تعيش عدة عائلات بولايات مختلفة من الجزائر تحت الصدمة بسبب بقاء جثامين ذويها عالقة في مدينة ستراسبورغ ومدن أخرى فرنسية منذ أكثر من أسبوع بعدما تعذر عليهم حجز مكان لهم في الرحلات باتجاه الوطن نتيجة الاضطرابات التي عرفت الملاحة الجوية بسبب تداعيات وباء كورونا. وكشفت مصادر "الخبر"، عن وجود نحو 30 جثمانا عالقا بمختلف المدن الفرنسية في انتظار عودتهم إلى الجزائر، وقد وجهت عائلاتهم بالجزائر التي تبكي بحرقة نداءا إلى رئيس الجمهورية من أجل التدخل لتمكينهم من ترحيل أبناء الجالية الأحياء رفقة جثامين ذويهم إلى أرض الوطن لإكرام المتوفين وإطفاء حرقتي الغربة و الفراق في نفوس أفراد تلك العائلات التي يوجد من بينها عائلة نورة معمر بمدينة الشلف التي تعيش حزنا مزدوجا بسبب فراق الوالد بفرنسا عن عمر ناهز 80 سنة بعدما وافته المنية إضافة إلى حرقة عدم تمكنها من جلب جثمانه إلى أرض الوطن لدفنه في مقابر المسلمين. وحسب زوجة الفقيد في اتصال مع "الخبر"، فإن ابنها مازال عالقا في مدينة ستراسبورغ بفرنسا برفقة نعش والده الذي توفي منذ أكثر من أسبوع حيث مازال ينتظر حجز مكان في رحلة من فرنسا إلى الجزائر قبل تحويله إلى مسقط رأسه في الشلف لإكرامه بالدفن، وقال ابنه مراد أن الوضع تعقد أكثر بعد إلغاء حجزه مع نعش والده في رحلة العودة من مطار فرانكفورت الألماني اليوم الأربعاء وكشف عن وجود نحو 30 جثمانا من أبناء الجالية مكدسة في المطارات و المستشفيات الفرنسية في انتظار ترحيلهم في توابيت رفقة أحد أفراد عائلاتهمّ إلى الجزائر. ووجه مراد نورة نداءا إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من أجل التدخل العاجل لتخصيص طائرة من أجل إنقاذ العشرات من أبناء الجالية العالقين رفقة جثامين ذويهم بفرنسا ليتمكنوا من العودة إلى أرض الوطن لتنفيذ وصية والده بدفنه بأرض الجزائر وإطفاء حرقة بقية أهالي العالقين في فرنسا و الذين يرفضون ترك جثث ذويهم هناك لأنها ستكون معرضة للحرق في حالة عدم تسديد تكاليف الجنازة وحجز مكان بالمقبرة، وتساءل مراد نورة عن جدوى سن قانون ترحيل جثامين الجزائريين المتوفين في الخارج في ظل غياب الجهات المعنية وعدم تفعيله في الواقع..