جاء في الندوة التي أقيمت، أمس، في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، التي نظمت بمناسبة يوم الشهيد، أنه على فرنسا إرجاع كنوز الجزائر التي تفوق 110 طن من الذهب والفضة وأزيد من 180 مليار دولار، مع ضرورة الكشف عن مدافن الشهداء، على غرار الشيخ العربي التبسي وأحمد رضا حوحو وأحمد بوشمال. أكد الأستاذ فيصل بن سعيد تليلاني، أستاذ الشريعة بالجامعة الإسلامية، خلال مداخلته بالمناسبة ذاتها، أن البشرية لم تعرف استعمارا بشعا وبربريا مثل الاستعمار الفرنسي، متطرقا إلى اغتصاب ثروات الجزائر وتسخيرها لخدمة المعمرين وحرمان الجزائريين أصحاب الأرض من خيراتها، على غرار الخيرات المنهوبة عشية الاحتلال، خاصة الأموال والكنوز المسلوبة من قصر الإمارة ناحية "باب الجديد" . وأكد المتحدث أن المراجع التاريخية تشير إلى وجود 7 أطنان و312 كيلوغرام من الذهب، 108 طن و704 كيلوغرام من الفضة وسبائك من التبر والذهب الخالص، الأحجار الكريمة والملابس الفاخرة وغيرها من المدخرات الجزائرية والنقود الأجنبية، بما يعادل 80 مليون فرنك، بحساب ذلك الزمن قد تتعدى اليوم، حسب تقدير الأستاذ تليلاني، 80 مليار دولار، حيث أكد أن بعض الفرنسيين قد قدروها ب180 مليار دولار. وأضاف المتحدث أنه كل شيء يكمن في بيان "فخامة مال الخزينة الجزائرية" في ذلك الوقت، الذي تحدث عنه المؤرخون، يوم نقلت الكنوز من قصر الجنينة إلى قصر القصبة، حيث قالوا إنها حملت على ظهر مائة من البغال في ظرف ثلاث ليال، ثم وجهت نحو الميناء وحملت بعدها على ظهر خمس بواخر وهربت إلى فرنسا، وهو ما جاء في كتاب تاريخ الجزائر العام لعبد الرحمان الجيلالي. وعن نهب الأرشيف الوطني الجزائري عرج الأستاذ تليلاني في مداخلته إلى الأمر، مؤكدا أن فرنسا لا تزال تحتجز 98 بالمائة من أرشيف الجزائر الذي يعود تاريخه إلى الحقبة الاستعمارية، بما في ذلك خرائط الألغام وخرائط التجارب النووية التي ترفض فرنسا تسليمها. ومن بين جرائم الاستعمار التي عددها الدكتور تليلاني؛ احتفاظ فرنسا ب 536 جمجمة لشهداء الجزائر بمتحف الإنسان بباريس، حيث لم تسترجع الجزائر منها سوى 24 جمجمة السنة الماضية، وبقيت 512 جمجمة معروضة للفرجة، علما أن المؤرخين الفرنسيين كما قال قد أكدوا أن شهداء الجزائر في الفترة الممتدة ما بين 1832 إلى 1962 يصل إلى 12 مليون شهيد، وقدرها المؤرخ الفرنسي "جاك جوركي " ب 10 ملايين وربما هذا قبل ثورة نوفمبر، منها مذابح 8 ماي التي فاقت 45 ألف شهيد خلال أسبوع واحد بڤالمة، خراطة وسطيف، ومذابح 20 أوت بالشمال القسنطيني التي بلغت خلال ثلاثة أيام فقط ألف شهيد. وبالحديث عن جرائم فرنسا من خلال التجارب النووية، قال المتدخل إنها بلغت 13 تفجيرا نوويا يدوم خطرها على البيئة والإنسان 4.5 مليار سنة. ولأجل هذا كله، اقترح الأستاذ والمداخلون أن تعتذر فرنسا رسميا من الجزائر وتعترف بأن استعمارها كان جريمة ضد الإنسانية، وعلى السلطات التحاور مع فرنسا لإيجاد كيفية لإعادة الأرشيف الجزائري الذي هرب إلى فرنسا، والبحث عن كيفية استرجاع كل جماجم الجزائريين الأسيرة في فرنسا، الكشف عن خرائط التجارب النووية وتسليمها للجزائريين، مع العمل على أن تتعهد فرنسا في أقرب وقت ممكن بتطهير الصحراء الجزائرية من إشعاعات تجاربها النووية، وأن تتكفل بعلاج من هو على قيد الحياة أو يولد مريضا أو مشوها جراء هذه الإشعاعات. كما اقترح المتدخل ذاته أن تسلم للجزائريين خرائط الشهداء الذين قتلتهم وأخفت أماكن دفنهم، منهم الشيخ العربي التبسي، وأحمد رضا حوحو، وأحمد بوشمال رحمهم الله. وعن تعويض الجزائر والجزائريين عن كل الخسائر التي تكبدوها خلال أزيد من قرن من الزمن بسبب الأضرار والخراب الذي لحق بهم، فقد أكد المحاضر أن مال فرنسا كله طيلة 50 سنة لن يكفي، حتى وإن تم الاتفاق على ما ذكر سابقا.