اندلع، عشية أول أمس، حريق على مستوى رصيف شحن الغاز الطبيعي المميع ”جي أن أل” ومشتقاته بالميناء الصناعي لبطيوة، بسبب تسرب مادة سريعة الالتهاب، وتم إخماد اللهيب خلال 35 دقيقة بعد تدخل شاحنتي إطفاء. في اليوم الذي نشرت فيه ”الخبر” المقال الذي يحذّر فيه عمال شركة نقل المحروقات عبر الأنابيب ”أر تي أو” من تكرار حادثة الانفجار الخطير الذي هز المنطقة الصناعية بسكيكدة، بسبب انعدام الصيانة بالمنشآت الصناعية والبترولية داخل المنطقة الصناعية لأرزيو، واندلاع حريقين بنهائي أنبوب الغاز ”جي زاد 1، 40 بوصة”، في شهري فيفري ونوفمبر من السنة الجارية، شب بعد زوال اليوم ذاته حريق بمنشأة غازية قريبة من رصيف الشحن ”دالتا وان” المعروف لدى عامة عمال سوناطراك بأرزيو ب”دي 1” الذي تشحن من خلاله السفن الصناعية بالغاز الطبيعي المميع ”جي أن أل” والمواد المشتقة منه، ولحسن الحظ أن فرق التدخل السريع تدخلت في الوقت المناسب بواسطة شاحنتي إطفاء وأخمدت النار الملتهبة في حدود الساعة 13 و35 دقيقة. وأكدت هذه الحادثة أن تخوف العمال القريبين من نهائيات أنبوب الغاز أو العاملين على مستوى أذرع شحن المواد الغازية، وحتى البترولية، كان في محله في ظل استمرار تسرب المواد الملتهبة عبر المنشآت التي لا أحد لم يفهم لماذا لا تصان بانتظام، ولو أن مقربين من المنطقة الصناعية أرجعوا ذلك إلى عدم جرأة مديري المركبات الصناعية التابعة لمجمع سوناطراك على إبرام صفقات لشراء قطع غيار صناعية، خاصة بعد المتابعات القضائية التي شملت إطارات من مختلف المؤسسات، آخرهم إطارات ”أس تي أش” الذين سجنوا بسبب شرائهم أنابيب مطاطية تستعمل في شحن البواخر في عرض البحر، في صفقة أبرمت بالتراضي استنادا إلى تعليمة شكيب خليل الشهيرة ب”أر 15”. وطالب عمال المنطقة الصناعية المتواجدة على فوهة بركان، وكذا سكان أرزيو، وزير الطاقة والوزير الأول عبد المالك سلال، بفتح تحقيق حول تسربات الغاز التي تتسبب مرارا في اندلاع الحرائق داخل المنطقة الصناعية وفي نهائيات الأنابيب التي تشكل أكبر خطورة وتهدد بانفجار خطير، وذلك قبل فوات الأوان.