هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته عاش ملايين الجزائريين نهائي كأس ملك إسبانيا على أعصابهم، وكأنهم يتابعون في مباريات الخضر، مقاهي تحولت إلى قاعات يصعب الظفر بداخلها على مقعد، وساحات عمومية وسط الأحياء والعمارات تحولت إلى منبر لمؤازرة البارصا أو الريال، إلى درجة أن محبي نادي الملك احتفلوا بفوز تشكيلة مورينيو في مواكب للسيارات و»بالفيميجان»، كما أن «الشوفينية» وتعلق البعض بالبارصا والآخر بالريال حول الجدل بينهما إلى شجار بالسكاكين والخناجر، مثلما حدث في قسنطينة. ظاهرة التعلق بعملاقي الكرة الإسبانية، أخذت أبعادا لا أحد كان يتوقعها، وحتى إن كانت الفضائية القطرية المتخصصة في الرياضة لعبت دورا كبيرا في جعل الكلاسيكو، سواء في البطولة أو الكأس أو في رابطة الأبطال، عبارة عن حدث يضاهي أحداث المنتخب الوطني، فتعلق الجزائريين بالنادي الكتالاني أو المدريدي فاق كل التوقعات، وبات من الضروري على المحللين النفسانيين والاجتماعيين إيجاد تفسيرات موضوعية عن ذلك، فما وقع في قسنطينة من شجار بالسكاكين والخناجر في أحد الأحياء الشعبية بين مؤيدين للبارصا وعشاق للريال، بسبب شتيمة لرونالدو، يطرح أكثر من تساؤل في الشارع الرياضي الجزائري وردود فعله والطريق الذي يسلكه الجيل الحالي من المتشوقين لرؤية الكرة العالمية. وحتى إن كان الكثير انبهر بتعلق الشباب الجزائري برفقاء زياني طوال سنتي 2009 و2010، ومسك الصحفيون المغاربة رؤوسهم بأيديهم عندما شاهدوا الظاهرة الجزائرية في لقاء عنابة، فإن حب وتعلق الشباب الجزائري بالريال أو البارصا بالشكل الذي جعل الحياة تتوقف عند بداية المواجهات، لم يسبق وأن حدث في الجزائر. ومن دون شك، مفعول الفضائيات التي تنقل كل صغيرة وكبيرة عن الفريقين ونجومهم، زرع لدى الشارع الرياضي الجزائري حبا غريبا للبارصا والريال، ولو كان الذهاب إلى برشلونة أو مدريد من دون تأشيرة، فإن مناصري الفريقين من الإسبان لن يجدوا مقاعد لمؤازرة فريقيهم، لأن الجزائريين سينزحون بقوة إلى نيوكامب وبيرنابييو، مثلما فعلوا مع الخضر بالسودان وأنغولا وجنوب إفريقيا. صحيح أن تعلق الشباب الجزائري بهذين الفريقين فيه الكثير من الإيجابيات، لأن متابعة فرق مثل البارصا أو الريال يمنحك فرصة التمتع بوقتك في رؤية أشياء جميلة فوق الميدان وخارجه، لكن أن يتحول هذا التعلق إلى شوفينية تنتهي بصراع عصابات بالسكاكين، فهذا تخوف جديد من عفيون قد يكون له آثار المخدرات والكحول على العقول والأجساد.