تطرق رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، اليوم الإثنين، خلال محاضرة له بكلية الحقوق لجامعة الجزائر1، بمناسبة الاحتفالات المخلدة لذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، إلى "الحملة الشعواء" التي تشنها بعض الأطراف المتطرفة في فرنسا ضد الجزائر. وحسب بيان مجلس الأمة، أكد قوجيل أن الاستعمار في الجزائر استيطاني كانت غايته إبادة الشعب واستبداله بشعب أوروبي مسيحي، موضحا دليل الإبادة الذي يظهر في الإحصائيات الرسمية لعدد الجزائريين، والذي تناقص منذ عام احتلال الجزائر في 1830، ولم يعد إلى الزيادة إلا بعد توقف الإبادة بسبب الحرب العالمية الأولى والثانية، أين أخذ الاستعمار الشباب الجزائري ليموت من أجل تحرير فرنسا، ثم ليبني بسواعده ما دمرته الحرب. وتناول قوجيل في محاضرته "الوحشية الدموية للمعمرين وخديعتهم التي كان شاهد عيان عليها"، حيث سلح المعمرون سجناء حرب أوروبيين من أجل قتل الجزائريين بعد خروجهم في مظاهرات 08 ماي 1945، والتي كانت "إعلانا عن عودة الاستعمار الفرنسي إلى حرب الإبادة التي باشرها منذ قدومه إلى الجزائر، وذلك حتى قبل عودة الجزائريين من كفاحهم المرير ضد النازية في أوروبا". وحسب نفس المتحدث فإن "من يهاجمون الجزائر اليوم في فرنسا هم أحفاد المعمرين الذين مارسوا سياسة الأرض المحروقة في الفترة من 19 مارس إلى 02 جويلية 1962، وحاولوا اغتيال الجنرال ديغول لاختياره الشعب الفرنسي ضد الاستعمار الفرنسي، مؤكدا أن مروجي الكولونيالية الجديدة من أحفاد المعمرين يواصلون رفض هذا الخيار، ويقفون ضد الشعب الفرنسي وهم يحسبون أنهم يدافعون عنه". كما تطرق صالح قوجيل إلى تحالف رئيس الجمهورية الفرنسية مع المخزن المغربي، مشبها خطابه بخطاب الجنرال ديغول بعبارته الشهيرة: لقد فهمتكم...، مشيرا إلى أن استعمار المخزن للصحراء الغربية هو نفسه استعمار فرنسا للجزائر، وأن الجزائر تفرق بين الشعب المغربي وبين المخزن المغربي الذي هو الاستعمار المغربي، مثلما فرقت سابقا بين الاستعمار الفرنسي والشعب الفرنسي. كما استعرض قوجيل مسار احتلال المغرب للصحراء الغربية، وإلى السوابق العدائية والتوجهات الاستعمارية للمغرب ضد موريتانياوالجزائر، مشيرا إلى أن اعتراف فرنسا بالطرح المغربي المتعلق بالصحراء الغربية، يضعها أمام مسؤولية تاريخية باعتبارها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي الذي يقر بأن الإقليم خاضع للاحتلال ويجب أن يعالج كقضية تصفية استعمار، مجددا التأكيد على أن الاستعمار المغربي للصحراء الغربية سيلاقي نفس المصير البائس الذي لحق بالاستعمار الفرنسي في الجزائر. وأشار قوجيل إلى أن "النجاح الذي أحرزته الدبلوماسية الجزائرية في مقر الاتحاد الإفريقي يؤكد للمشككين أن الجزائر هي إفريقيا وإفريقيا هي الجزائر، واستعاد التشكيل الأول للحركة الوطنية في عشرينيات القرن الماضي، أين اعتمد روادها اسم نجم شمال إفريقيا والذي يوضح بعد نظرهم بعد أن أصبحت الجزائر اليوم فعليا نجمة إفريقيا". واختتم رئيس مجلس الأمة محاضرته بالتذكير بإنجازات الجزائر التي "تتضاعف في كافة المجالات بفضل قيادتها الرشيدة، داعيا الشباب إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه تاريخ وطنهم، وأن يكونوا واعيين بمسؤولياتهم في حاضر الجزائر ومستقبلها".