أفلام تنعش المشهد الثقافي خمس وثلاثون عملا سينمائيا، بين الأفلام الطويلة والقصيرة، الروائية والوثائقية، تعرض بقاعة السينما لبجاية والمسرح الجهوي للمدينة، ولقاءات مع المخرجين ومحترفي القطاع، وورشات تكوينية ومعرض للتصوير الفوتوغرافي.. هو ذا محتوى اللقاءات السينمائية لبجاية في طبعتها الثالثة عشرة، هذه التظاهرة الثقافية التي نجحت في ضمان الاستمرارية، وركزت على الاحترافية والجدية، فحظيت برعاية خاصة من وزير الثقافة الذي شهد بنفسه افتتاحها الرسمي. صرح ل«الشعب” المكلف بالإعلام في تظاهرة “اللقاءات السينمائية لبجاية”، أمين حتو، بأن البرنامج المسطر لم يطرأ عليه تغيير إلى غاية الآن، وأن كلّ شيء يسير على يرام، وأكد على أن مخرجي الأعمال المشاركة قد حضروا في غالبهم، بمعدل يقارب الثمانين بالمائة، وهو نفس المعدل المحقق في طبعة السنة الماضية: “تعذر الحضور على بعض المدعوين بسبب تأخر التأشيرات أو حجوزات الطائرة، وهذا أمر يحدث في الكثير من المهرجانات، ولكن أغلب المدعوين قد حضروا وهذا هو المهم”، يقول أمين حتو. كما عبّر محدثنا عن سعادته بالدعم الذي قدمه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي للتظاهرة، من خلال حضوره شخصيا لحفل الافتتاح، “لم نكن نتوقع حضور الوزير وعرفنا ذلك في ذات اليوم.. إن هذا الدعم شرف لنا، خاصة وأن التظاهرة هي من تنظيم المجتمع المدني وليست مهرجانا مرسّما، لذا فإن هذا الاعتراف الرسمي بادرة خير ودليل على دعم الدولة للمبادرات الجمعوية والمهرجانات الجادّة حتى وإن لم تكن من تنظيم وزارة الثقافة”، يقول حتو. وتتضمن اللقاءات السينمائية، التي تستمر إلى غاية يوم 11 سبتمبر، العرض الأول في الجزائر لعدة أعمال سينمائية، منها ما هو محلي مثل فيلم “سريال” لأمين سيدي بومدين، “Contre-pouvoirs” لمالك بن إسماعيل و«بلا سينما” للأمين عمار خوجة. إضافة إلى أفلام طويلة أخرى مثل “حمى Fièvres” للمغربي هشام عيوش، و«Histoire de Judas” للسينمائي الجزائري رابح عمور زعيمش، و«اليوم” للسنغالي آلان غومي. من جهتها حصلت الأفلام القصيرة على حصة الأسد من البرنامج، إذ أنها تمثل أكثر من نصفه، كما سيكون التصوير الفوتوغرافي حاضرا من خلال معرض “شوارعي”، حيث سيتم دعوة أصحاب الصور المعروضة إلى لقاء مع مخرجين ومديري تصوير من أجل مناقشة العلاقة الموجودة بين السينما والصورة. وينشط مالك بن اسماعيل، أحد المخرجين المشاركين في التظاهرة، ورشة للكتابة الوثائقية، إضافة إلى مائدة مستديرة حول السينما الأفريقية وشبكات التمويل ينشطها رئيس الاتحادية الأفريقية للسينمائيين، المخرج المالي شيخ عمر سيسوكو. وكان الفيلم الوثائقي “10949 امرأة” لنسيمة قسوم، قد افتتح التظاهرة، ويكرم الفيلم مناضلات الثورة الجزائرية من خلال بورتريه لنسيمة حبلال، وهي مناضلة من المناضلات الأوليات في الحركة الوطنية، ونقل الفيلم صورة هذه البطلة الشجاعة، التي جرجرت من سجن إلى سجن وتعرضت لأبشع التعذيب، وتطلب تركيب هذا الفيلم سبع سنوات كاملة. وقد تم عرض هذا العمل السينمائي بمتحف برج موسى بالمدينة القديمة، بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وسينمائيين محليين وأجانب.