سوناطراك: تسجيل 30 براءة اختراع و40 مشروع بحث وتطوير    الناشطان السويديان المتضامنان مع القضية الصحراوية يحطان الرحال بتندوف    غزة أصبحت مقبرة ويبدو أن كل الطرق تؤدي إلى الموت    فلسطين: مستوطنون صهاينة يقتحمون المسجد الأقصى المبارك    باتنة: الشروع في تصوير المسلسل الدرامي التلفزيوني "إيلان نتمدورث" (منعرجات الحياة)    هذه توجيهات وزير المالية..    إجتماع تنسيقي لإعادة بعث نشاطات الصيد البحري    رئيس حمس يؤكّد أهمية التحلي بالوعي    ارتياح لمضمون مشروعي قانوني البلدية والولاية    مرّاد يلتقي النوري    آلاف المغاربة يجددون المطالبة بإسقاط التطبيع    الجزائر تدعو لاحترام وحدة أراضي سوريا    إنفانتينو يعزي في وفاة خالف    شباب بلوزداد يطمح إلى مفاجأة الأهلي المصري    مولودية الجزائر واتحاد خنشلة يتعثّران    اتفاقية بين الجوية الجزائرية و الطاسيلي    ثقافة التطوع تتراجع    مساع لاعتماد استراتيجية شاملة لتعزيز البنية التحتية السياحية بجنوب البلاد    تدفق كبير على الوكالات لحجز رحلات العمرة    العمل مع جميع الفاعلين للتكفّل بالانشغالات المطروحة    الجزائر - الكاميرون.. من أجل نظام دولي أكثر عدلا    المغرب وفرنسا.. تاريخ من الخيانة والجوسسة    حنون تدعو إلى نقاش وطني واسع حول قانوني البلدية والولاية    الاستفادة من التكنولوجيا لمحاربة التهريب    جيش الاحتلال يواصل قتل الفلسطينيين أمام أنظار العالم    بن يحيى يبرّر تعثر العميد ويعد بالتدارك    مازة أغلى لاعب في "البوندسليغا 2"    الاتحادية الجزائرية لكرة السلة: انتخاب مهدي أوصيف رئيسا جديدا للعهدة الأولمبية (2024-2028)    الجزائريون بصوت واحد.. "أنا مع بلادي"    تسجيل 96 مخالفة تجارية    سرقة 50 رأس غنم ببوشقرون    مصادرة آلة طارقة لحفر الآبار    160 مستثمر مطالبون بتجسيد مشاريعهم    لقاء وطني للتعليم القرآني عن بعد    احتفائية تجمع تجليات المعنى وجمالية الصورة    المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية العروبي بالبليدة    قندوسي لا يفكّر في "الزمالك" ويريد البقاء مع "سيراميكا"    السيد عطاف: الجزائر والكاميرون تسعيان من أجل قيام نظام دولي أكثر عدلا    بسكرة: انطلاق الصالون الوطني لمشتقات النخيل والهدايا التذكارية بمشاركة أكثر من 70 حرفيا    سطيف: اختتام الطبعة الثالثة لنهائيات الأولمبياد الوطني الثقافي الكشفي بتكريم المتفوقين    السيد عطاف يستقبل نظيره الكاميروني    النعامة: مشاركة زهاء 22 فرقة فنية في المهرجان الثقافي الوطني لموسيقى قناوة    افتتاح الطبعة ال17 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة    وهران: مشاركة 400 شاب في قافلة التوأمة ما بين الولايات    مؤتمر وطني حول المقاولاتية النسوية    الزي التقليدي للشرق الجزائري في الواجهة    كيف وصفت الأمم المتحدة أهمية لغة القرآن؟    ترحيل مرتقب ل 390 عائلة إلى مساكن جديدة بأرزيو    فتح غرف البيانات ل20 شركة دولية موقّعة على الاتفاقية    روائع قصص الصحابة في حسن الخاتمة    فتاوى : لا يسقط السجود على الوجه إلا بالعجز عنه    إنها سورة المائدة    إعداد ورقة طريق للتعاون والشراكة بين قطاعي الإنتاج الصيدلاني والتعليم العالي والبحث العلمي    فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله    حرمان النساء من الميراث حتى "لا يذهب المال إلى الغريب" !    اتفاقية تعاون بين كلية الصيدلة ونقابة المخابر    90 بالمائة من أطفال الجزائر مُلقّحون    الجوية الجزائرية تعلن عن تخفيضات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.




نشر في الخبر يوم 31 - 05 - 2021

وهو يقرأ كلمات الخطاب التاريخي أمام أعضاء مجلس الأمن ال15، كانت عيون الجميع موجهة إلى السفير عمار بن جامع، الثابت دون قلق ثباتا يرمقه الخصم قبل الحليف، والصديق قبل العدو، وما هي إلا لحظات حتى انطلق الاجتماع، وسط توقعات.. توقعات ممزوجة بقلق بقية الأعضاء.. كيف سيكون العالم بعد هذا الاجتماع؟ هو التساؤل الوحيد الكبير والمهم بالنسبة للولايات المتحدة التي وقعت مرة أخرى في أتون الحيرة من دون معرفة المخرج منها.
