* تتعدى المصاريف 5 آلاف أورو عند إدارة شؤون الجنائز الفرنسية وتبلغ النصف عند مثيلاتها الاسلامية * طائرة ب 160 مسافراً تنقل جثمانا واحداً * 1379 جثمانا تم نقلها نحو الجزائر الى غاية أوت 2013 * عشرات الطلبات يوميا لأقارب المغتربين المتوفين على مكتب الشحن الجوي بباريس أصبحت عملية نقل الجثامين من فرنسا نحو الجزائر بمثابة سوق مفتوحة أمام البزنسة وسط تضارب الأسعار المفروضة من قبل مؤسسات إدارة شؤون الجنازات الفرنسية والبعض من نضيراتها المسلمة التي تنشط في نفس السياق خلال السنوات الأخيرة ، الأمر الذي أثقل كاهل أعضاء الجالية الجزائرية الموجودة بمختلف أرجاء التراب الفرنسي حيث تجد هذه الأخيرة نفسها رهينة هذه المضاربة التي لا مفر منها ،يصل الأمر أحيانا بهذه المؤسسات الفرنسية حسبما صرحت به إحدى إدارة أكبر المستشفيات بباريس الى تحضير ملف المريض وضبطه مع مباشرة الإجراءات قبل أن يلفظ هذا الأخير آخر أنفاسه للإسراع في نقله وأخذ جثمان آخر أو بالأحرى زبون آخر. كما تواجه هذه المسألة عدة مشاكل يرجعها أصحاب مؤسسات إدارة شؤون الجنازات المسلمة الى طول الإنتظار موجهين أصابع الإتهام نحو شركة الخطوط الجوية الجزائرية ، أمام حرقة العائلات التي يطول حال استقبالها لجثامين مفقوديهم ،هذه الأخيرة لطالما حاولت إيجاد أجوبة لإستفساراتها لكنها سرعان ما تسلم أمرها للواقع لتضميد جروحها بمجرد وصول الجثمان الى مطارات الجزائر. * صناديق قاربت 5000 أورو ومن خلال استطلاع أجرته "الجمهورية" بباريس للوقوف على أهم المراحل التي تتخللها عملية نقل الجثامين ، تبين بأن المسألة تعدت تماماً ذلك التحويل البسيط على متن الطائرة وطول الإنتظار وإنما أصبحت تشهد تنافسا حاداً وسط الساحة الفرنسية حيث وجدت هذه المؤسسات لإدارة شؤون الجنازات (خاصة تلك الفرنسية) ضالتها بالنظر الى التكاليف التي تحددها لنقل الجثمان اذ تفوق مبلغ 4000 أورو وتقارب 5000 أورو ، وللتأكد من ذلك تقربنا من إدارة مؤسسات شؤون الجنازات العامة بفرنسا الكائن محلها بشارع أندري بالمقاطعة التاسعة عشر 19eme بباريس لإفادتنا بالتكاليف المعمول بها واستفسارنا عن السلم المتبع لتحديدها ولكنه قيل لنا أنّ الصلاحيات تعود الى الرئيس المدير العام الغائب في تلك الأثناء . * تمويه للوصول الى المعلومة وعلى إثر ذلك إضطررنا الى القيام بعملية تمويهية عبر الهاتف للحصول على التكلفة الحقيقية من خلال إيهامها بأن لدينا جثمانا نرغب في نقله نحو الجزائر ، فأول سؤال توجهه المؤسسة للزبون من أي مستشفى ونحو أي إتجاه؟ وذلك من أجل حساب المسافة أولاً ثم تحديد السعر الى جانب طالب هذه الأخيرة جميع المعلومات الدقيقة للتكفل بالجثمان فمثلا نقل جثمان من مستشفى أرجنتاي الى مطار أورلي تبلغ تكلفته 3500 أورو وإن كان مستشفى آخر يتم اضافة مصاريف سيارة الإسعاف ورسوم أخرى لتصل الى مبلغ 4000 أورو أو تتعداها في بعض الأحيان إذا قارب وزن الجثمان 200 كيلو غراماً لتصل الى 5000 أورو. * الشركات الاسلامية تخفض التكاليف الى 2800 أورو تلعب مؤسسات إدارة شؤون الجنازات المسلمة دوراً فعالاً في مساعدة أعضاء الجالية المغتربة لاسيما تلك التي يتعذر عليها دفع تكاليف نقل جثامينها نحو الجزائر ، حيث تهتم هذه الأخيرة بجمع الأموال من عند المحسنين وأحيانا من حسابها الشخصي وهي المشكلة الرئيسية التي تعاني منها هذه المؤسسات على حد قولها. إذ تناشد هذه الأخيرة السلطات الجزائرية للتدخل من أجل إيجاد الحلول الممكنة بعدما تتحول هذه المؤسسات من حين الى آخر الى جمعيات خيرية يقول صاحبها أول مؤسسة إدارة شؤون الجنازات التي تحمل تسمية «الإسراء والمعراج» بفرنسا والتي فتحت أبوابها سنة 1986 - صاحبها - السيد سكاك جمال الذي أوضح ل «الجمهورية» أن مؤسسته تضم 30 ألف منخرط وهي موزعة عبر مختلف المدن الفرنسية مبرزاً بأن هذه الأخيرة تهتم بنقل الجثامين نحو مختلف الدول الإسلامية في العالم إذ تبلغ تكلفة تحويل المتوفى نحو الجزائر مبلغ 2100 أورو إذا غادر من مطار تولوز وسعر 2800 أورو بالنسبة لمطاري أورلي وشارل دي ڤول بباريس ، أما فيما يتعلق بجثامين الأطفال فهي تتراوح ما بين 800 و 900 أورو حسب الوزن. * التأمينات الجزائرية غير منظمة كما رفع السيد سكاك مشكلة التأمينات غير المنظمة من قبل شركة التأمينات الجزائرية «SAA» التي تكبدت خسارة 250 ألف أورو السنة الماضية يقول نفس المتحدث الذي أشار الى فسخ العقد مع الشركة بعد فشل المفاوضات بينهما وأوضع بأن المغترب حر ولا يجب فرض عليه دفع شعيرة التأمينات وإنما على الدولة التكفل به ليقدم أمثلة عن تسعيرات التأمينات التي يدفعها بعض المغتربين 125 أورو بالنسبة لعائلة واحدة و 26 أورو فيما يخص الشباب خلال السنة. أما عن نقطة طول الإنتظار على مستوى الخطوط الجوية الجزائرية فقد أفاد هذا الأخير بأن مكتب تولوز هو النقطة السوداء بفرنسا وهو لا يجيب أبداً إلا أن العكس تماما فيما يتعلق بمكتب الشحن الجوي بباريس فإن وكيل العبور يلقى الإجابة في الدقائق الموالية ولم تواجهنا أي مشاكل مع المكتب باستثناء فترة موسم الإصطياف والأعياد حيث يبقى نقل الجثامين مرهون بعدد المقاعد المحجوزة وغالبا لا تتجاوز مدة الإنتظار 72 ساعة على أقصى حد. * مؤسسة مسلمة تنقل ب 3400 أورو وفيما يخص مؤسسة أخرى لإدارة شؤون الجنازات المسلمة بفرنسا الموجودة منذ سنة 1993 التي تضم 750 منخرط فقد إتفق أحد مسيريها مع صاحب المؤسسة الأولى في نقاط التكاليف الباهضة ومناشدة السلطات ومكتب الخطوط الجوية لتولوز الذي لا يجيب على الهاتف لكنه إختلف معه في مسألة مدة الإنتظار التي تتعلق بالخطوط الجوية الجزائرية الذي أوضح بأن هذه الأخيرة لا تراعي مشاعر العائلات ولا تحترم جثامين الموتى وأنه سبق وأن بقيت الجثامين من ثلاثة الى أربعة أيام وقد حدث وأن تم نقلها وشحنها مع البضائع