نزل نجم اتحاد العاصمة الصاعد زين الدين فرحات ضيفا على جريدة "الخبر الرياضي"، حيث فتح قلبه لنا وتحدث في كل الأمور المتعلقة بمسيرته الكروية منذ أولى خطواته في عالم المستديرة، وصولا إلى عدة محطات مهمة عاشها مدلل أنصار الاتحاد والمنتخب الوطني أواسط، كما ستكتشفون في هذا الحوار المطول عدة أسرار يكشفها لأول نبدأ حوارنا من الأول، كيف كانت أول خطواتك في كرة القدم؟ أولى خطواتي مع كرة القدم كانت بتشجيع من والدي، الذي كان لاعبا سابقا، حيث قال لي بأنه يريد أن أصبح لاعبا، إلا أنني وعندما أمضيت أول إجازة لي وكنت أبلغ من العمر ست سنوات، عارض ذلك بسبب الدراسة، إلا أن خالي إلياس تدخل، وأرشدني إلى مدرب فريق وداد برج منايل، الفريق الثاني في المدينة، حيث كنت أتدرب فقط من دون أن ألعب، إلا أنه وبعد عشرة شهور أمضيت على أول إجازة مع هذا الفريق، وبعدها تنقلت إلى شبيبة برج منايل. هل نستطيع القول بأن كرة القدم أمر وراثي في عائلة فرحات بحكم أن والدك كان لاعبا هو أيضا؟ في الحقيقة لا أستطيع القول بأن كرة القدم أمر وراثي في العائلة، لأني من بين إخوتي أنا الوحيد الذي ألعب كرة قدم، إذ لدي شقيقان الأكبر سيد علي يمتهن التجارة وكما يقال "خاطيه بالون"، وبالتالي فباستثناء أنا ووالدي، فالآخرون ليسوا لاعبي كرة قدم. إضافة إلى والدك الذي شجعك على دخول عالم الكرة، من حفزك أيضا على هذا من محيطك العائلي؟ كما قلت لك فإن الفضل فيما أنا عليه الآن يعود لوالدي، الذي أطرني منذ صغري، ووجهني وأعطاني كل التعليمات والنصائح من أجل أن أنجح في مسيرتي، إضافة إلى خالي إلياس الذي شجعني هو الآخر حتى أصبح لاعبا، وساندني في كل المراحل التي مررت بها، وأنا ممتن لهما كثيرا. من هو المدرب الذي يعود له الفضل في إعطائك قاعدة جيدة في الصغر حتى وصلت إلى ما أنت عليه الآن؟ المدرب الذي يعود له الفضل في منحي قاعدة متينة وبداية جيدة هو المدرب مجيد قنتور، الذي حفزني كثيرا وأعطاني الأمل في أن أصبح لاعبا في المستوى العالي، اذ أنه كان دائما يستدعيني للتدرب مع الفئة الأكبر من سني، وحتى لوقتنا الحالي لم أتدرب أبدا مع أقراني، اذ دائما ما أتدرب مع لاعبين يكبرونني سنا. يلاحظ الجميع أن مورفولوجية اللاعب فرحات أحسن من لاعبي فئته، إلى ما يعود هذا ؟ نعم لقد قيل لي هذا الأمر في أكثر من مرة، أظن أن هذا يعود إلى الجدية في التدرب والعمل، وأيضا إلى التكوين الذي تلقيته لما كنت في أكاديمية "الفاف"، حيث كنا نتدرب بمعدل حصتين في اليوم، وهذا ما جعلني أتمتع بلياقة جيدة الآن. هل واجهتك عراقيل في بداية مسيرتك الكروية، خاصة مع تعارض الرياضة مع الدراسة؟ بخصوص الدراسة، لقد كانوا يقولون لي لما كنت في الأكاديمية أنك يجب أن تتمسك بالدراسة والرياضة معا، إلا أنني لم أستطع التوفيق بينهما، وقمت باتخاذ قرار وهو التركيز على كرة القدم ولم أندم أبدا على هذا الخيار، عموما لم أجد عراقيل كثيرة في مشواري. حدثنا كيف التحقت بأكاديمية "الفاف" وكيف كانت بداياتك هناك؟ لما كنت في فريق برج منايل، كان هناك العديد من المدربين والمكونين من الأكاديمية الذين كانوا يأتون لمشاهدتنا، على غرار المدرب سيتواح، الذي شاهدني في إحدى المباريات وبعد نهايتها تقدم مني وقال لي أنه هناك انتقاء في المنتخب، وشارك في عملية انتقاء في مركز عين بنيان، ونجحت في الانضمام إلى الأكاديمية بعدها. هل يمكن القول أنك وجدت الظروف الملائمة في الأكاديمية من أجل تكوين جيد؟ في البداية الظروف كانت صعبة نوعا ما، لأننا كنا في ملحق الثانوية الرياضية المتواجدة في البليدة، لكن مع مرور الوقت تحسنت الأمور، خاصة بعد قدومنا إلى مركز سيدي موسى أين وجدنا الظروف ملائمة للعمل. شاهدنا في المنتخب أنك قريب من لاعب أولمبي الشلف حدوش، هل كنتما معا في الأكاديمية؟ نعم، لقد التحقت أنا وحدوش في نفس الوقت بالأكاديمية، وقضينا أربع سنوات معا، حيث كنا لا نفترق أبدا، وكنا نتقاسم نفس الغرفة، وتلقينا تكويننا مع بعض، حتى أصبح الآن يواجهني في المباريات. كيف كان انتقالك من أكاديمية "الفاف" إلى اتحاد العاصمة؟ بعد أن قضيت أربع سنوات في الأكاديمية، كانت هذه الأخيرة على وشك التوقف، إذ لعبنا كأس العرب في المغرب، وبعد عودتنا، قام مسؤولو الأكاديمية باستدعاء أوليائنا وأخبروهم بأن الأكاديمية ستغلق أبوابها، بعدها بيومين اتصل بي مسيرو وفاق سطيف، الذين كانوا أول من عرض علي الانضمام إلى فريقهم، وتنقلت إلى سطيف من أجل التفاوض برفقة لاعبين آخرين، إلا أنني لم أجد راحتي هناك وطلبت منهم تأجيل الإمضاء إلى اليوم الذي بعده. وماذا جرى بعدها ؟ في ذلك اليوم أمضى اللاعبان اللذان تنقلت برفقتهما، أما أنا فقد طلبت منهم أن أمضى غداة ذلك اليوم، حيث اتصل بي مدرب شبان الاتحاد زكري ومخازني، هذا الأخير تفاوضت معه، وأمضيت في اليوم نفسه في الاتحاد، وكنت أبلغ من العمر 18 سنة. معروف أن المدرب الفرنسي رونار هو من منحك فرصة التواجد مع الأكابر.. نعم رونار هو من قام بترقيتي إلى الأكابر ومنحني فرصة التدرب معهم، إلا أنني لم ألعب ولا مباراة مع الفريق الأول، حيث كنت أكتفي بالتدرب فقط، أما المدرب الذي منحني فرصة اللعب هو المدرب أولي نيكول. حدثنا عن أول مباراة لك مع أكابر الاتحاد؟ أول مباراة لي مع فريق الأكابر كان أمام شبيبة القبائل في ملعب أول نوفمبر في تيزي وزو، لما كان المدرب أولي نيكول مدربا للفريق، حيث لعبت لقاء كاملا وظهرت بوجه طيب، لقد كان شرفا كبيرا لي أن ألعب على الجناح الأيمن واللاعب ياسين بزاز على الجهة اليسرى، لقد كنت محظوظا لأني عرفت كيف أستغل الفرصة التي منحت لي. كيف عشت الفترة التي سبقت المباراة، خاصة بعد أن أخبرك المدرب أنك ستشارك كأساسي؟ لا أخفي عليك أني كنت محفزا بشكل غير عادي، كنت أنتظر بداية اللقاء على أحر من جمر، كما أننا قضينا ليلة اللقاء في فندق "عمراوة" في تيزي وزو وكنت في الغرفة مع اللاعب ربيع مفتاح، الذي يعد من أقرب اللاعبين بالنسبة لي، حيث بقيت أسأله باستمرار متى سينطلق اللقاء، وكان يقول لي لو تواصل هكذا ستدخل اللقاء منرفزا وسترتكب أخطاء، ومن الأحسن أن تتخلص من الضغط، على كل حال كنت أنتظر صافرة انطلاق اللقاء بشغف كبير. كيف عشت هذا الموسم الذي كان خاصا ، خاصة بتسجيلك أول هدف مع الأكابر والتتويج بأول لقب؟ في أول الموسم، كنت أقول لزملائي، من المستحيل أن نكمل الموسم من دون أن نتوج بلقب واحد على الأقل، والدليل أن أحد الأنصار التقى بي في بولوغين مؤخرا وقال لي شكرا لأنك وفيت بوعدك، لأني كنت أصرح في السابق بأن الاتحاد سيتوج بلقب، وتوجنا به في الأخير، خاصة وأن اللقب له طعم خاص بما أننا حققناه أمام الغريم مولودية الجزائر، وأريد أن أضيف شيئا… تفضل.. لو خيروني بين كل الألقاب التي لعبنا عليها هذا الموسم، لاخترت من الأول كأس الجزائر، وأنا سعيد جدا لأني توجت باللقب الذي كنت أتمناه، وأعيد وأكرر، وأي كأس، حيث جاءت أمام المولودية. هل كنت تشعر أن الفريق قادر على التتويج هذا الموسم؟ أكيد كنت متفائلا بالتتويج، خاصة بعد مباراة الساورة، التي حققنا فيها التأهل على أرضية ميدانهم، وتحدثنا نحن اللاعبين فيما بيننا بعد اللقاء، وقلنا أن هذه الكأس من نصيبنا وعلينا أن نتوج بها في الأخير، ثم تأكدنا أننا نقترب من التتويج في مباراة مولودية وهران، التي جلبنا التأهل فيها أمام آلاف "الحمراوة". أنتم مقبلون على نهائي كأس العرب، هل أنت متفائل بتتويج آخر ؟ أكيد أنا متفائل، ودائما ما كنت كذلك، لقد حضرنا بشكل جيد لهذا الموعد الهام، الذي سيمنح الاتحاد أول لقب خارجي في تاريخه، ونتمنى نحن اللاعبين أن ندخل تاريخ النادي من الباب الواسع. فريق العربي معروف أنه يجيد اللعب خارج الديار، هل أخذتم هذا بعين الاعتبار؟ نعم هذا ما سمعناه عن هذا الفريق، إلا أننا قادرون على الإطاحة به في المباراة العودة، خاصة وأنها تلعب أمام جمهورنا، وكما تعلم كنا قادرين على الفوز في مباراة الأولى التي لعبت في الكويت، إلا أن الحظ لم يسعفنا لتحقيق ذلك وكما يقال، التعادل أحسن من الخسارة. ألا ترى أن الإقصاء من كأس "الكاف" لديه إيجابيات، لأنكم سترتاحون في الصيف، على عكس لو تأهلتم للأدوار القادمة؟ لقد عشنا أوقاتا صعبة في منافسة كأس "الكاف"، خاصة في تلك التنقلات التي كنا نذهب في يوم ونلعب في اليوم الذي يليه، وما وصلنا إليه الآن في هذه المنافسة يعتبر أمرا إيجابيا بالمقارنة مع تلك الظروف الصعبة، كما أننا ومنذ انطلاق الموسم، كنا نضع كأس "الكاف" كآخر أهدافنا، بعد البطولة وكأس الجمهورية والعرب، لقد كنا نتمنى لو أقصينا بهدف لصفر فقط أمام بيطام لكن التعب والإرهاق أثرا في اللاعبين. يتبع…