"سندفِن هذا المساء شهداءنا في فلسطين"، وسنعود غدا لندُقَّ أبواب المجلس من أجل الاستمرار في الدفاع عن الحق العربي والإسلامي، بلا هوادة وبلا كلل، فما ضاع حق وراءه طالب.. بالكاد كانت معاني هذه الكلمات تترجم عبر سماعات الأذن التي وضعها الجميع ليقرأ كلماتها العربية الموزونة بميزان الذهب، لدقة الحروف والمعاني التي خرجت منها. كانت المندوبة الأمريكية مهتزة المشاعر، متسائلة لماذا اختيرت لتكون الواقي الذي يهتز ويرتعش من قوة الحروف والكلمات، وسهام النظرات المصوبة إليها تترصّد فرائسها المختفية بثيابها الداكنة اللون.
وكما كان متوقعا، نطق سي عمار بالكلمات المزلزلة دون تراجع أو تردد، وبصوت جهوري غير معتاد، هي تلك النبرة النابعة من الريف الجزائري الأصيل، ونظراتُه تحوم حول طاولة الاجتماع تصوّب كل حرف من الخطاب ناحية مندوب تلو مندوب، مستشعرا ما تخفيه الألسن، والأجسام التي لم تعتد على سماع كلمة الحق من بلد الحق والبطولات التي لن تختفي أبدا مهما كانت الضغوط..
وإن حاول المثبّطون في الشرق والغرب تنفّس الصعداء بسرعة مباشرة بُعَيد رفع الجلسة، فإن هناك عملا مضنيا ومرهقا شرعت فيه الإدارة الأمريكية لمحو آثار ما ارتكبته ضد مبادئ استقلالها وحريتها قبل 3 قرون، بعد حرب ضروس مع بريطانيا، فهي مهما تناست التاريخ فسوف تدرك لا محالة أنها تنكّرت لمبادئها، وهو بذلك بداية السقوط المدوّي إن لم يكن قد بدأ حقيقة، ولعل العزلة الدولية بينها وبين حلفائها مؤشر واضح وبليغ على السقوط.
وعلى مدى 10 أيام أو أكثر، حاولت واشنطن بكل الوسائل ثني العزيمة التي تسلح بها الوفد الجزائري بنيويورك، الذي رفض التنازل عن حق الأمتين العربية والاسلامية، والحق الجزائري الذي لا يهادن ولا يطأطئ الجبين في الدفاع عن المبادئ التي صارت عملة صعبة ونادرة في هذا الزمان، بعدما وقع الضمير في أوروبا والعديد من البلدان التي ظلت تدوّر الأسطوانة المشروخة بشعارات باطلة ومبطلة، من حرية وعدالة وتضامن أو أخوة بين الشعوب! لقد كان خطاب سي عمار بمثابة الزلزال الذي ستليه هزات ارتدادية متتالية، ولن تتوقف، لأن هزة نيويورك وتداعياتها لن تتوقف دون أن تحقق النتائج المرجوة عالميا، والتي ستقطف فلسطين ثمارها عاجلا أم آجلا.
ولن تنجح المقاومات القائمة على الباطل في التصدي لهذا الزلزال، لأن منظومة اللوبي الصهيوني في العالم بدأت تتفتت بعدما انفضح من يقفون وراءهم في الغرب والشرق، عند بعض العجم وعند بعض العرب.
كان سي عمار يتحدث باسم ونبرة الجزائريين والجزائريات الذين وقفوا صفا واحدا في وجه التحالف الغربي الصهيوني، وهذا سر القوة والثبات في المواقف، وهو مدعاة للكثير من الانتباه لدى الغير، الذين سيفتحون صفحات التاريخ لاستقراء سر هذه القوة، وسيستغرقون وقتا طويلا في البحث عن السبيل إلى كسرها، وما إن كان ممكنا استنساخ تجارب نجحت في بلدان أخرى لزعزعة الثقة والتلاحم بين أفراد الشعب الجزائري الذين يتضامنون مع أشقائهم الفلسطينيين، تماما مثلما تضامنوا وساندوا شعوب المعمورة قاطبة، التي عاشت الاضطهاد الاستعماري والنهب المبرمج والتشريد والتهجير.
ألم يُهجّر الاحتلال الفرنسي أجدادنا من أرضهم إلى كاليدونيا الجديدة؟ ألم تغتصب النساء والفتيات على يد الجنود الفرنسيين؟ ألم تمارس فرنسا الاستعمارية التعذيب الممنهج ضد مناضلي ومجاهدي جبهة التحرير؟ ألم تعدم مساندي الثورة من الفرنسيين ومن غيرهم؟ ألم تمارس سياسة التجويع؟ ألم تحشد الجزائريين في محتشدات مثل محتشدات النازيين؟ فكيف كانت النتيجة؟
إن التاريخ يتكرر لأن من سنن الكون أن يسترجع صاحب الحق حقوقه مهما طال الزمن، وأن الحرية لا تنال بالمؤتمرات والمفاوضات التي تباع وتشترى فيها الذمم باسم سلام الشجعان!
خلاصة الكلام، لقد أبلى سي عمار بن جامع البلاء الحسن، وكان خير رسول للجزائر والجزائريين للعالمين في الغرب والشرق، من أجل فلسطين وغير فلسطين، حيث نطق بما كان يجب أن يقال أمام المتغطرسين والتابعين والمتخاذلين، وحتما يكون ما قاله قد حرّك النخوة في نفوس بعضٍ من بني جلدتنا الذين استسلموا للمساومات وللأطماع الفانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.