بعد يومين من اندلاع معارك بين جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وفصائل تابعة للجيش السوري الحر، أعلنت ستة فصائل معارضة انضمامها إلى حركة أحرار الشام. انضمت ستة فصائل سورية معارضة على الأقل اليوم الخميس إلى حركة أحرار الشام، في وقت تشهد مناطق عدة في شمال سوريا معارك غير مسبوقة بين الفصائل وجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً). وبدأت منذ الثلاثاء، بالتزامن مع انتهاء محادثات أستانا حول سوريا التي شاركت فيها فصائل معارضة، اشتباكات عنيفة على محاور عدة في محافظة إدلب (شمال غرب) وريف حلب الغربي.
وأعلنت حركة أحرار الشام، التي تعد أبرز الفصائل المعارضة في سوريا، في بيان الخميس "شهدت ثورتنا المباركة خلال الساعات الماضية سلسلة من الاعتداءات التي كادت أن تنزلق بالثورة إلى هاوية الاحتراب الشامل"، ومن هذا المنطلق أضافت الحركة أنها "تقبل انضمام إخوانها في ألوية صقور الشام وجيش الإسلام - قطاع إدلب وكتائب ثوار الشام والجبهة الشامية - قطاع حلب الغربي وجيش المجاهدين وتجمع فاستقم كما أمرت وغيرهم من الكتائب والسرايا"، وأكدت الحركة أن "أي اعتداء على أحد أبناء الحركة المنضمين لها أو مقراتها هو بمثابة إعلان قتال لن تتوانى حركة أحرار الشام في التصدي له وإيقافه مهما تطلب من قوة".
يذكر أن الاشتباكات اندلعت الثلاثاء بهجوم لجبهة فتح الشام ضد معسكر لفصيل "جيش المجاهدين"، ما أسفر عن معارك توسعت لاحقاً لتشمل فصائل إسلامية معارضة أخرى، بينها حركة أحرار الشام و"الجبهة الشامية" و"صقور الشام". وربط مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، المعارك الأخيرة ب"معلومات لدى جبهة فتح الشام أن هناك فصائل على الأرض تبلغ التحالف الدولي بقيادة واشنطن بتحركات مقاتليها وقيادييها على الأرض".
من جانبها، اتهمت جبهة فتح الشام الفصائل المعارضة التي شاركت في محادثات أستانا "بتمرير ذلك المؤتمر الذي نص بيانه (...) على اتفاق مشترك لقتال جبهة فتح الشام وعزلها". ورفض مدير العلاقات الخارجية السياسية لأحرار الشام، لبيب النحاس، اتهام الفصائل بالتواطؤ. وقال في تغريدة على موقع "تويتر": "الفصائل الثورية التي تتهمها فتح الشام بالعمالة والردة وتبغى عليها هي من دافعت عنها في المحافل الدولية واللقاءات المغلقة". واعتبر النحاس أن "جبهة فتح الشام أمام مفترق طرق: إما أن تنضم بشكل نهائي للثورة أو تكون داعش جديدة".