المغاربة المتواجدين هنا بالغابون ، حيث أقاموا ليلة أول أمس مثلا الاعراس في فرانس فيل ، و أهدوا العديد من الغابونيين وجبات أكل ، شكرا لله عزوجل على مواصلة منتخب بلادهم للمغامرة الافريقية.