" حناشي كان راجل معي وهو أفضل رئيس جزائري" "بلقايد قال لي لا تلتحق بالشبيبة حتى أغادرها" "عمري الشاذلي كان مدافعا عندما كنت أحمل رقم 10 مع المنتخب الأولمبي" "لانغ قال لي أنت تستحق قميص الأساسي، وبعدها فهمت لماذا همّشني" "سجلت من مخالفة هدفا على ڤاواوي، وهدفا أجمل على شاوشي" "لم أجد فريقا لأنني لا أملك مناجيرًا يدفع للمدرب حتى يشركني" "أبناء القبة "نوايا" وحسني واجه رونالدينيو وكاكا ليجد نفسه في القسم الثاني" "أمضيت للشبيبة لأرفع مستواي في إفريقيا وليس من أجل البطولة" "ألعب مع فريق البطالين مشكّل من حجاج، كشوط والإخوة دغيش لأننا نملك مواقف" كيف كانت بدايتك في عالم الكرة ؟ لقد كنت مولعا بالكرة منذ الصغر حيث كانت بدايتي مع سريع بلكور، قبل أن يقترح علي المدرب ملياني اللعب في القبة بعدما شاهدني ألعب في الحي، وهو ما حدث حيث كنت سألعب في الوسط ولكنهم طلبوا مني التحول كقلب هجوم بسبب تواجد "شوشو" الفريق إيلول آنذاك، ولكني تمكنت من فرض نفسي مع مرور الوقت بدليل أنني رقيت من صنف الأواسط إلى الفريق الأول من طرف المدرب شعيب واسماعيلي آنذاك. وهل تتذكر أول مباراة لك مع الفريق الأول ؟ نعم، لقد كان ذلك بمناسبة دورة أول نوفمبر حيث واجهنا شباب بلوزداد في الذي تفوّق علينا بثلاثية، وقد كانت القبة تلعب من أجل الصعود إلى القسم الأول في الجهة الغربية، وهو ما تحقق في نهاية الموسم، وكان يلعب معنا لاعبون مخضرمون مثل رضا زواني وبوصوار ومدافع الإتحاد حميتي. وماذا عن مشوارك مع المنتخبات الشبانية ؟ لقد لعبت في منتخب الأواسط الذي كان يشرف عليه المدرب بن يلس، حيث خسرنا في مباراة تصفوية أمام كوت ديفوار بثلاثية ثم بثنائية في العودة، وهو المنتخب الذي وصل إلى النهائي في دورة كأس إفريقيا 2002 التي توج بها المنتخب المصري في بوركينا فاسو بقيادة المدرب شحاتة الذي مباشرة بعد هذا الإنجاز تقلّد زمام العارضة الفنية للفريق الأول، ما يؤكد وجود استمرارية في العمل عند أبطال إفريقيا، حيث يملك خبرة في الميادين الإفريقية في الفئات الشبانية ساعدته في تتويجات المنتخب الأول. كما لعبت في المنتخب الأولمبي تصفيات الألعاب الأولمبية، حيث تنقلنا إلى جنوب إفريقيا رفقة سعدان وشارف في سفرية كانت سياحية بالنسبة لي.. كيف ذلك ؟ لقد بقيت أربعة أيام أتجوّل، وقد تنقلت مصابا في غضروف الركبة ولكنهم أشركوني في الشوط الثاني بركبة منتفخة بسبب عدم تأهيل لاعب مغترب، وقد سجل علينا المنتخب المحلي ثلاثية في تسع دقائق وخسرنا ب (4 -1) رغم أن التعداد كان يضم لاعبين موهوبين مثل بوڤش، عبدوني، معيزة وحركات. وماذا حدث لهذا الجيل من اللاعبين ؟ لقد تأهلت غانا في مجموعتنا رغم أننا فزنا عليهم بالبليدة بهدف من تسجيل عنتر يحيى، وكان بوڤرة ضمن القائمة في هذه المباراة، كما أتذكر أن عمري الشاذلي كان معنا ويلعب كمدافع أيمن عندما كنت أنا أحمل رقم 10، ولكن هذا الفريق حُل بعد الإقصاء وعوّضه منتخب مشكل من حاج عيسى ومترف وآخرين، وأشرف عليه المدرب الحالي بن شيخة. لنعد إلى مسيرتك مع الأندية، كيف اخترت اللعب في بارادو رغم أنك كنت مطلوبا من طرف القبائل ؟ لقد تنقلت من القبة إلى بارادو صدفة لأنني بعد انتهاء عقدي مع القبة الذي تم تزويره لأني أمضيت عامين فوجدت عقدًا آخر بثلاث سنوات، قررت السفر إلى نيس لإجراء تجارب بطلب من المناجير ماسيقليا، ولكني تنقلت متأخرا في شهر أوت، فطلب مني أن أمضي لفريق في الجزائر لأحافظ على ريتم المنافسة لألتحق بنادي بارادو بإيطاليا وأمضي عقدا لعامين كاملين، كان الأول ناجحا مع الثنائي بوهلال وعبد العزيز قبل أن أقرر المغادرة في العام الثاني.. ما هي الأسباب ؟ اعترف أن الرئيس زطشي يسيّر فريقه كأنه شركة وبشكل احترافي، لم نتعوّد عليه نحن اللاعبين، والمشاكل حدثت في مرحلة العودة حين ألح علي زطشي بتمديد عقدي مع بارادو ولكني رفضت، ليقوم المسيّرون بتهميشي في مرحلة العودة للضغط علي ولكني بقيت بعيدا عن الفريق ولم أشرك إلا في المواجهات الأخيرة، حيث لعبت مباراة كبيرة أمام القبائل في بولوغين. وكيف تم التحاقك بالقبائل التي كنت تسجل لها في كل مرة عبر الكرات الثابتة ؟ لقد سجلت على القبائل في القبة لما كان ڤاواوي حارسا، وكررت ذلك أمام شاوشي عندما كنت في بارادو حيث كان أنصار القبائل يردّدون في بولوغين : "هذا شاوشي ما شي ڤاواوي"، ولكني تمكنت من تسجيل هدف أجمل في مرماه معدلا النتيجة لفائدة فريقي، ليتصل بي بعدها بن حملات الذي كان مناجير الشبيبة واتفقنا على الإمضاء مباشرة بعد نهاية آخر مباراة أمام الإتحاد لأكون بذلك قبائليا. وهل تتذكر أول مباراة لك بقميص الكناري ؟ قبل ذلك أود فقط أن أشير إلى السبب الذي جعلني أتريث للعب في القبائل، حيث التقيت ذات مرة بلقايد الذي كان نجما في الشبيبة وعندما بلغه خبر اهتمام حناشي بي قال لي : "لا تمض في القبائل حتى أغادرها"، وقد كان فاروق "راجل معايا" لأنه كان يدرك بأنني لو التحقت عندما كان يلعب في الشبيبة كنت سألازم الاحتياط طيلة الموسم. أما عن أول مباراة لي بألوان القبائل فكانت أمام الإتحاد الليبي لحساب كأس إفريقيا حيث لعبت مباراة كبيرة رغم خسارتنا بهدف دون مقابل، حيث كنت المستقدم الوحيد الذي لعب اللقاء بعدما تم جلب كل من خديس وبرملة، ولكن بعدها غادر المدرب آيت جودي ليخلفه مواسة الذي أعد لنا برنامجا تحضيريا مكثّف لم أحتمله، وكان سببا في إصابتي التي كسّرت انطلاقتي في الشبيبة، بعدها انضم صايب الذي أكملنا معه الموسم وتوجنا باللقب، حيث لم أكن ألعب كثيرًا حيث لم يكن يشركني المدرب إلا خارج الديار أو في المواجهات الإفريقية في ظروف صعبة مشابهة لما عاشه لاعبونا في إفريقيا الوسطى، ولكني كنت في كل مرة أقدم مردودا طيبا لأنني كنت "نخرّج زعافي" في هذه المباريات العالية المستوى. وهل تحسنت وضعيتك في الموسم الثاني لك ؟ في الموسم الثاني لم نعرف الاستقرار، حيث استقدم ملدوفان ثم سرعان ما عوّض بالمدرب إفتيسان الذي حقق انطلاقة فاشلة، ووقتها لم أكن ألعب معه بانتظام لأننا كنا نلعب على المراتب الأخيرة، ليتم استقدام المدرب لانغ الذي حسّن نتائج الفريق، وأتذكر جيدا أنه عقب أول مباراة تطبيقية معه قال لي "لماذا لا تلعب ؟" فكان ردي أنني لم ألعب منذ أشهر وبعدها لم يستطع إشراكي بسبب ضغط بعض المسيّرين حيث تيقنت من ذلك في مباراة أمام الجيش الملكي حين كان يقدم القائمة في غرف تغيير الملابس، حيث قال أمام كل اللاعبين عندما وصل إلى اسمي "من المفروض أن تلعب حمودة أساسيًا ولكني متأسف من أجلك"، وهي رسالة كشف فيها أن أطرافًا في النادي كانت تضغط عليه حتى لا يشركني رغم أنني اعترف بأن كلامه رفع معنوياتي واحترمت خياره لأنني كنت أنافس آشيو، عبد السلام، برملة، دويشر ودحوش.. وكيف قررت مغادرة القبائل رغم رغبة حناشي في تمديد عقدك ؟ لقد غضبت لعدم إشراكي في مباراة الأهلي الليبي الذي كان يدربه سعدي، حيث قلت للانغ أنني جئت للقبائل من أجل رفع مستواي في مباريات كأس إفريقيا، ولم تكن تهمني مواجهات البطولة، وقد رد علي بأنه سيشركني أمام سعيدة، دخلت أساسيا وسجلت هدفا من وسط الميدان ولكني تذكرت بعدها أنني نذرت بأنني لن أجدد في القبائل حتى لو أسجل من وسط الميدان عندما كنت مهمّشا لأكمل المباريات العشر الأخيرة بقوة في الشبيبة، ورغم أن حناشي كان يصر على بقائي وكان معي رجلا، وبالمناسبة أؤكد أنه أفضل رئيس في الجزائر وهو "إنسان فحل" مقارنة بأغلب رؤساء الفرق. وهل ندمت على مغادرتك الشبيبة ؟ نعم، "تقلقت" عندما لم أكن ألعب ورغم أنني استشرت رجل دين حول قضية النذر وأكد لي أنه يسقط ما دام أنه يخص أمر لهو، إلا أنني قرّرت المغادرة رغم أن والدي الذي يحب القبائل نصحني بالبقاء، ولكني لم أستمع له ليكون هذا القرار المحطة التي كسّرت مشواري رغم أنني كنت لم أبلغ 27 من العمر. إذن حدث لك ما حدث لبن حملات الذي تألق صغيرًا في مشواره.. نعم، ولكن بن حملات تنقل مباشرة من القبة إلى القبائل، وأنا كنت في أوج العطاء، ولكني كنت قد لعبت عشر سنوات في صنف الأكابر وهو ما لم يخدمني خاصة أنني لم أكن أملك وكيل أعمال أو شخصا استشيره في مشواري. وبعدها اخترت باتنة في تجربة لم تكن موفقة، أليس كذلك ؟ نعم، لقد لعبت شهرين في باتنة ولكني كرهت وطلبت فسخ العقد لأنني جئت إلى هذا الفريق دون مناجير، ورغم أن بوعراطة يعرف إمكاناتي إلا أنني تيقنت أنه يجب أن تملك وكيل أعمال يعرف المدرب لتلعب أساسيًا، لأنه أصبحت هناك حلقة في الكرة وأساسها أنه من يلعب يجب أن يدفع، ولكن حمودة لا يملك مناجير والناس تعرف "واش نسوى" داخل الميدان وخارجه، ولذلك لم أستطع أن أجد فريقًا له طموح ويليق بي في هذه الفترة لأنني لا أدخل في هذه اللعبة القذرة. وكيف حل بك المقام بفريق الصغر رائد القبة ؟ بعدما فسخت العقد مع باتنة قررت اللعب في فريق الحي القبة، من أجل أن أبقى في جو المنافسة إلى غاية نهاية الموسم، حيث تمكنا من ضمان البقاء في القسم الثاني ولكني رفضت التجديد لأنني أريد اللعب في نادٍ يملك طموحا ورهانا.. وكيف تعيش البطالة منذ بداية الموسم الحالي ؟ أنا شخصيًا لست قلقا لأنني أعرف أنني استطيع البروز مجددا، ولكني قلق بسبب عائلتي التي لم تحتمل وضعيتي الحالية، ولكن الذي حز في نفسي أن أغلب لاعبي جيلي يتألقون والقدر أراد أن أكون تحت رحمة أمور غير رياضية لأمضي في الأندية الجزائرية. لماذا لا يحسن أبناء القبة تسيير مشوارهم ما عدا القلة منهم ؟ سؤال وجيه، لمّا تشاهد لاعبا مثل حسني واجه مع الخضر رونالدينيو وكاكا وهو حاليا ينشط في القسم الثاني تدرك أن أبناء القبة "نوايا"، ونوعية تكويننا تتلخص في التدرب ولعب الكرة و"خاطينا التخلاط " وعمل الكواليس، حيث أصبح بعض اللاعبين "يحفروا" لزملائهم حتى لا يلعبوا، وأقول فقط أن الكرة لا تدوم وأبناء القبة معروفون فقط بمهاراتهم الفنية و"الفاهم يفهم".. هل تملك حاليا عروضا ؟ أرسلت شريطا خاصا بي لقطر كما أنني أنتظر عرضا من نادٍ طموح، ولكن رغبتي هي اللعب في الخليج لأني متعوّد على اللعب في الحرارة بدليل أنني كنت أتناول الأكل في إفريقيا بشكل طبيعي رفقة صايب عكس زملائي الذين يجلبون الشكلاطة ومشروب "راد بول"، هذا العامل هو الذي يجعل لاعبينا يخسرون مبارياتهم في إفريقيا، وصراحة نحن لا نملك لاعبين قادرين على فرض أنفسهم أمام الأفارقة.. كيف ذلك ؟ نحن نعتمد على اللعب الفني ولكن المباريات في ميادين إفريقيا تتطلب الاندفاع البدني، وليس هناك أي تأثير للجانب التكتيكي أو الفني للتغلب على فريق مثل غانا أو كوت ديفوار، وبالمناسبة أنا جد متشائم من قدرة منتخب المحليين على التألق في السودان لأننا لم نحضّر في ذات الظروف التي سنجدها في الخرطوم. هل يسأل عنك زملاءك ؟ هناك فقط دحوش ومازاري والبقية منشغلون ربما بالمنافسة، كما هناك مناصران من القبائل يتصلان بي بانتظام وهما سمير وسفيان. بمَ تختم ؟ أنا أتدرب باستمرار وقد شكلنا فريقًا من البطالين فيه أسماء كبيرة لم يكتب لها التألق للأسباب التي ذكرتها على غرار حجاج، الإخوة دغيش وكشوط، وهي العناصر التي همشت بسبب مواقفها وليس إمكاناتها المعروفة.