تفاعل أكثر من 75% من المرضى الذين يعانون من أنواع متعددة من السرطان، بطريقة إيجابية مع علاج جديد يعرف ب"بلاروتريكتينب" وهو عقار لا يستهدف المواقع التي ينتشر فيها الورم السرطاني، بل يتفاعل مع الخلل الجيني الموروث الذي يؤدي إلى نمو السرطان. وفي حال حظي هذا العقار بموافقة لاستخدامه على نطاق أوسع، قد يساهم في علاج الآلاف من المرضى حول العالم. طور باحثون في شركة "لوكسو أونكولوجي" في ستامفورد (كونيتيكت) علاجا أكثر دقة لمرض السرطان، أثبت فعاليته لدى 75 % من المرضى. وبدلا من استهداف المواقع التي ينتشر فيها الورم السرطاني في الجسم، يستهدف العلاج الجديد التبدلات الجينية النادرة التي يعاني منها نحو 5 آلاف شخص في الولاياتالمتحدة. هذا العقار المعروف ب"لاروتريكتينب" نال تنويها سنة 2016 من وكالة الأغذية والأدوية الأمريكية التي وصفته بالإنجاز الكبير. ويوصى بتناوله مرة واحدة أو مرتين في اليوم، وهو يتفاعل مع آلية تؤدي إلى نمو السرطان ناجمة عن خلل جيني موروث قائم على مزيج من مستقبلات كاينيز ألتروبوماياسن. وقال ليو ماسكارنهاس نائب مدير مركز الأطفال للسرطان وأمراض القلب في مستشفى الأطفال في لوس أنجلس الذي ساهم في هذه الدراسة "إنه فعلا حل سحري لمرضانا". وشملت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "نيو إنغلند جورنال أوف ميديسن" رضعا وأطفالا ومراهقين وبالغين يعانون من أنواع متعددة من السرطان، مثل سرطانات الغدد اللعابية والساركومة الليمفية عند الأطفال والغدة الدرقية والقولون والرئة والجهاز المعدي المعوي والميلانوما. وتراوحت أعمار المرضى ال55 الذين شاركوا في التجربة الممتدة من 2015 إلى 2017، بين أربعة أشهر و76 عاما. وكانوا يعانون إما من سرطانات في مراحل متقدمة محصورة في موقع معين أو من أورام منتشرة في أعضاء متعددة من الجسم. وتفاعل 75 % من المرضى إيجابا مع هذا العلاج منذ أول شهرين من البدء بالخضوع له. وجرى تحليل أولي لهذه التجربة خلال مؤتمر مهم حول السرطان نظم في الولاياتالمتحدة في حزيران/يونيو 2017. وفي حال حظي هذا العقار بموافقة لاستخدامه على نطاق أوسع، قد يساهم في علاج الآلاف من مرضى السرطان في أنحاء العالم أجمع. وقال ديفيد هونغ الأستاذ المحاضر في علاجات السرطان التجريبية في مركز إم دي أندرسون الطبي للسرطان التابع لجامعة تكساس "تبين أن اللاروتريكتينب له مفعول سريع وقوي ومستدام للقضاء على الأورام عند الأطفال والبالغين".