دعا التجمع الوطني الديمقراطي الجزائريين إلى "التجند لمواجهة الصعوبات والتحديات التي تحيط بالبلاد"، مشددا على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار الذي تنعم به، وعدم الانصياع إلى خطاب اليأس والتشكيك الذي تنشره "أطراف لا تحب الخير للشعب الجزائري". جاء ذلك في افتتاح الناطق الرسمي باسم "الأرندي"، صديق شهاب، الذي أناب عن الأمين العام، أحمد أويحيى، في اجتماع للإطارات الشبانية بالحزب، حيث قال في هذا الصدد: "علينا أن نستعد للوقوف في وجه المخاطر التي سنواجهها في المستقبل القريب"، داعيا إلى "التصدي للخطاب السياسي الذي يحث الشباب الجزائري على الانزواء بعيدا عن الرهانات التي تمر بها البلاد ويراد للفئات الشبانية أن تبقى خارجة عن سياقاته". وفي هذا السياق، أوضح شهاب بأن "هناك من يريد تقزيم الشباب الجزائري في نظام الكوطة، كي لا يصبح عنصرا فعالا وينسون أنهم رجال اليوم وقادة المستقبل"، الذي يتطلب – كما قال - وعيا وفهما عميقا لطبيعة المرحلة التي تمر بها الجزائر، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، الذي تراهن عليه "أطراف لزعزعة الاستقرار وتجنيد شبابنا ليكون في خدمة الإرهاب". وتابع الناطق باسم الأرندي: "علينا أن نكون في واجهة الأحداث بوعي والانخراط في العمل السياسي الحقيقي تحسبا للاستحقاقات الانتخابية القادمة، ونريد أن يكون هذا العمل في الميدان، مستفيدين من تكنولوجيات الاتصال والإعلام التي خدمتنا في الماضي"، في إشارة إلى نتائج الأرندي في التشريعيات والمحليات التي جرت في 2017، حيث علق على ذلك شهاب بالقول: "لقد أصبحت للأرندي رؤية واضحة وحاضرة بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلينا الاستمرار في الاستثمار في هذا الجانب". واغتنم ذات المتحدث المناسبة لتجديد تحذيرات الأرندي من تبعات الظروف المالية الصعبة، حيث قال: "البلاد مقبلة على مرحلة تتميز ببعض التوترات قد تتزامن مع انتخابات هامة جدا (يقصد رئاسيات 2019)، في ظل متاعب مالية، قد يتم توظيفها واستغلالها اجتماعيا لزيادة الطين بلة، ولأن حزبنا ركيزة للدولة والوطن، علينا التحلي بالثقة المطلوبة في الأمين العام، السيد أحمد أويحيى، وفي خياراته وقراراته وبعدم الانصياع وراء كل ما يؤثر فيها". وفي رسالة إلى حليف الأرندي في الحكومة والأغلبية البرلمانية، جبهة التحرير الوطني، أكد صديق شهاب على أن حزبه "ملتزم مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سياسيا، وأن ما يقال خلافا لهذا الكلام مجرد مناورات ومغالطات، يجب أن نتحلى تجاهها باليقظة". وردا على سؤال حول موقف أويحيى من التعديل الوزاري الجزئي الأخير، أجاب شهاب أن "التعديل يدخل في نطاق صلاحيات رئيس الجمهورية"، مشيرا إلى أن "أويحيى سيجيب على كل الأسئلة التي يطرحها الشارع الجزائري، في ندوته الصحفية المقررة اليوم بالمركز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة". ومن المنتظر، حسب شهاب، أن يقدم أويحيى، اليوم، في ندوة صحفية، حصيلة أداء طاقمه الحكومي عن الأشهر الستة الماضية، وذلك في أول ظهور إعلامي كوزير أول، وبعد أسبوع من تعديل وزاري جزئي مس فريقه التنفيذي. ويشار إلى أن أويحيى جاء للمرة الرابعة إلى قصر الحكومة بشارع الدكتور سعدان في منتصف أوت الماضي، وذلك خلفا لسلفه عبد المجيد تبون، إذ قوبلت عودته برفض من المعارضة والنقابات المستقلة بسبب قراراته القاسية خاصة في الشق الاقتصادي والاجتماعي. يذكر أن الاجتماع تضمن أيضا محاضرة ألقاها وزير المالية السابق، عبد الكريم حرشاوي، تناول فيها فترات عصيبة مرت بها الجزائر اقتصاديا وماليا، مسجلا النجاح في تحويل تلك المحطات إلى منصات إطلاق لبرامج حققت إنجازات. كما ألقى مدير عام الوكالة الوطنية للتشغيل، محمد الطاهر شعلال، محاضرة حول الآليات التي وضعتها الحكومة لتوفير فرص الشغل لفائدة الشباب وخريجي الجامعات والمعاهد العليا.