قدّم مواطن كندي شكوى ضد حزب "تحالف مواطني كيبيك" بسبب الكراهية الّتي عبّر عنها في برنامجه الانتخابي بعد أن وصف الإسلام ب"سرطان ينمو ببطء داخل مجتمع كيبيك". واعتبر الحزب على موقعه الرسمي أنّ "الإسلام أيديولوجيا وبرنامج سياسي واجتماعي وثقافي يتحكم في جميع جوانب الحياة"، وأنّه مخالف لقيم كيبيك (أكبر مقاطعة كندية) الأساسية. وتحدّث المواطن في الشكوى، وفقًا لموقع "راديو كندا"، عن الكراهية الّتي تضمّنها البرنامج الانتخابي كما حمل الكثير من الدونية والتجريد من الإنسانية" استهدف من خلالها الشريحة المسلمة في كيبيك. وأضاف صاحب الشّكوى أنّ الحزب يصف "الإسلام بالسرطان"، وهو تعبير واضح عن عدم الرّغبة في هذا المجتمع داخل مدينة كيبيك، واصفًا تعليقات الحزب بأنّها إشكالية وطلب من سلطة مراقبة الانتخابات البلدية اتّخاذ الإجراءات المناسبة فيما يتعلّق بنشر الحزب لمثل هذه التعليقات في الفضاء العام. وشدّد حزب "تحالف مواطني كيبيك" في برنامجه أنّه لن يقدّم أيّ شخص مرشحًا يروّج لأسلمة مدينة كيبيك، والتزم بإنشاء إدارة بلدية تبذل قصارى جهدها لمواجهة أسلمة المدينةكيبيك. وأكّد آلان جيسون، رئيس الحزب والمرشح لمنصب رئيس البلدية، في اتصال مع "راديو كندا" أنّه أضاف الجزء المتعلّق ب "أسلمة المدينة" إلى البرنامج قبل بضعة أسابيع وأنّ الدّافع وراء هذه المبادرة كان الإعلان عن ترشح الرئيس السابق للمركز الثقافي الإسلامي في المدينة والمتحدث باسم مسجد كيبيك بوفلجة بوعبد الله (جزائري الأصل) مستشارًا للبلدية. واعتبر جيسون أنّ بوفلجة لا يخفي أنّه يريد أسلمة مدينة كيبيك، ومع ذلك يقول زعيم تحالف مواطني كيبيك إنّه لم يتحدّث عن مسألة الهجرة والإجرام والإرهاب والإسلام الراديكالي في إدانته، وإنّما الأسلمة الدقيقة والعميقة للمجتمع. وذهب المرشح إلى القول "في المسجد لديهم باب للرجال وآخر للنساء، تخيّلوا أن يصبح لدينا باب لداكني البشرة وآخر للبيض". من جهته، ردّ المتحدث باسم مسجد كيبيك بوفلجة بوعبد الله، على تصريحات جيسون، في حديث ل"راديو كندا" قائلا إنه تشبيه مشوّه، موضحا أن الفصل بين أماكن الصّلاة مقبول لدى المسلمين وأنّهم لا يشعرون بالإهانة بسببه وأنّ الأمر لا يتعلق بتمييز فئة عن أخرى. ورأى المرشح المسلم في الانتخابات البلدية الّتي تشهدها ثانية أكبر مدن كندا بعد مونتريال أن "ما يستند عليه تحالف مواطني كيبيك للتّأكيد على أّنّنا نشهد أسلمة خبيثة في كيبيك خاطئ" وأنّهم لا يعرفون ما يقولون. وقال بوفلجة إنّه يعيش في كيبيك منذ 52 عامًا، وإنّه لم يستخدم أبدًا مفردات تحرّض النّاس على العنف أو دعا الجميع إلى اعتناق الإسلام كما يدعي جيسون، واستطرد أنّه لا ينوي أن "يدير ظهره لدينه" لكنّه في الوقت نفسه يعلم أنّه لا يحق له سواء خلال الحملة الانتخابية أو خارجها أن يفرض وجهة نظره الإسلامية على أحد. ودعا بوعبد الله زعيم تحالف مواطني كيبيك آلان جيسون للقائه ومناقشته والتّوضيح له، لكنّه طلب منه قبل ذلك الاعتذار علنًا عن تصريحاته. وأفاد تقرير "راديو كندا" بأنّ سلطات مراقبة انتخابات كيبيك لا تستطيع التدخل حتّى بعد إبلاغها بخطاب الكراهية الّذي تبنّاه الحزب في برنامجه، إذ أنّها لا تتدخّل في محتوى برامج الأحزاب أو التعليقات الّتي تدلي بها.