في ظل الجدل الذي أثاره لويس، نجل الرئيس نيكولا ساركوزي، بدعوته العلنية إلى العنف والجريمة ضد السفارة الجزائرية بباريس، أطلّ وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو بتصريحات تصعيدية جديدة تجاه الجزائر. داعيا إلى تفعيل ميزان القوة والشدة ضدها بسبب توقيفها الكاتب بوعلام صنصال، وبينما ارتفعت أصوات في البلدين لتغليب لغة الحوار من أجل تجاوز حدة التوتر بين العاصمتين، أبدى روتايو تضامنه مع رئيس بلدية بيزي الذي يتابع أمام القضاء، بعد غد الثلاثاء، بعدما رفض عقد قران مواطنة فرنسية مع مهاجر جزائري. متناسيا جريرة لويس ساركوزي الصادمة، خرج روتايو بتصريحات تصعيدية جديدة، معلنا استغرابه من مثول رفيقه في التطّرف، رئيس بلدية بيزي، روبرت مينارد، أمام العدالة الفرنسية، غدا الثلاثاء، إثر دعوى قضائية رفعت ضده بعدما رفض عام 2023 عقد قران بين جزائري وفرنسية. وفي سلوك مناف لقيم الجمهورية الفرنسية وقوانينها، يرى الوزير الذي يقود حملة شرسة على كل ما هو جزائري، أن "تسوية وضع الجزائري والسماح له بالزواج من فرنسية أمر غير عادي حتى لو سمحت به القوانين الحالية .. !". مبررا موقفه العنصري بكون المعني "محل أمر إداري بمغادرة الأراضي الفرنسية ومعروف بسيرة سيئة لدى قوات الشرطة" حسب الوزير المتطرف. وفي تصريحاته ببرنامج "اللقاء الكبير"، اليوم الأحد، على قناة أوروبا 1 ، حول استدعاء عمدة بيزي مينار، علّق روتايو بالقول "نحن نمشي على رؤوسنا"، كتعبير عن استنكاره لمحاكمة "المير اليميني المتطرف روبير مينار الذي يواجه العدالة الفرنسية التي أنصفت، مؤخرا، مؤثرا جزائريا طرده روتايو من التراب الفرنسي تعسفيا. وفي سياق قبول القضاء الفرنسي الدعوى القضائية ضد رفيقه في تيار اليمين المتطرف، أشار برونو روتايو، أن "رئيس البلدية الذي يهتم بالحفاظ على النظام العام برفضه زواج الجزائري والفرنسية، وجد نفسه أمام المحكمة؟ وليس الفرد الذي دخل البلاد بشكل غير قانوني؟". وأمام هذا التطور، لفت روتايو إلى وجوب "تغيير القواعد غير الملائمة"، من خلال تقديم مشروع قانون سيناقش قريبا في مجلس الشيوخ الفرنسي يهدف إلى منع الزواج بين المواطنين الفرنسيين والأجانب المتواجدين أو الذين يدخلون التراب الفرنسي دون وثائق.
"صنصال مدافع عن القيم واللغة الفرنسية"
عاد الوزير الفرنسي الذي يقتات من العداء إلى كل ما يتصل بالجزائريين، ليجدّد التعبير عن أسفه لعدم وجود ردود أفعال كافية من فرنسا تجاه اعتقال الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال. وقال روتايو "إن ما يدعو للضغط أكثر على الجزائر كون صنصال مدافع عن اللغة الفرنسية والفرانكوفونية .. بل أيضا مدافع عن القيم الفرنسية"، سائلا حكومة بلاده "عما يفعل الفرنسيون لدعم الكاتب والقيم التي يرمز لها". أمام تشبّث الجزائر بسيادتها ومؤسساتها القضائية المخوّلة بمحاكمة الكاتب الجزائري الفرنسي وعدم إطلاق سراحه، عبّر الوزير عن أسفه لعدم وجود ردود أفعال كافية من فرنسا تجاه بقاء صنصال في السجن الجزائري. وأمام ذلك يعتقد الوزير المتطرف، أن بلاده "يجب أن تغيّر بشكل أساسي علاقتها بالجزائر لتحقيق نتائج". وذهب أبعد من ذلك حينما اقترح إقامة "علاقة قوة" للضغط على الجزائر، خاصة فيما يتعلق بقضية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، مجددا الدعوة إلى إعادة النظر في اتفاقية الهجرة لعام 1968 واتفاقية عام 2007 المتعلقة بتنقّل الدبلوماسيين الجزائريين، مع إعادة النظر في بعض الملفات.