توفي شخصان وجرح آخرون،مساء أمس في قسنطينة عقب تساقط أمطار رعدية لمدة لا تزيد عن النصف الساعة من الزمن والتي نتجت عنها فيضانات عارمة تسبب في كارثة خلفت خسائر مادية وبشرية وغلقا للطرق مما حجز عائلات بأكملها في العراء. عاش مساء أمس، سكان قسنطينة حالة من الرعب والهلع جراء تساقط أمطار رعدية بدأت في التساقط على الساعة الرابعة زوالا وبالضبط بعد آذان العصر، حيث بدأت السيول في التجمع شيئا فشيئا خاصة في المنحدرات وعديد الأحياء الداخلية والتي غرقت بسبب سقوط الحجارة والطين وتجمعها في وسط الطرقات.
سكان جبل الوحش أنقذوا طفلين من الغرق تمكن سكان جبل الوحش من إنقاذ طفل وفتاة من الغرق في السيول التي اجتاحت الحي من أعلاه نزولا إلى حي الزيادية، حيث لم يصمد المتمدرسون في متوسطة 11 ديسمبر بأعالي حي جبل الوحش، أمام الطوفان الجارف حيث هرع الشباب لسحب طفل من وسط السيول وكذا سحب الفتاة ذات الاثنتى عشرة ربيعا من أسفل حافلة بعد أن دخلت تحتها لقوة تيار المياه. وحسب شهود عيان فإن الفتاة لا تزال على قيد الحياة بعد أن شربت الكثير من المياه وتمكن سكان الحي من اسعافها. وعبر العديد من المواطنين بحي الزيادية عن استيائهم من الوضع بعد ان أغلق محور الدوران بينهم وبين حي الأمير عبد القادر المعروف ب "الفوبور" وسدت الطريق بسبب الأتربة والحجارة المتراكمة. وأعلن سكان الفوبور الأسفل عن خسائر جمة خاصة أن السيول غمرت المنازل والمحلات وتسبب في تلف البضاعة وكذا الأثاث. ونزولا إلى حي ساقية سيدي يوسف ومنه إلى حي الاخوة عباس المعروف بواد الحد، فإن منسوب المياه تعدى النصف متر بالمكان وزاد من تلف الطريق غير المهيأة أصلا. فيما شهدت عديد حواف الطرق نزول كميات معتبرة من الأتربة والحجارة ما خلق لأزمة سير خانقة إلى غاية ساعات متأخرة من مساء أمس. وقد أغلقت بعض الأحياء كذلك على غرار منطقة بكيرة التابعة أيضا لبلدية حامة بوزيان. وفيات وجرحى في منطقة الكانطولي وقد كانت هذه السيول مجرد مياه عابرة بأحياء وسط المدينة عدا بعض النقاط التي تجمعت فيها المياه عند بعض البالوعات التي لم يتم صيانتها بشكل جيد، وشكلت طريقها نزولا من خلال حي بوذراع صالح عبر المكان المسمى "منحدر الموت" وصولا إلى منطقتي الشراكات والكانطولي التابعتين إداريا إلى بلدية حامة بوزيان أين حدثت الكارثة لوقوع المنطقة في منحدر يحاذيها واد زياد، حيث ولسوء الحظ فاجأت الأتربة المنسابة على الطريق أحد المواطنين رفقة زوجته لترتطم سيارتهم وتتسبب في وفاة الزوجين البالغين من العمر 50 سنة بالنسبة للزوج و30 سنة بالنسبة للزوجة، فيما جرح خمسة آخرون حسب الحصيلة الأولية للحماية المدنية التي وحسب تصريحات المكلف بالإعلام لدى الحماية قد جنت عناصر من عديد الوحدات من أجل سحب السيارات التي تراصت فوق بعضها جراء الارتطامات وسحب المركبات الأخرى التي غمرتها الأتربة والسيول، التي بلغ مستواها عبر هذا الطريق " الطريق الوطني 79" بمنطقتي الشراكات والكانطولي الركب. وقدرت السلطات المحلية لقسنطينة حسب تصريحات الوالي أن الأمر ليس بالكارثي، كونها المنطقة الوحيدة التي تعرضت لهذا الأمر بالمدينة ككل بسبب تجمع مياه الوادي وأن جميع الآليات والإمكانيات قد سخرت لإعادة فتح الطريق من أجل السماح للمواطنين بمواصلة مسيرهم والالتحاق بمنازلهم. فيما ذكرت مصادر مطلعة ل "الخبر" أن عديد الحالات لمواطنين ومواطنات وحتى أطفال قد لجأوا إلى المستشفيات جراء الصدمة التي تسبب في تفاقم أوضاع المرضى المزمنين على غرار المصابين بالسكري وضغط الدم.