احتج، اليوم الاثنين، نحو أربعين سائق شاحنة لنقل البضائع، على مسئولي تعاونية الحبوب والبقول الجافة الكائن مقرّها ببلدية بلخير بڨالمة، بعد نحو أسبوع من الانتظار بشاحناتهم المحمّلة بحمولات من الأسمدة الزراعية، دون تمكّن من تفريغها وتسريحهم بالعودة إلى الولايات التي قدموا منها، ومن دون تمكنهم من مقابلة مدير التعاونية لإثارة المشكل معه، مثلما ذكروا لنا. قال سائقو الشاحنات العملاقة الذين وجدناهم في حالة من التذمّر أمام البوابة الرئيسية للتعاونية، أنّ معظمهم منذ الخميس الماضي، وهم في الانتظار بشاحناتهم المحّلة بحمولات تتراوح بين 300 إلى 400 قنطار للشاحنة الواحدة، بعدما قدموا من عدة ولايات بعيدة، على غرار مستغانم، بجاية، الشلف، المدية والمسيلة، حيث أعربوا عن تذمرهم الشديد من مسئولي التعاونية المنضوية تحت الديوان الجزائري المهني للحبوب، ومن تحجج القائمين على التعاونية بالنقص في إمكانيات التخزين كما قالوا. وذكر محدثونا بأنّهم يعانون الأمرين بالبعد عن ذويهم، بسبب نفاذ جميع المصاريف التي أتوا بها لتغطية مستلزمات الإطعام، مفيدين بأن مشكل الانتظار الطويل لتفريغ شحنات الأسمدة قيد التوزيع، مطروح في ولاية قالمة فقط، حيث يقوم نظراؤهم من الموزعين في ولايات أخرى كما في عنابة، سوق أهراس، باتنة، يقومون بتفريغ حمولاتهم، دون عناء وانتظار. وأعرب محدثونا عن معاناتهم وسط ظروف قاهرة، مفيدين بأنهم يبيتون داخل الشاحنات، ويضطرون لقضاء الحاجة بعيدا عن التعاونية بواد خارج مدينة بلخير، لانعدام مراحيض بمكان ركن شاحناتهم، مثلما أضافوا. المحتجون على الظروف القاهرة سالفة الذكر، أكدوا لنا بأنهم لم يظفروا بمقابلة مسئول التعاونية، لطرح مشكلتهم ومعاناتهم لقرابة الأسبوع، حيث طالبوا مختلف السلطات بولاية ڨالمة التدخل في الوضعية المعقدة التي لا يزالون يتخبطون فيها إلى غاية كتابة هذه الأسطر من مساء اليوم الاثنين. مسؤول التعاونية الذي ظفرنا بلقائه خارج مكتبه، بعد مد وجزر مع بعض أعوان الأمن، وانتظار طويل أمام الحجابة، الذين منعونا، وفي سابقة، من الدخول إلى مقر التعاونية، قبل الاتصال بمصالح المديرية الولائية للمصالح الفلاحية، أكد لنا بأنّ مردّ المشكل القائم لهؤلاء الموزعين، إلى النقص في إمكانيات التخزين، ومنع تفريغ الشحنات على الأرض، فضلا كما قال عن الترتيبات التي تسبق عملية الاقتناء من طرف الفلاحين، سواء إداريا أو مع البنك. وهو ما ذهب إليه ممثل مؤسسة "كاساب" السيد نكاع مسعود، الذي أضاف بأنّ المشكل سيظل قائما ما لم يتم توسيع قدرات التخزين بالتعاونية.