تنطلق بداية من الأسبوع المقبل، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حملة وطنية واسعة لجمع جلود الأضاحي، قصد تثمينها كمدخلات أساسية في صناعات الجلود والنسيج والمساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال استرجاع هذه الثروة. وأوضح مدير الذكاء الاقتصادي على مستوى الوزارة، مقداد عقون، في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية، أن عملية جمع جلود الأضاحي لسنة 2022، التي تنظم تحت شعار " ثروة ثمينة واستغلال أمثل، دفعا للتنوع الاقتصادي"، تأتي كاستمرارية للعمليات التي تم إنجازها منذ 2018، والتي شهدت توقفا خلال 2020 و2021 نتيجة انتشار جائحة كوفيد 19. وأضاف أنه سيتم تجسيد هذه العملية بالتنسيق مع جميع الجهات الفاعلة والمؤسسات والجمعيات المهنية الناشطة ضمن مهنة الدباغة وكذا المجتمع المدني، مشيرا إلى إن أهدافها تتمثل أساسا في تعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص واستغلال إمكانات الثروة الحيوانية وترقية شعبة الجلود. هذا إلى جانب غرس ثقافة الاسترجاع في المجتمع والمساهمة في تحسين نظافة البيئة وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار في هذا المجال من الدباغة والمهن ذات الصلة مما يسمح بخلق فرص العمل والثروة. ومع مراعاة تجربة السنوات السابقة، لاسيما فيما يتعلق بتحسين جودة القطع التي سيتم جمعها، سيشرف الولاة على عملية جمع الجلود، من خلال تسهيل عمليات جمع ونقل القطع من مواقع يتم تحديدها مسبقا. كما يعول على كافة الفاعلين المعنيين بهذه العملية لضمان نجاحها وخاصة وزارتا الداخلية والشؤون الدينية من خلال منابر المساجد، إضافة إلى قطاعي البيئة والاتصال والجمعيات، مع حشد الوسائل المادية والبشرية والبنية التحتية لقطاع الصناعة وغيرها. وتابع المسؤول: " إننا كقطاع صناعي مستقطب لهذه المادة، نؤكد على جاهزيتنا لاستلام واستغلال الجلود التي يتم جمعها محليا، كما نجدد التزامنا بالمساهمة في توفير الفضاءات الممكن استغلالها لتخزين الجلود على مستوى المؤسسات الاقتصادية العمومية". وذكر، في هذا الإطار، بأن قطاع الصناعة يملك بنى تحتية مهمة تسمح بالتكفل بهذه الشعبة، مستندا إلى استقصاء أجرته مصالح وزارة الصناعة حول قدرات معالجة الجلود. فبالنسبة لجلود الأبقار، كان حجم المعالجة السنوي أكثر من 34 ألف طن، مع معدل استخدام القدرات بنسبة 71 بالمائة، في حين بلغ حجم المعالجة السنوية لجلود الأغنام ما يقرب من 4 ملايين قطعة، مع معدل استخدام القدرات ب 60 بالمائة. أما جلود الماعز، فكان حجم المعالجة السنوي بأكثر من 8. 1 مليون قطعة، مع معدل استخدام القدرات 48 بالمائة. وفيما يتعلق بتخزين الجلود، فإنه يقدر بالنسبة للأبقار بأكثر من 74 ألف قطعة جلد خام وأكثر من 500 ألف قطعة جلد معالج، فيما يقدر بأكثر من 2 مليون قطعة جلد خام وأكثر من 5. 2 مليون جلد معالج بالنسبة للأغنام. أما الماعز فإنه يبلغ ما يقرب من 2. 1 مليون قطعة جلد خام وأكثر من 2 مليون جلد معالج.