في حديث خصّ به "الخبر" على هامش الندوة الوطنية للصيادلة الجزائريين، أكد المدير العام للصيدلية المركزية، السيد فرحات سمير، أن هناك مساع حثيثة لتوفير الدواء لمرضى الجزائر، ومن ضمنها تقريب الدواء من مرضى الجزائر العميقة، وإفادة مريض السرطان بالأدوية التي عرفت ندرة في أوقات مضت، موضحا هذه الأمور وأخرى في حواره التالي. تتجه أصابع الاتهام للصيدلية المركزية للمستشفيات بخصوص ندرة الأدوية، هل لكم أن تحدثونا عن مسئولية المؤسسة تجاه هذا المشكل؟ . طبعا، وأرجع في توضيحي للأمور لبداياتي على رأس المؤسسة، فبعد أن توليت منصب مدير عام الصيدلية المركزية للمستشفيات، وبعد التحاليل الأولية التي قمنا بها والكشف للأرقام، كان من البديهي أن نعلن عن بعض الاختلالات التي كانت تسجل على مستوى مخازن الصيدلية المركزية للمستشفيات، وفي هذا المجال كانت لنا تصريحات أولى أعلنا فيها عن النقائص التي سجلناها فيما يتعلق بنفاد عدد من الأدوية، ومنها أدوية السرطان، حيث كان أول تصريح لي بخصوصها متعلق بعدم وفرة 27 دواء من بين 121 دواء مسجل في مدونة الصيدلية المركزية للمستشفيات، وهو ما أثر بالفعل سلبا على مردود ونجاعة العلاج الذي تقدمه مراكز علاج السرطان. ولكن الجهود المبذولة من قبل كل عمال الصيدلية المركزية للمستشفيات، خاصة ما تعلق منها بإعادة بعث طلبات العروض، التي كان قد أعلن من قبل عن عدم جدواها، التي قمنا بإعادة بعثها وتمكننا من تسجيل وإمضاء العقود المناسبة، من أجل اقتناء الأدوية والمستلزمات الطبية التي دعمنا بها مخازننا ومخازن صيدليات المستشفيات. وفي هذا المجال، أوضح أنه وانطلاقا من شهر سبتمبر 2022، كان هناك دعم مستمر للمخزون بحوالي 558 منتج خاص بكل الفئات العلاجية، من ضمنها 105 منتج موجه لعلاج مرضى السرطان، وهو ما مكننا من تسجيل نوع من الاستقرار، خاصة فيما يتعلق بأدوية مرضى السرطان التي مستها الندرة بصفة خاصة، وحاليا نحن في انتظار اقتناء الأدوية المتبقية وعددها 5 أدوية مسجلة ضمن مدونة الأدوية المقتناة من قبل الصيدلية المركزية للمستشفيات، سيتم استقبالها في الأيام القليلة القادمة بإذن الله، وأود فقط أن أوضح بأن تأخر استلام الأدوية لا علاقة له بمشاكل مالية، خاصة وأن ديون الصيدلية المركزية لدى عدد من المستشفيات، تم تسديد جزء منها من طرف السلطات العمومية، حيث تم تدعيم ميزانية الصيدلية المركزية للمستشفيات ب 75 مليار دج، مثلتها الديون المسددة في إطار قانون المالي 2022، مع تسجيل مبلغ مماثل 75 مليار دج، ضمن قانون المالية 2023 سيتم تسديدها في الوقت المناسب.
وعدتم أثناء تدخلكم لدى افتتاح الندوة الوطنية للصيادلة الجزائريين، أن شهر رمضان سيكون فاتحة خير لمرضانا، حيث سيتم القضاء على ندرة الأدوية قبل حلوله، ما الإجراءات التي اتخذتموها في هذا المجال؟ . بالفعل، أعلنت عن أن القضاء على ندرة الأدوية الخاصة بأدوية السرطان سيكون قبل حلول شهر رمضان، وأكدت أننا سنبلغ بإذن الله صفر ندرة. ولتوضيح هذه النقطة، أشير إلى أن الإجراءات التي اتخذت في المجال، مكنت من إمضاء 98 عقدا مع مورّدي الصيدلية المركزية للمستشفيات، كما بادرنا وللقضاء نهائيا على الندرة، ووفقا القوانين والتنظيمات المتاحة، باتخاذ إجراء يسمح لنا بالدخول في رؤوس الأموال وشراء أسهم لدى المورّد، علما أن شراء الأسهم يسمح لنا بأن نشتري الدواء مباشرة لدى المورّد دون المرور عبر الإجراءات المتفق عليها التي قد تؤخر اقتناء الأدوية، والمتعلقة بالصفقات العمومية، وبالتالي تجاوز كل ما يعيق التزود بالدواء.
هل لكم أن تحدّثونا عن المشاريع المستقبلية للصيدلية المركزية للمستشفيات فيما يخص تقريب الدواء من المريض عبر مختلف أنحاء الوطن؟ . يجب أن تعلموا أن الصيدلية المركزية للمستشفيات، شرعت في تسجيل بعض المشاريع الخاصة ببناء ملحقات لها عبر مختلف أنحاء الوطن، حيث تم وضع ملحقة على مستوى ولاية سطيف سوف نستلمها في الأيام القليلة المقبلة، إلى جانب ملاحق كل من أدرار، وورڤلة، والأغواط، التي سيتم الشروع في بنائها قريبا، ناهيك عن الملاحق المتوفرة من قبل، وهي 5 ملاحق متواجدة عبر كل من عنابة، ووهران، والجزائر العاصمة، وبسكرة وبشار، علما أن توسيعنا لملاحق الصيدلية المركزية للمستشفيات، يدخل في إطار تقريب الدواء من المريض، حيث سيمكّننا من التوزيع الأنسب للأدوية وتوصيلها لمرضى الجزائر العميقة.
أخيرا سيدي، أعلنتم عن توفير الأدوية المبتكرة لمريض الجزائر في القريب العاجل، ماذا عن هذا الإجراء؟ . بالفعل؛ لقد تم تسجيل الأدوية المبتكرة على مستوى الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية، وقمنا نحن بوضعها ضمن مدونة مقتنيات الصيدلية المركزية للمستشفيات، ويتعلق الأمر بحوالي 30 دواء مبتكرا موجها لعلاج مختلف الأمراض، خاصة المستعصية منها، ومنها داء السرطان وأمراض أخرى على غرار أمراض الدم، تم اختيارها في إطار طلبات العروض المختلفة، مع وضع جدول خاص بهذه المنتجات، وسنقوم طبعا بتحديد الكميات المناسبة، وندعو في هذا المجال كل المورّدين المعنيين بجلب هذه الأدوية والذين تم اختيارهم، أن يحسّنوا من عروضهم، ليتم إمضاء العقود ووضع سندات الطلبيات لاقتناء هذه الأدوية في القريب العاجل وإفادة المريض الجزائري بها، علما أن السنة الأولى لاقتناء هذه الأدوية، ستكون بالنسبة لنا سنة تقييم، فإن لم تكن هناك مردودية حسنة على صحة المريض، سنوقف اقتناء هذه الأدوية، خاصة وأن العقود التي أمضينا عليها هي عقود سنوية قابلة للتجديد أو التوقيف.