يعتقد المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج أسعيد زرب أن إعطاء إشارة انطلاق الدورة الثانية للتكوين المهني لفائدة المحبوسين على المستوى الوطني وفي نفس الوقت انطلاق الفروض الكتابية الخاصة ب "التعليم عن بعد" من مؤسسة إعادة التربية ببشار، لأنها تجسد نموذجا وواقعيا للجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية لبناء منظومة عقابية تستجيب لأرقى المعايير الدولية في مجال احترام حقوق الانسان وترقيتها ومعاملة المحبوسين. وكشف أسعد خلال كلمته في مراسم الاحتفال بتخرج أول دفعة على المستوى الوطني من المحبوسين، تلقت تكويناً لمدة سنة في تخصص تربية المائيات، إن اختيار مؤسسة إعادة التربية بشار، لهذا النشاط لم يكن من محظ الصدف، وإنما جاء نتيجة لما حققته المؤسسة من نتائج إيجابية ومن تجسيد فعلي وواقعي في الميدان لمختلف برامج التعليم والتكوين بالتنسيق مع شركائنا من مختلف القطاعات الوزارية، وفي هذا الإطار ثمن ذات المتحدث التعاون والشراكة مع مختلف القطاعات الوزارية وهيئات الدولة ومساهمة المجتمع المدني في هاته البرامج، وهو ما تؤكده مختلف الأرقام المسجلة من طرف مصالحه المختصة. ففي مجال التعليم وبالتعاون مع وزارة التربية الوطنية ومختلف الهيئات التابعة لها، قال أسعد أنه مصالحه سجلت 39090 محبوس في مختلف الأطوار التعليمية خلال الموسم الجاري 2022-2023، من بينهم 6567 في محو الأمية، 32457 في الطورين المتوسط والثانوي، و66 محبوس يزاولون تعليمهم الجامعي في إطار الحرية النصفية (يعني يذهبون صباحا إلى الجامعة ويعودون في المساء وبدون حراسة). وكشف المدير العام لإدارة السجون أنه سيتم توقيع خلال الأيام القليلة القادمة اتفاقية تعاون مع جامعة التكوين المتواصل، لتمكين المحبوسين الناجحين في شهادة البكالوريا متابعة دراستهم الجامعية في إطار ليسانس وماستر عن بعد، والذي من شأنه تمكين عدد كبير جدا من المحبوسين من مواصلة دراستهم الجامعية. أما في مجال التكوين وبالتعاون مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين، قال أسعد أن مصالحه سجلت خلال الدورة الثانية للتكوين المهني لفائدة المحبوسين على المستوى الوطني، 20262 محبوس، في 162 تخصص بين الدورتين الأولى والثانية. كما استعرض أسعد مجال التكوين في الصيد البحري تنفيذا لاتفاقية إطار بين وزارة العدل، ووزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية، والتي تتعلق بشروط وكيفيات التعاون في مختلف نشاطات المحبوسين ذات الصلة بمجال الصيد البحري وتربية المائيات، حيث اعتبر أسعد أن مصالحه سجلت 1102 محبوس يتابعون تكوينا في مجال الصيد البحري وتربية المائيات، في عشر تخصصات. "ومن بين نتائج ذلك ما نشهده اليوم في تخرج أول دفعة على المستوى الوطني من المحبوسين، تلقت تكوينا لمدة سنة في تخصص تقني في تربية المائيات، وأثمرت بتدشين تسعة أحواض مائية لمواصلة تكوين المحبوسين في هذا المجال، والتي نعتبرها تجربة نموذجية تضاف للتجارب الناجحة الأخرى مع مختلف القطاعات الوزارية" يقول ذات المتحدث. أما مجال الفلاحة وتنفيذا لاتفاقية إطار بين وزارة العدل ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية والتي تحدد، كيفيات تكوين وتشغيل اليد العاملة العقابية في الفلاحة والأشغال الحراجية، قال أسعد أنه تم تسجيل 8144 محبوس تابعوا تكوينات في هذا المجال وفي 36 تخصص، وهو ما يمثل 20 بالمائة من مجموع المحبوسين المسجلين في فروع التكوين المهني، اختاروا تخصصات في المجال الفلاحي، وهو ما تجسد اليوم بهاته المؤسسة من خلال تدشين مشتلة بطاقة إنتاج عشرة آلاف شتلة. واعتبر أسعد أن المحبوسين الذين فقدوا حريتهم لم يفقدوا كرامتهم، كما أنهم لم يفقدوا وطنيتهم، وهو ما يتجلى حسب رأيه في احتفالهم بكل الأعياد والأيام الوطنية ويشاركون في مختلف النشاطات والمسابقات، بل ويساهمون حتى في تنظيمها.