قررت وزارة الصناعة و المناجم، إيفاد في الساعات القليلة القادمة، لجنة تفتيش رفيعة المستوي، إلى مركب إنتاج الحديد و الصلب بالحجار ولاية عنابة، على خلفية التقرير الأسود ، الذي أرسله الأمين العام لنقابة الحجار، السيد جامعي رياض، إلى مسؤولي سيدار و مجمع ايميتال بالجزائر العاصمة، المتضمن حصر مجموعة من المشاكل و العراقيل التي يتخبط فيها المركب طيلة شهر أوت الماضي و بداية سبتمبر الجاري ، منها الوضعية الكارثية التي يمر بها معظم الو رشات الإنتاجية ، بالإضافة إلى التوقف غير المتوقع لورشة " الفرن العالي رقم 02 بسبب مزاعم " نفاذ " مخزون المادة الخام التي يتم جلبها من مناجم الونزة بولاية تبسة. و قررت نقابة مركب الحجار، منذ نهاية الأسبوع الماضي، الشروع في مراسلة مختلف الجهات المسؤولة محليا و مركزيا، لوضعهم في الصورة، حول الأسباب الحقيقة التي أدت إلى توقيف الفرن العالي و السلسلة الإنتاجية في المنطقة " الساخنة " ، بعدما وجد الشريك الاجتماعي ، حسب الأمين العام للنقابة رياض جامعي ، جميع أبواب الإدارة موصودة ، بعدما قرر المدير العام للمركب المتواجد حاليا في عطلة بداخل الوطن، السماح لمعظم الطاقم المسير للمركب الخروج الجماعي في عطلة بداية من شهر أوت إلى غاية اليوم، على الرغم من تحذيرات نقابة المركب من هذا القرار غير المدروس ، الذي تسبب في إفراغ إدارة المركب من طواقمها المسيرة، ما تسبب في وقوع " فراغ إداري" لم يقو على مواجهة مشكل التذبذب في وصول شحنات تموين وحدات المركب بالمادة الخام من مناجم جبل العنق بولاية تبسة. وحسب الأمين العام للنقابة، فإن حديثه مع مسؤولي الوزارة و مجمع ايميتال ، بعد سماعهم بخبر " توقيف المفاجئ للإنتاج بمركب الحجار، دار حول الوضعية التي يعيشها هذا المركب خلال الشهرين الماضيين، وسوء التدبير و التسيير الذي طبع نشاط المركب منذ خروج المدير العام في عطلته السنوية . وطالب ممثلو النقابة من مسؤولي الوزارة ومجمع ايميتال، اتخاذ جميع الإجراءات في حق كل من تسبب في هذا الاهمال و التسيب داخل المركب، الذي رصد لأجله السلطات العمومية أكثر من 720 مليون دولار لإعادة التأهيل الشامل للوحدات الإنتاجية دون تحقيق النتائج المرجوة من حيث التسيير و الرقع من وثيرة الإنتاج . ودعا الأمين العام للنقابة، في اتصال ب " الخبر" ، أن تقدم اللجنة الوزارية التي ستصل إلى مركب الحجار في غضون الساعات القادمة، نتائج التقرير إلى الشريك الاجتماعي لإضفاء نوع من الشفافية و المصداقية ، سيما وان نقابة المركب ، راسلت جميع المسؤولين المحليين من الوالي إلى الرئيس المدير العام لمجمع سيدار ، لإيفاد لجنة تفتيش من وزارة الصناعة من أجل القيام بتحقيقات " معمّقة وليست سطحية" ، مؤكدين أن هناك عديد ملفات التي يمكن اكتشافها داخل هذا المركب الصناعي الضخم الذي يوظف أكثر من 4500 عامل ، خاصة في طريق تسيير ملف التحكم في مخازن المادة الخام، إذ من غير المعقول أن يتم " توقيف الفرن العالي رقم 02" في هذا الطرف بالذات و مستودعات التخزين مليئة بالمادة الخام حاليا. ما يطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقة لتوقيف الفرن العالي، الذي يدخل حسبه في خانة " المؤامرة" المبيتة لإضعاف المركب و خلق مشاكل مالية من شانها أن تعصف بأجور العمال . واتهم ألامين العام للنقابة رياض جامعي المدير العام و بعض الإطارات المسيرة بالمركب، بالتخاذل في أداء المهام وعدم بدل أي مجهود إضافي بحجة أنهم في عطلة، رغم المشاكل التي وقعت، مؤخرا، وتوقف سلسلة الإنتاج . وحذرت النقابة من الاستهانة بمطالبهم و التلاعب بمصير المركب و العمال، مهددين بالتصعيد في حال عدم الرد بحلول جدية على مشاكلهم مع طرف الإدارة الحالية و الوزارة الوصية. ومن المنتظر، أن يحل، اليوم الأحد، مسؤولين بمجمع ايميتال و اطارات من نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين بالمركب، من أجل عقد اجتماع مع النقابة المحلية والعمال بحثا عن حل للمشكل المتكررة التي يعاني منها المركب و بات ظله ثقيل على الاقتصاد الوطني و الجهات الوصية مركزيا ،رغم رصد السيولة المالية الضخمة ما يقارب مليار دولار لوضع الوحدات الإنتاجية منها الفرن العالي رقم 02 في السكة الصحيحة ، إلا أن كثرت العراقيل و المشاكل في التسيير و الإنتاج ، أصبحت تشكل صداعا دائما لا يحتمل لذا الجهات العليا في السلطة.