ذاكراً بذلك حادثة وقعت مع المؤسسة بمطار توڤرت أين استقبلت عائلة الجثمان بعد منتصف الليل بعدما تم نقله من العاصمة ثم عنابة ليحط بتوڤرت ولم يسمح للعائلة بإخراجه الى غاية صبيحة اليوم الموالي. وعن التكلفة فقد أفاد أنها تصل 3400 أورو مع احتساب كل الرسوم ليعرج على مشكلة التأمينات التي يمتنع أغلب أعضاء الجالية عن تسديدها في الإطار الجمعوي بالرغم من تحسيسهم بذلك إلا أن الرد يكون بصريح العبارة يقول ذات المسير«إذا مُت قيسوني في الواد». أما مبالغ التأمينات فتنقسم الى عدة أشطر حسب العمر إذ تدفع العائلة مبلغ 80 أورو في حين تسدد شريحة الشباب مابين سن 18 سنة و 30 سنة مبلغ 30 أورو وقيمة 47 أورو تساهم بها فئة العمر مابين 30 سنة و 55 سنة لتدفع 55 أورو تلك الخاصة بأعمار مابين 55 سنة و 65 سنة في حين ترتفع مساهمة أولئك الذين يتجاوز سنهم 65 سنة الى قيمة 65 أورو وختم تصريحاته ذات المتحدث بطرحه عدة تساؤلات قائلا ماذا تساوي قيمة المغتربين في أعين السلطات الجزائرية ؟ ولماذا كل هذا التهميش؟ يقول نفس المسير. * مكتب الشحن الجوي يستقبل 10 طلبات يوميا أفاد مسؤول مكتب الشحن الجوي لشركة الخطوط الجوية الجزائرية بباريس السيد بن عباس للجمهورية أن مصلحته تسهر على توفير أحسن الخدمات لأعضاء الجالية المغتربة خاصة إذا تعلق الأمر بنقل الجثامين وهي المسألة الجد حساسة ويسعى من خلالها الأعوان الى مضاعفة مجهوداتهم لإرضاء العائلات ومساواة لآلامهم والإسراع في عملية النقل لإطفاء جمراتهم في أقرب الآجال الممكنة وذلك بمراعاة قدرة استيعاب الطائرات الموجودة بأرضية المطار فغالبا ما تواجه المصلحة مشكلة المقاعد فإذا كانت الطائرة محجوزة وعلى متنها 160 مسافرا فتحاول المصلحة على الأقل نقل جثمان واحد بالنظر الى عشرات الطلبات المودعة يومياً. * طائرة آربوس A330 تتسع لنقل 8 جثامين وبويينغ لواحد فقط وأوضح ذات المسؤول أن هناك نوعين من الطائرات لدى شركة الخطوط الجوية الجزائرية إذ تحتوي طائرة آربوس A330 التي قليلا ما تكون في الخدمة لو حتى تحميل تتسع كل واحدة لنقل أربعة (4) جثامين فيما تتحدد قدرة استيعاب طائرة بويينغ 800-737 / 600-737 في نقل جثمان واحد فقط حسب توفر المقاعد الشاغرة على متن الرحلة ويمكن إضافة جثمان طفل صغير أحيانا مع الحرص على عدم نسيان أمتعة المسافرين. مع العلم أن حجم صندوق الجثمان يعادل حوالي مساحة عشرة أمتعة والمشكل القائم أن جميع الطلبات المقدمة من قبل وكلاء العبور ترغب وتفضل السفر على متن الرحلة الأولى رقم 1009 بإتجاه الجزائر العاصمة المبرمجة للإقلاع في الصباح الباكر من مطار باريس. * نقل 1379 جثمان بينهم 196 نحو وهران وكشف السيد بن عباس أن مكتب الشحن الجوي بباريس قام بنقل 1379 جثمان بينهم 766 نحو العاصمة الجزائر و 196 نحو وهران الى غاية شهر أوت من سنة 2013 فيما تم نقل 1749 جثمانا من ضمنهم 993 نحو العاصمة و 263 بإتجاه