حضر عاهل المغرب الملك محمد السادس، الثلاثاء، مراسم اختتام قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، غداة موافقة المنظمة على إعادة عضوية بلاده بعد 33 عاما على خروجها منها. وعبر العاهل المغربي، الذي دعي لإلقاء كلمة أمام رؤساء الدول، عن ارتياحه للدعم "الصريح والكبير" من الشركاء الأفارقة. وأضاف الملك أنه حان الوقت للعودة إلى الاتحاد الأفريقي، مؤكدا أن "أفريقيا هي بيتي".
كما خاطب الملك نظراءه الأفارقة خلال حفل اختتام القمة الثامنة والعشرين للاتحاد بالقول، "كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب. (...) فأفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي. لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد"، واعتبر الملك أن "الدعم الصريح والقوي، الذي حظي به المغرب، لخير دليل على متانة الروابط التي تجمعنا".
كما عبر الملك محمد السادس إن المغرب ظل يؤمن دائما بأنه ينبغي، قبل كل شي، أن يستمد قوته من الاندماج في فضائه المغاربي، إلا أنه "من الواضح، أن شعلة اتحاد المغرب العربي قد انطفأت، في ظل غياب الإيمان بمصير مشترك".
واعتبر "الحلم المغاربي" الذي ناضل من أجله جيل الرواد في الخمسينيات من القرن الماضي "يتعرض اليوم للخيانة".
وأعرب الملك عن أسفه للمكانة التي يحتلها الاتحاد المغاربي داخل القارة، وقال إن منطقة المغرب العربي هي اليوم "الأقل اندماجا في القارة الإفريقية، إن لم يكن في العالم أجمع"، على حد تعبيره.
وقال إنه "في الوقت الذي تصل فيه المعاملات التجارية البينية إلى 10 في المائة، بين بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، و19 في المائة بين دول مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، فإن تلك المبادلات تقل عن 3 في المائة بين البلدان المغاربية".
وأضاف: "وفي نفس السياق، وبينما تشهد المجموعة الاقتصادية لشرق إفريقيا تطورا ملحوظا، في إقامة مشاريع اندماجية طموحة، وتفتح دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا مجالا حقيقيا لضمان حرية تنقل الأشخاص والممتلكات، ورؤوس الأموال، فإن التعاون الاقتصادي بين الدول المغاربية يبقى ضعيفا جدا".
وحذر العاهل المغربي من أن عدم التحرك أو أخذ العبرة من التجمعات الأفريقية المجاورة "فإن الاتحاد المغاربي سينحل بسبب عجزه المزمن على الاستجابة للطموحات التي حددتها معاهدة مراكش التأسيسية، منذ 28 سنة خلت".
وستصبح المملكة المغربية رسميا العضو 55 للاتحاد الأفريقي بشكل كامل "عند إيداع وثائق تصديقها"، وفق مندوبين داخل القمة.
أما جبهة البوليساريو، فقد أعربت عن "الترحيب بالمغرب" الذي "سيجلس إلى جانبنا"، حسبما قال محمد سالم ولد السالك وزير خارجية "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".