تمكنت مصالح الوقاية والأمن للمنطقة الصناعية لأرزيو مدعومة بمصالح الحماية المدنية لولايتي وهران ومستغانم، من إخماد النيران المشتعلة في محيط الخزان الأول لمركب تمييع الغاز "جي.أن.أل 1" صباح اليوم في حدود الساعة العاشرة والنصف وهذا بعد أكثر من 12 ساعة من العمل المتواصل. في حين تتواصل عملية تبريد الخزان الغازي الضخم، وكذا تبريد الأنابيب المتصلة به عن طريق رشها بالمياه. وهي العملية التي قام بها أعوان الأمن والوقاية ومصالح الحماية المدنية طيلة الليل وصباح اليوم، بعد أن اندلع الحريق في حدود الساعة العاشرة من مساء أمس الإثنين، في أعقاب وقوع انفجار ضخم، تبعه انفجار ثان، قبل أن ترتفع ألسنة اللهب في السماء، ما أثار الرعب في أوساط كامل سكان المنطقة الشرقية لولاية وهران، خاصة سكان مدينة بطيوة التي يتواجد مركب "جي.أن.أل 1" على ترابها. حيث لا يبعد موقع الحادث عن نهاية شارع العربي بن مهيدي إلا بحوالي 800 متر. وقد جنّب التدخل السريع لمصلحة الوقاية والأمن للمنطقة الصناعية لأرزيو والحماية المدنية لوهران "كارثة كبرى" في المنقطة البيتروكيماوية، بنجاحهم في منع النيران من الوصول إلى الخزان الأول للمركب، الذي كان مملوء بالغاز، مثله مثل بقية الخزانات. وهو ما جنب تكرار "كارثة سكيكدة"، وذكر مصدر من الحماية المدنية أن سبب استغراق عملية إخماد النار مدة طويلة "قد يعود إلى خلل في الصمامات"، أما عن أسباب الانفجار الأول والثاني الذي تبعه، فرده ذات المصدر إلى "وقوع تسرب للغاز من أنبوب توصيل رئيسي يشتغل بقوة دفع تقدر "ب40 بار" و هو ما قد يكون سبب شرارة أو شرارات بفعل احتكاك الحديد المتطايرببعضه من شدة الدفع ". مضيفا أن هذا الاحتمال مؤقت في انتظار نتائج التحقيق. واستبعدت كل المصادر التي تحدثت إليها "الخبر" أن يكون الحريق "إجرامي أو من فعل شخص، لكون الإجراءات الأمنية المفروضة في المنطقة الصناعية وفي محيط مركبات تمييع الغاز صارمة". وقد مكن التدخل أيضا من الحفاظ على الخزان الغازي الذي اندلع الحريق في محيطه "إنه سالم وفي حالة طبيعية. ولم يتعرض لأي خلل، في انتظار وضع كل الاحتياطات الأمنية لإجراء معاينة دقيقة. إلا أن الخسائر مست جزء كبيرا من أنابيب الوصل" كما أفاد مصدر من المنطقة الصناعية ل"الخبر" . ومعلوم أن هذا المركب دشن منذ 40 سنة، ويخضع سنويا لعمليات صيانة. وشرع المحققون في التحري في أسباب عدم انتباه "الفريق المناوب" ليلة أمس للمنبهات التي تشير إلى وجود تسرب للغاز قبل اندلاع الحريق.