منعت مصالح الأمن مسيرة للأطباء المقيمين كانت مبرمجة في ولاية وهران، فيما نظم، صباح أمس، بقسنطينة، حوالي 500 طبيب مقيم بالمستشفى الجامعي ابن باديس وقفة احتجاجية أمام مصلحة النساء والتوليد. منعت الشرطة، صباح أمس، الأطباء المقيمين المضربين من تنظيم مسيرة عبر شوارع مدينة وهران، حيث كان من المنتظر أن يخرجوا من المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب في الساعة العاشرة من صباح أمس. وكان مئات الأطباء قد التحقوا بموقع التجمع داخل المستشفى قادمين من ولايات سيدي بلعباس، مستغانم وتلمسان ومن مختلف المؤسسات الاستشفائية الجامعية لوهران. وسبقت أعداد كبيرة من ضباط وأعوان الشرطة المحتجين إلى الموقع، ونظمت حواجز عند المداخل الثلاثة للمستشفى الجامعي. ولما تكاثر عدد الأطباء خارج المستشفى، في انتظار انطلاق المسيرة، عمدت مصالح الأمن إلى إرغام كل الذين كانوا في الخارج على الدخول باستعمال القوة، وهو ما تسبب في إصابة العديد من الأطباء بجروح، خاصة على مستوى الرأس. وسالت دماء الأطباء مرة أخرى في وهران، بعد أن سالت في ساحة أول ماي بالجزائر العاصمة خلال مظاهرة شهر جانفي الماضي. واشتد الصراع بين الأطباء المصرين على الخروج إلى الشارع لتنظيم مسيرتهم مع أعوان الشرطة الذين استعملوا كل الوسائل من أجل منعهم من ذلك، ليتمكن هؤلاء بالتعاون مع إدارة المستشفى الجامعي لوهران من إغلاق كل أبواب هذه المؤسسة، فيما شهدت شوارع حي سيدي البشير (بلاطو) وأزقتها مطاردات عديدة للأطباء الذين بقوا خارج المستشفى لتفريقهم وعدم تمكينهم من التجمع والانطلاق في مسيرة، رغم قلة عددهم، لأن العدد الأكبر للمحتجين كان بين أسواره. غير أن الشرطة لم تتمكن من اعتراض الأطباء الملتحقين بوهران من ولايتي سيدي بلعباس وتلمسان، ما جعلها تنتظرهم قرب المستشفى. وقد تمكن الذين وصلوا باكرا من الدخول في انتظار انطلاق المسيرة، إلا أن أعدادا كبيرة لم تتمكن من ذلك بسبب ”الحواجز الأمنية” المقامة في محيطه، حيث لجأت الشرطة بعدها إلى استعمال القوة لإفراغ الشوارع المحيطة بالمستشفى من المحتجين، كما أغلقت أبوابه بالقوة. وتمكن حوالي مائتي طبيب من كسر الطوق الأمني وترجلوا في اتجاه وسط مدينة وهران، حيث لحقتهم قوات مكافحة الشغب مع أعوان الشرطة بالزي المدني، وتمت مطاردتهم في شارع العربي بن مهيدي، ليتفرقوا في مختلف الاتجاهات ولم يستطيعوا الوصول إلى مقر ولاية وهران التي كان من المفروض أن يتجمعوا أمامها، وقد خضع الأطباء الذين تعرضوا لجروح إلى العلاج على أيدي زملائهم داخل المستشفى. وفي قسنطينة نظم، صباح أمس، حوالي 500 طبيب مقيم بالمستشفى الجامعي ابن باديس في قسنطينة وقفة احتجاجية أمام مصلحة النساء والتوليد بالمستشفى ذاته، تعبيرا عن مواصلة صمودهم لتحقيق مطالبهم وعدم الانحناء للضغوط التي تمارس ضدهم ومحاولة زرع الشك بين المضربين، مع الاستمرار في مقاطعة المناوبات الليلية وتقديم أدنى الخدمات داخل المستشفيات.