يحضر 351 نائب ممن وقعوا على لائحة رحيل السعيد بوحجة من رئاسة المجلس الشعبي الوطني لخيار تنظيم وقفة "كبيرة" أمام مقر مجلسهم، احتجاجا على ما يصفونه ب"تعنت" بوحجة وعدم الرحيل. كما يبقى خيار آخر مطروحا أكثر "تطرّفا"، يكون عن طريق منع بوحجة من دخول مبنى زيغود يوسف. اجتمع، الثلاثاء، رؤساء المجموعات البرلمانية لأحزاب الموالاة من أجل دراسة الانسداد الحاصل في الغرفة السفلى، ويتفق هؤلاء على إبقاء خيار "الحوار" مع بوحجة ومعاودة الاجتماع به من أجل إقناعه بضرورة الاستقالة التي تعتبر، حسبهم، السبيل الوحيد لإنهاء حالة الانسداد. كما سيجري رؤساء المجموعات البرلمانية المحسوبة على المعارضة، باقتراح من مجموعة المستقبل، وهي حركة "حمس"، حزب العمال، التحالف من أجل النهضة والعدالة والبناء وجبهة القوى الاشتراكية، اجتماعا، بعد غد الخميس، من أجل "الحفاظ على استقرار مؤسسات الجمهورية"، حسب جبهة المستقبل. بدوره، كشف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس، عبد الحميد سي عفيف، الثلاثاء، ل"الخبر"، عن "لقاء جمعني الإثنين برئيس المجلس السعيد بوحجة بغرض دفعه نحو التعقل، وذلك أن النواب لن يتراجعوا عن موقفهم ولا تفاوض معه بخصوص رحيله، ماعدا الاتفاق على طريقة انسحابه حفاظا على شرفه وكرامته، خصوصا أنه يعتقد (بوجحة) أنه أسير لبعض الجهات التي توصل له معلومات غرضها التشكيك في الدولة". وقال سي عفيف إن "اللقاء أيضا شددت فيه لبوحجة بأن موقف النواب ليس فيه مساس لا بالقانون ولا الدستور، بل هو عمل سياسي نسحب فيه التزكية منه لعدة اعتبارات تتجاوز مسائل التسيير إلى ضوابط وأخلاق تسير أيضا مؤسسات الدولة". وسألت "الخبر" سي عفيف إذا كان اللقاء بمبادرة منه أو مفوضا، فأجاب: "هي مبادرة شخصية منيّ وأعتبرها آخر محاولة مني". كيف وجدت بوحجة؟ أوضح سي عفيف: "وجدته متذبذبا، فقد طلب منّي ضمانات لإبقاء الامتيازات التي يستفيد منها بحكم منصبه، فأبلغته بأن القانون يضمن له الحفاظ على هذه الامتيازات، لكن إذا استمر على تعنته فلا يمكن أن نضمن له أي شيء"، مشيرا: "كما أعبت عليه التلاعب في التصريحات التي يدلي بها للصحفيين بالاستقالة وعدم الاستقالة، التي تضر بمصداقيته، وهنا التزم بوحجة الصمت ولم يجد ما يرد به". وأفاد سي عفيف بأن "واجبي أديته مع بوحجة ونصحته بأنه يعطي صورة غير مشرفة للمنصب الذي يتولاه، وأبلغته أنه محاط بأشخاص لا يملكون التأثير على النواب، خصوصا أن قيادات أحزاب الموالاة كلهم على خط واحد، ويواجهون الأشخاص الذين يدفعون نحو حل البرلمان والوصول إلى حالة اللااستقرار، وقد نصحت بوحجة بعدم الوقوع في هذا الفخ". ودعا سي عفيف النواب "ليكونوا فطنين ويتحملوا مسؤولياتهم لأنهم يمارسون حقهم الشرعي، وإلا الانتقال نحو مراحل أخرى، منها التفكير في تنظيم وقفة كبيرة أمام مقر المجلس، لأن ما يقوم به بوحجة غير قانوني، والمجلس لا يسير ولا يتخذ قرارات في ظل غياب المكتب، وإذا استمر تعنته من الممكن جدا منعه من دخول المجلس، لأن البلاد في كافة المستويات لها قيادة واحدة".