حذرت جبهة القوى الاشتراكية من تداعيات الوضع الاقتصادي "المخيف" الذي تمر به الجزائر وما قد يخلفه من عواقب اجتماعية قد تنسف آمال التغيير السلمي. وأضاف الحزب أن الوحدة الوطنية خط أحمر ولن يقف مكتوف الأيدي أمام كل من يسعى ل"تفتيت هذه الأرض المقدسة". واعتبر الأمين الوطني الأول ل"الأفافاس"، يوسف أوشيش، في مداخلة خلال الدورة العادية للمجلس الوطني أن السلطة ماضية في خطتها الأحادية وفي استكمال أجندتها الانتخابية ورسكلة أساليب الحكم البائدة، مضيفا أن هذا ما "عمق من ارتباك الجهاز التنفيذي من جهة وعزز انعدام الثقة الشعبية من الجهة أخرى". وأضاف أوشيش أن "السلطة عوض التمهيد لنقاش وطني واسع تلجأ إلى إخراج عصا القمع وإخراس الأصوات والتضييق على الحريات ما يغذي التطرف والتعصب على حساب التهدئة ويجعل الحل التوافقي المنشود يبتعد شيئا فشيئا". في المجال الاقتصادي، اعتبر المتحدث أن الوضع "أضحى مخيفا" والبلاد تعيش أزمة نقدية ومالية حادة، تقابلها حلول غير فعالة تزيد من سوء الوضع عوض أن تصححه، معتبرا أن "عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي لا يمكن أن يبقى دون عواقب اجتماعية، وما تدني المستوى المعيشي للمواطن الجزائري وانحلال قدرته الشرائية إلا الملامح الأولى لها، وها هي تزيد من حالات التذمر الشعبية وتمهد لتمرد واسع النطاق ينسف بكل الآمال المتعلقة بالتغيير السلمي". وجدد أقدم حزب معارض في الجزائر تأكيده أن الحل الأوحد للأزمة هو الحوار الوطني الشامل المستعجل الذي يجمع كل القوى الحية للمجتمع لإعادة رسم خارطة طريق واضحة المعالم، مشددا أنه لن يتخلى بأي شكل من الأشكال عن مسؤوليته التاريخية والوطنية، على رأسها، الإسهام مع كل قوى التغيير الخيرة في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلامة الترابية للبلاد. وتابع أوشيش "إن هذه الأرض رسمت حدودها مترا مترا وحررت أراضيها شبرا شبرا بسيول من دماء الشهداء الذين بذلتهم كل مناطق الوطن، وعليه فإن الأفافاس لن يقف مكتوف اليدين تجاه من يسعى لتفتيت هذه الأرض المقدسة تحت أي مسمى كان". وبمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي، التي تحل في 20 أفريل من كل عام، استذكر أوشيش ما وصفه ب"نضال الشعب الجزائري من أجل هويته الضاربة في القدم ضد محاولات الطمس والإلغاء الممنهجة".