سارعت تركيا إلى الرد بشكل غير مباشر على إعلان وحدات حماية الشعب الكردية التوصل لاتفاق تعاون مع روسيا في شمال سوريا، في حين أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانا يوضح ملابسات إرسال آليات إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الأكراد. وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إن تركيا لن تقبل بوجود "منطقة إرهاب" في شمال سوريا، وإن التركيبة العرقية بالمنطقة ينبغي أن تبقى دون تغيير، في تصريحات موجهة على ما يبدو إلى الفصيل الكردي السوري المسلح. وصدرت تصريحات قورتولموش في مؤتمر صحفي في العاصمة التركية أنقرة، بعدما قالت "وحدات حماية الشعب الكردية السورية" إن روسيا تقوم بإنشاء قاعدة عسكرية في شمال غرب سوريا، وإن موسكو ستساعد في تدريب قواتها. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب، وهي جزء من قوات تدعمها الولاياتالمتحدة تحت اسم "قوات سوريا الديمقراطية، وتقاتل تنظيم داعش في شمال سوريا على الحدود الجنوبية لتركيا، منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور. وكان المتحدث الرسمي باسم الوحدات، ريدور خليل، قال لرويترز إنه جرى التوصل للاتفاق مع روسيالإقامة قاعدة عسكرية في شمال غرب سوريا، وإن قوات روسية وصلت بالفعل إلى الموقع في عفرين مع ناقلات جند وعربات مدرعة. ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لما قالوا إنها رتل من "الآليات العسكرية الروسية" في بلدة كفرجنة بمنطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" بريف حلب الشمالي. إلا أن روسيا، قالت على في بيان لوزارة الدفاع إنها لا تعتزم إقامة قواعد عسكرية جديدة في سوريا، وشددت على أن جزءا من "مركز المصالحة"، سينقل إلى محافظة حلب بالقرب من عفرين لمنع انتهاكات وقف إطلاق النار. وفي حين نفت موسكو إقامة قاعدة عسكرية وأوضحت أن الأمر يقتصر على نقل قسم من مركز المصالحة الذي يساعد في التفاوض على اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار، لم ترد على إعلان الأكراد بعزم القوات الروسية تدريب مقاتليهم. وكان المتحدث باسم الوحدات قال أن الاتفاق، الذي وصفه ب"الأول من نوعه" مع روسيا، يقضي أيضا بتدريب القوات الروسية المقاتلين الأكراد في عفرين، إحدى المقاطعات الثلاث التي أعلن الأكراد فيها إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في العام 2013. ووصف خليل الاتفاق بأنه "خطوة إيجابية في إطار علاقاتنا وتحالفاتنا ضد الإرهاب في سوريا" في إشارة إلى الجماعات المتشددة ولاسيما داعش، لافتا إلى أن عملية التدريب ستبدأ قريباً من دون تحديد موعدها. وردا على سؤال حول كيفية التوفيق بين الدعم الأميركي المستمر منذ سنوات والدعم الروسي الجديد، اكتفى خليل بالقول "اتفاقاتنا وتعاوننا واضح، والاتفاق الأخير يأتي في إطار مكافحة الإرهاب". وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا دعماً عسكرياً من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعدما أثبتوا فعالية في قتال داعش وتمكنوا من طرده مع فصائل عربية من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا. وتعد روسيا أبرز حلفاء النظام السوري وتقدم له منذ 30 سبتمبر 2015، دعما جويا كما تنشر قواتها على جبهات عدة. ومنذ نهاية العام 2016، بدأت محادثات مع تركيا التي تعد أبرز داعمي المعارضة السورية. ويريد الأكراد في سوريا تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث عفرين والجزيرة (الحسكة) وكوباني (عين العرب)، من أجل إنشاء حكم ذاتي فيها على غرار كردستان العراق. ويثير هذا الحلم امتعاض ومخاوف أنقرة.