وهران خلال سنة 2012. * مأساة أخرى مع الخطوط الجوية وأضاف ذات المسؤول بأن الخطوط الجوية الجزائرية لا تتحكم في الأسعار المفروضة من قبل مؤسسات إدارة شؤون الجنازات بصفة عامة وإنما تعد أسعارها ثابثة تحدد من قبل جمعية النقل الدولية التي ترتكز في ضبطها على الوزن إذ يبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد مابين 5 و 6 أورو مع احتساب كل الرسوم ، فعلى سبيل المثال آخر جثمان تم نقله بلغت تسعيرته على مستوى الخطوط الجوية الجزائرية 601 أورو مقابل وزن 101 كيلوغرام ومبلغ 200,70 أورو لنقل جثمان طفل يزن 26 كيلوغرام. أما عن مشكل الإنتظار المطروح من أجل إرجاع الإجابة فقد أكد رئيس المكتب بأنها تتم في الدقائق الموالية وخير دليل على ذلك رسائل وكلاء العبور التي تحمل التاريخ والتوقيت . كما تعرف الأسعار أيضا من جهتها مضاربة كبيرة وسط وكلاء العبور الذين يعدون الوسيط المباشر بين مؤسسات إدارة شؤون الجنازات وشركة الخطوط الجوية الجزائرية ونظيرتها الأجنبية ك «آڤل أزور» حيث أفادت وكالةعبور فاتون Fatton الفرنسية بأن عملية نقل الجثمان يزن 150 كيلوغرام نحو العاصمة الجزائر يكلف 1100 أورو وأضافت السيدة بنانكازا بأن وكالة العبور لم تتلق لحد الآن أي مشاكل مع مكتب الشحن الجوي بباريس عكس نظيره بمدينة تولوز. فيما تقابل هذه الأسعار تخفيضات معتبرة على مستوى وكالة عبور "ينوفاست" التي يرأسها الجزائري الفرنسي السيد عمار بن سليمان الذي أكد بدوره بأنه تم تحديد تسعيرة 750 أورو لنقل الجثمان و 350 أورو لنقل جثمان طفل وذلك تأزراً مع أعضاء الجالية الجزائرية لتجاوز تلك المواقف الصعبة فيجب أن تكون هناك رحمة يقول وكيل العبور. وأشار الى أن هناك بعض المشاكل التي تواجه عملية النقل خلال موسم الإصطياف والحفلات وأيام الأعياد حيث تمتنع «أڤل أزور» عن نقل الجثمان ليقع بذلك الحمل على شركة الخطوط الجوية الجزائرية. * ممنوع نقل جثامين الحركى إلى الجزائر ومن جهتها المصلحة الإجتماعية لدى القنصلية العامة بباريس إنتقدت بشدة طريقة عمل مؤسسات إدارة شؤون الجنازات المسلمة غير منظمة في نظرها مقارنة بنظيرتها الفرنسية حيث أوضحت المكلفة بتسليم رخص نقل الجثامين نحو الجزائر أن هناك خلط كبير بالنسبة لهذه المؤسسات المسلمة فيما يتعلق بوثائق الملف والأخطاء المادية الخاصة بأسماء المرحومين المسجلين أغلبهم على مستوى القنصلية العامة. الأمر الذي يستدعي في بعض الأحيان إحالة الملف على المحكمة حيث يتم تصحيح الخطأ من قبل وكيل الجمهورية لدى قصر العدالة بباريس والأخطر من ذلك هو تجاوز بعض المؤسسات المسلمة ووصولها الى غاية محاولة نقل جثامين الحركي نحو الجزائر وهو ما يمنعه القانون ولا يرخص بدفنهم بأرض الوطن. توجد مؤسسة تجرأت وأحضرت ترخيصا من إحدى البلديات بالجزائر وبعد الاستفسار عن الأمر صرح مير البلدية بأنه وقع سوء تفاهم وتم إمضاء الترخيص في غيابه.