بلغ عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم لقوات الجيش 24 إرهابيا منذ بداية السنة الجارية 2018، وتبدو حصيلة مهمة تؤشر على نجاح أمني لافت مقارنة مع حصيلة السنوات الأخيرة، إذ لم يسلّم سوى 30 إرهابيا أنفسهم للجيش خلال كامل السنة الماضية 2017. تكشف حصيلة الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية، عن موجة استسلام لافتة من قبل الإرهابيين، خاصة في منطقة الصحراء والمناطق الحدودية القريبة من شمال ماليوالنيجر. فخلال الثلث الأول من شهر أفريل الجاري، سلّم سبعة إرهابيين ينتمون إلى تنظيمات إرهابية مختلفة تنشط في منطقة الصحراء والساحل أنفسهم للجيش في منطقة تمنراست جنوبي الجزائر، كان آخرهم المسمى "س. أحمد" المكنى "أبو عائشة" والذي كان قد التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2009، وسبقه بيومين استسلام "م. سيدي مختار" المدعو "مبارك" الذي سلّم نفسه لقوات الجيش في السابع أفريل الجاري و"ك. منير" المكنى "جندل"، والذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2013. كما سلم "م. سيد عمر"، المدعو"أبو حميد" و"م. خاطري"، المدعو "أبو عائشة"، نفسيهما لقوات الجيش. وفي أواخر مارس الماضي، قام "ص. سيدي محمد"، المدعو "يوسف" والذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2012 بتسليم نفسه لوحدة من الجيش في تمنراست جنوبي البلاد، إضافة إلى عنصر كان يعمل ضمن شبكة لدعم وتمويل المجموعات الإرهابية في المنطقة الصحراوية. ويكشف مسؤول أمني، على صلة بالملف في لقاء مع "الخبر" أنه يجري "منذ أكتوبر2016 تنفيذ خطة أمنية وعسكرية تتعلق بتحجيم استباقي للمخاطر، عبر استقطاب معاكس للإرهابيين وتقديم ضمانات بأن تشملهم تدابير العفو المقررة في قانون المصالحة الوطنية الصادر عام 2005". مضيفا أن "الجهات المختصة تجري اتصالات حثيثة في المنطقة وتتعاون مع أصدقاء وزعامات قبلية وقيادات في حركات الأزواد المتمركزة شمال ماليوالنيجر لإقناع هؤلاء الإرهابيين بوقف النشاط الإرهابي وتسليم أنفسهم". مشيرا إلى أن إحكام الجيش سيطرته على كامل المنطقة الحدودية، سمح له بتوفير أربع ممرات توصف بالآمنة في مناطق عين قزام وتيمياوين وبرج باجي مختار وتين زواتين قرب الحدود الجنوبية. ويفهم من هكذا حديث، وجود جهود استباقية تزامنا مع تزايد المخاوف من انتقال عناصر "داعش" من مناطق توتر أخرى، خاصة ليبيا إلى منطقة الساحل. وأكد نفس المصدر أن "هناك تركيز وتوجيه للجهود نحو تطهير كامل لمنطقة الحدود من أي تواجد للمجموعات الإرهابية سواء عسكريا أو بواسطة تفاهمات مع الإرهابيين لضمان عودتهم إلى الحاضنة الاجتماعية"، بهدف تحجيم مخاطر متعاظمة من التهديدات الإرهابية، خاصة بعد العمليات الأخيرة لتنظيم "نصر الإسلام" الذي يوالي القاعدة الأم وفرعها في بلاد المغرب الإسلامي، والتخوف من أن يستقطب تنظيم داعش الذي أسس له المغربي أبو الوليد عدنان الصحراوي فرعا في منطقة الساحل العناصر الجزائرية. ولاحظ المسؤول الأمني الجزائري، أن "عددا هاما من الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم لقوات الجيش في الفترة الأخيرة، سواء في منطقة تمنراست أو في منطقة وسط وشرقي البلاد، حديثو العهد بالعمل الإرهابي، حيث التحقوا بصفوف المجموعات الإرهابية بعد عام 2012، ورجح أن تكون المجموعات الإرهابية قد نجحت في استقطابهم باستغلال الزخم الإعلامي الذي رافق البدايات الأولى لتنظيم داعش عام 2012". مشيرا إلى أن الظروف القاسية التي تواجهها المجموعات الإرهابية في منطق الساحل والملاحقة الأمنية، سواء من الجانب الجزائري أو من قبل قوة مجموعة "5 ساحل" التي تضم النيجرومالي وبوركينافاسو والتشاد بقيادة القوات الفرنسية، دفعت الإرهابيين إلى التفكير في إلقاء السلاح. وكشف المتحدث أن "عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم لقوات الجيش في الفترة الأخيرة في الجنوب، يمكن أن يفسر في الوقت نفسه اعتقال 18 ناشطا في شبكات دعم وتمويل للجماعات الإرهابية، والعدد الهائل للمخابئ التي يكشفها الجيش وترسانة الأسلحة التي استرجعها حتى الآن "حيث تم كشف 141 مخبأ للإرهاب واسترجاع 160 قطعة سلاح وكميات من الذخيرة والقنابل".