يطالب سكان حي طريق تازولت، بباتنة، بمشروع عاجل لحماية حيهم من الفيضانات والسيول نظرا لوقوعه في منحدر بين الجبال، فهو عرضة للسيول بعد دقائق قليلة من التساقط، وهو ما حدث الأسبوع الماضي حين تساقطت كميات من الأمطار على منطقة باتنة، ما كشف الكثير من العيوب والغش في الإنجاز. وقد غمرت مياه الأمطار منازل المواطنين بالحي ما حدا بهم إلى تكوين خلايا لإنقاذ الأثاث وإخراج الأطفال من المنازل، كما قاموا بعد ذلك بالتجمع في الشارع وإغلاق الطريق بالحجارة والمتاريس، ما تسبب في عرقلة حركة السير لساعات طويلة. وطالب المواطنون المسؤولين المحليين بإيجاد حل للوضع، حيث يتحول الحي إلى بركة كبيرة للأوحال وما تجرفه السيول من المرتفعات المحاذية. وقد تدخل رجال الأمن وإطارات من البلدية لامتصاص غضب المحتجين ووعدهم بحل المشكل قريبا. وتتجدد مخاوف المواطنين بعديد بلديات الولاية من أخطار الفيضانات نظرا لموقعها الجغرافي وطبيعتها التي تساعد مياه الأمطار على التدفق بكثرة من الجبال نحو التجمعات السكانية والأحياء المحاذية للمرتفعات، حيث إن مدنا كمنعة وبوزينة وآريس وثنية العابد محاطة بتضاريس وعرة، ويعاني سكانها الأمرّين خلال فصل الشتاء جراء الأوحال وبقايا الأشجار والأوساخ التي تجرها مياه الأمطار، خصوصا أن الكثير من البناءات أصبحت لا تقاوم الظروف الطبيعية القاسية لما لحقها من اهتراء وتصدعات في السنوات الأخيرة، ويبقى ساكنوها معرضين للتصنيف كمنكوبين في حالة هطول أمطار فيضانية.. فقد سجل في السنتين الأخيرتين بهذه المناطق هلاك خمسة أشخاص ونفوق أعداد كبيرة من الماشية والدواجن، إلى جانب أضرار كبيرة مست الطرقات والمنازل والهياكل القاعدية جراء التقلبات الجوية، منها تشققات وتصدعات في جدران ثانوية بمنعة لم تعد أغلب حجراتها صالحة للدراسة. وتتطلب مشاريع البناء في هذه المناطق رقابة تقنية خاصة تراعي طبيعة التربة والتضاريس. وتعد ولاية باتنة من بين المدن المهددة بالفيضانات، حسب دراسة أنجزها مختصون، كما أن ارتفاع منسوب المياه شتاء بالوديان غير المهيأة في عديد المناطق بباتنة يزيد من أخطار الفيضانات مع انسداد قنوات الصرف بفعل تراكم الأوساخ والأتربة.