لم يستفق الشارع التبسي من صدمة فيضانات وادي الناقص حتى تلقى انفجار قنبلة الفساد المالي بعد الكشف عن تقارير رسمية تفيد باستفادة الولاية من غلاف مالي تجاوز 530 مليار سنتيم لحماية 12 بلدية من الفيضانات لم يظهر لها أثر بالنظر لأخطاء تقنية في الإنجاز. كشف تقرير لجنة الفلاحة والري والغابات بالمجلس الشعبي الولائي خلال الدورة العادة الأولى سبتمبر 2016 والذي تحوز "الخبر" على نسخة منه والتقارير المحينة للدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي في 28 مارس 2017 صادر عن مديرية الموارد المائية لولاية تبسة، أن 12 بلدية استفادت من غلاف مالي يتجاوز 530 مليار سنتيم لحمايتها من الفيضانات، وحسبما تضمن في التقريرين من معلومات رسمية، فإن عاصمة الولاية تبسة التي شهدت مؤخرا فيضانات كادت أن تأتي على الأخضر واليابس استفادت سنة 2002 من دراسة وإنجاز المشروع المسمى حماية المدينة من الفيضانات، حيث سجل الشطر الثاني في برنامج تنمية الهضاب العليا على خلفية الفيضانات التي عرفتها المدينة في 2008 وتم تسجيل عملية بتاريخ 09/12/2009 بغلاف مالي 100 مليار سنتيم وعملية أخرى ب60 مليار سنتيم في 07/11/2012 وعملية أخيرة بتاريخ 12/06/2014 بغلاف مالي 80 مليار سنتيم بعد زيارة الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال في 2014 كبرنامج تكميلي لتنشيط المشاريع المتوقفة، واستفادت بلدية بوخضرة من 30 مليار سنتيم استهلكت 100 في المئة لإنجاز جدار حجري 200 متر طولي وقنوات ضيقة لا تتحمل سيول الأمطار الغزيرة، فيما لم يكشف عن الأموال الموجهة لبلديات الونزة والكويف وبكارية منذ 2009 إلى يومنا هذا بالرغم من إنجاز أشغال تتجاوز قيمة 30 مليار سنتيم في كل بلدية مقارنة بتلك العمليات التي أنجزت في كل من تبسة وبوخضرة، وقد خصص غلاف مالي معتبر لبلديات حدودية لحمايتها من الفياضانات على غرار عين الزرقاء ب40 مليار سنتيم وصفصاف الوسرى ب30 مليار سنتيم وأم علي ب15 مليار سنتيم، كما تبقى مدينة الشريعة تحت حصار الفيضانات من أودية تصب فيها انطلاقا من بئر مقدم وتازبنت إلى الوادي المغطى بوسط المدينة والذي ينتهي إلى حي مخلوف الذي تعرض لسيول جارفة الشهر الفارط بالرغم من تخصيص 10 ملايير سنتيم لوادي ترابي كحزام يخفض من السيول العابرة لوسط المدينة وأضيفت له 1.5 مليار سنتيم من المخطط البلدي للتنمية للتنظيف وبقيت مجمدة إلى يومنا هذا بسبب تقرير تقني بعدم جدوى العملية في ظل ضعف المبلغ المالي، وفي بئر العاتر استنزف وادي المدينة الذي يصب في واد الحرشان باتجاه الحدود التونسية 80 مليار سنتيم لإنجاز 2700 متر طولي من داعمة الوادي بالحجارة وتهيئة الأرضية بالإسمنت المسلح، غير أنه تعرض للتدهور وتساقط الحجارة على غرار وادي جبيسة ببكارية الذي نهبت حجارته لشق طريق لمهربي الوقود بعيد عن الحواجز الأمنية لإنجاز 2200 متر طولي مهيأة بنفس عملية بلدية العقلة والتي ابتلعت فيها العملية 15 مليار سنتيم، غير أن السكان كشفوا ل"الخبر" بأن ما أنجز تعتريه عدة أخطاء تقنية، حيث تتعرض السكنات المتواجدة في الجهة الغربية لغمر وتسربات المياه وهي العمليات التي وجهت لها 20 مليار سنتيم بمرسط أنجز 100 بالمئة وتوقف مشروع بئر مقدم ب15 مليارا لمعارضة السكان بسبب التعدي على الأراضي الفلاحية وعدم الجدوى منه. وحسب هذه الأرقام، فإن مشاريع حماية 12 بلدية من الفيضانات استنزفت قرابة 530 مليار سنتيم في 9 بلديات وقد تتجاوز 700 مليار سنتيم بعد التحقيق والكشف عن المبالغ التي استنزفت في ونزة والكويف وبكارية ويتأكد ارتفاع هذا الغلاف المالي بنحو 500 مليار سنتيم وجهت لإنجاز مشروع محطة تصفية المياه القذرة بتبسة والذي حول من مديرية الري إلى ديوان التطهير وتأخر لعدة سنوات قبل أن تستدرك كوسيدار الوضعية بتوليها الصفقة وتوشك حاليا على تحقيق نسبة 100 في المئة من الإنجاز. 700 مليار سنتيم جرفتها أودية تبسة وعلى النقيض من ذلك ب360 درجة، كشف عبد الرحمان سيديني المفتش العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن ولاية تبسة لم تستفد من مشاريع لحماية المدن من الفيضانات "لتبقى الأغلفة المالية المستنزفة محل عدة علامات استفهام حول تسميتها بالتقارير والجدوى منها بالنظر إلى الكوارث التي تحدث في هذه البلديات بمجرد تساقط زخات من المطر، وفي فرضية أخرى تنتظر التأكيد أو النفي من الجهات الرسمية أن تغطية هذه المبالغ كان متعمدا لاستنزاف المزيد من البقرة الحلوب أم أن الإنجازات تعتريها عدة أخطاء تقنية أو أنها أنجزت دون دراسات كلية سيما بعد البحث عن الدراسات القديمة ولم يعثر عليها في رفوف مكاتب الدراسات أو الإدارة المختصة في ظل تسرب معلومات عن عملية مقصودة لتجنب مقصلة العدالة في حال تحركها.