كانت 30 دقيقة فحسب، نصف ساعة يتيمة وثقت رسميا عودته إلى قيادة برشلونة. تناول تيتو فيلانوفا، أمام وسائل الإعلام الميكروفون أخيرا بعد صمت طويل. فعل ذلك خجولا بعض الشيء في البداية، بعد أن استقبله بعض الصحفيين بالتصفيق، وحاسما ومبتسما وحتى مازحا بعد ذلك، كلما كان يؤكد على رغبته في البقاء خلال الموسم المقبل على رأس القيادة الفنية لمتصدر بطولة الدوري الأسباني. وأكد مدرب برشلونة “أشعر بالقوة. لو ظلت صحتي جيدة، لدي رغبة كبيرة في الاستمرار”، فيما واصل ارتداء كوفية حول رقبته مثلما فعل منذ عودته من رحلة الاستشفاء في نيويورك ، ليخفي وراءها آثار جراحة سرطان الحلق التي كان قد خضع لها. صحته هي مفتاح المستقبل وكذلك السبب الذي يفسر طريقة تعامله مع عودته الإعلامية. وجسد فيلانوفا، النحيل جدا، لم ينجو من آثار العلاج الكيماوي. يدل على ذلك الجانب الأيسر من وجهه وكذلك صوته الذي يذهب ويأتي بحسب الأيام، ولم يستعد بعد نبرته قبل الجراحة. وقال فيلانوفا عن عودته للمؤتمرات الصحفية “كان ذلك مقررا اليوم، رغم أنه كان من المحتمل أن يتأخر أسبوعا لأنه يعتمد على تحسن قدرتي على الكلام”. وأكدت مصادر من النادي ما قاله المدرب، عندما قالت أن فيلانوفا رغب في التحدث للإعلاميين عقب الهزيمة الثقيلة 0-4 أمام بايرن ميونيخ في الدور قبل النهائي. لكنه لم يستطع ذلك وقتها بعد أن فقد قدرته على الكلام. واعترف المدرب “المؤكد أنه بعد هذه النتيجة لم أعد أرغب في التأجيل، كي لا أبث شعورا بأنني أحاول الهروب”. ويقال في النادي أن المدرب عاد مفعما بالطاقة والرغبة. ويرغب في ترجمة العمل الذي قام به مساعدوه في صورة ألقاب. وقال “الأعوام الثلاثة الأولى غير قابلة للتكرار، لكن الجهاز الفني لهذا الفريق خرج قويا من هذه التجربة. الجميع كان عليهم قطع خطوة إلى الأمام وذلك جعلهم بين الأفضل”، مبديا امتنانه بشكل خاص لمساعده جوردي رورا. وبدا أكثر قوة بل وأكثر مرحا منه في مناسبات أخرى. ورد على صحفي بعد سؤال مزدوج بقوله “لقد تعمقت إلى درجة أنني لم أعد أعرف ما الذي سألتني عنه”. وأطلق مدرب برشلونة بعض الدعابات لعدد من الصحفيين الذين يعرفهم، حيث قال لأحدهم “قم، إنني لا أراك”، فيما رسم ابتسامة على وجهه مع كل سؤال محرج. وبعد أن تجاوز بنجاح عودته للظهور الإعلامي، ترك القاعة الإعلامية ركضا باتجاه تدريب الفريق، فيما أكد مصدر بالنادي “لقد كان هنا في اليوم التالي لعودته من نيويورك”.