أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد رفضه لتصريحات أخيرة صدرت عن مسؤولين أمريكيين وغربيين، بشأن حملة التوقيفات الأخيرة في تونس، والتي شملت عددا من الناشطين السياسيين واعلاميبين ومحامين ورجال أعمال تتهمهم السلطات بالتآمر على الدولة. وقال الرئيس قيس سعيّد خلال لقاء جمعه برئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان مساء الخميس "نحن مؤتمنون على سيادة الدولة التونسية، ونحن لسنا تحت الاستعمار أو الحماية، نحن دولة مستقلة ذات سيادة ونعلم جيدا ما نقوم في ظل احترام كامل للقانون ، وستأتي الحقائق مزلزلة مدوية حتى يعرف الشعب ما يدبر له وما دبّر له في السنوات والعقود الماضية..". وعبر قيس سعيد عن رفضه لمواقف أعلنتها واشنطن وعواصم غربية، ازاء حملة الاعتقالات الأخيرة في تونس، وقال'' نحن لم نبعث ببرقيات أو لم ندل بتصريحات تعبّر عن انشغالنا بأوضاع الحقوق والحريات بعدد من العواصم التي تصدر عنها مثل هذه البيانات، سيادتنا فوق كل اعتبار وفكرة الحرية قمنا باستبطانها قبلهم بكثير، فلينظروا في تاريخهم قبل النظر في تاريخنا ولينظروا في واقعهم قبل أن يتحدثوا عن الأوضاع في تونس". وبدى الرئيس التونسي في موقف رفض لاملاءات صندوق النقد الدولي، بشان طلب القرض الذي تقدمت به تونس للصندوق، وقال ان "الحل ليس في مزيد تفقير الشعوب ولا في الخضوع إلى الإملاءات التي هي في ظاهرها حل وفي باطنها مزيد من التفقير والتجويع، وهي صنف جديد من الاستعمار"، في اشارة الى الشروط التي يفرضها الصندوق على تونس لمنحها قرضا بقيمة 1.9 مليار دولار لفك ازمتها المالية الخانقة. وكان قيس سعيد يرد على تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الأربعاء الماضي التي قال فيها ان الولاياتالمتحدة عن قلقها من توقيف السلطات التونسية لشخصيات سياسية وإعلامية معارضة لرئيس قيس سعيّد، وقال براس للصحافيين "نشعر بقلق عميق إزاء التقارير عن توقيف عدة شخصيات سياسية ورجال أعمال وصحافيين في تونس في الأيام الأخيرة"، وأضاف برايس "نجري اتصالات مع الحكومة التونسية على كافة المستويات دعما لحقوق الإنسان وحرية التعبير"، دون أن يوضح طبيعة هذه الاتصالات، وقال "نحترم تطلعات الشعب التونسي لنظام قضائي مستقل وشفاف قادر على توفير الحريات للجميع" وكان المسؤول الأمريكي يعلق على حملة توقيفات تمت منذ يوم الثلاثاء الماضي، شملت عشر شخصيات بارزة منذ السبت، من بينها وزير المالية السابق خيام التركي ووزير العدل السابق والقيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري والقيادي المستقبل من النهضة عبد الحميد الجلاصي، ومدير إذاعة "موزاييك" نور الدين بوطار ورجل الأعمال البارز والناشط السياسي كمال اللطيّف، اضافة الى فوزي كمون المدير السابق لمكتب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.