طالبت تركياروسيا بإنهاء الهجوم الذي بدأته القوات الحكومية السورية، الحليفة لموسكو، في شمال محافظة إدلب. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنّ بلاده تنسّق مع روسيا بشكل وثيق بعد الاشتباكات، وأضاف أنّ وفداً من روسيا سيزور تركيا لإجراء مزيد من المحادثات. وقال: "هدفنا على الأرض في إدلب ليس روسيا". مضيفاً: "من نفّذ الهجوم هناك؟ إنه النظام. من هاجم جنودنا؟ إنه النظام... من قام بمضايقة مواقع المراقبة لدينا؟ إنه النظام". وأكد جاويش أوغلو أنّ الرئيسين التركي والروسي رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين قد يلتقيان "إذا كان هناك داعي لذلك". مضيفاً: "يجب أن نواصل العمل مع روسيا. إذا أردنا حلّ المشكلات هناك، فسنحلها معاً". وقال للصحافيين في العاصمة الأذربيجانية باكو: "نتوقّع أن توقف روسيا النظام السوري في أسرع وقت ممكن". وقتل في وقت سابق من هذا الأسبوع عدد من الجنود الأتراك المراقبين للأوضاع في إدلب، بعد أن أطلق الجيش السوري النار عليهم، فردّ الأتراك بقصف أهداف للقوات الحكومية السورية. ويشعر الأتراك - الذين يدعمون بعض المعارضين في إدلب - بالقلق من أن يؤدّي القتال في النهاية إلى الدفع بأعداد كبيرة من اللاجئين عبر الحدود إلى الأراضي التركية. وعلى الرغم من دعم تركياوروسيا لطرفين متعارضين في النزاع السوري، إلا أنهما عملتا معاً على إيجاد حلول سياسية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. وأدّى الهجوم الجديد الذي شنته القوات السورية إلى تقويض اتفاقات السلام الحالية وأدى إلى اشتباكات عنيفة بين القوات التركية والسورية قُتل فيها أكثر من 20 جندياً يوم الاثنين. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حث سوريا يوم الأربعاء على سحب قواتها من مراكز المراقبة العسكرية التركية في إدلب، محذراً من أن تركيا ستنجز الأمور بأيديها إذا لم تحلّ الأمور بحلول نهاية فبراير/شباط الحالي. وتمتلك تركيا بموجب اتفاق 2018 مع موسكو، 12 مركز مراقبة في إدلب تهدف إلى منع النظام السوري من القيام بأي هجوم. وتحاصر قوات النظام الآن المواقع الأمامية في بلدتي مورك وسرمان. وقصفت القوات التركية في سراقب موقعاً للقوات الحكومية السورية يوم الأربعاء لمنعها من محاصرة المنطقة، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ولم تعلّق تركيا بعد على الاشتباكات في سراقب، إلا أنّ جاويش أوغلو قال من جهته إنّ بلاده لن تسمح ب"العدوان" من قبل قوات الأسد. مضيفاً: "بالطبع هناك حدود لصبرنا. بعد أن وقع لنا ثمانية شهداء، انتقمنا... في حال استمر النظام في عدوانه، فلن نتوقف عند هذا الحدّ". &