هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته ونحن نتجول في متحف نادي ريال مدريد بملعب سناتياغو بيرنابييو عشية الكلاسيكو بمعية موظفين وإعلاميين تابعين للريال، انتابنا شعور بأن الاحتراف الذي نتطلع إليه في الجزائر، لا علاقة له بحقيقة الاحتراف الذي تعيشه النوادي الأوروبية، وبالأخص نادي القرن العشرين ريال مدريد. صحيح أن المقارنة بين الأمرين يضحك، ولسنا هنا في مجال المقارنة، لأن كل شيء له بداية، وبدايتنا نحن خاطئة تماما، لأن ما تعيشه النوادي الجزائرية بعيد كل البعد عن نقطة انطلاق المشاريع الاحترافية، وعندما نسمع رؤساء نوادينا يطالبون الدولة بالملايير للذهاب إلى الاحتراف، نضحك أكثر، لأن الاحتراف ليس المال، ومثلما قال رئيس البارصا روسيل «المال يأتيني بالعلاقات والماركتينغ». فمنذ ماي 1902 وريال مدريد يواجه نادي برشلونة فيما يسمى بالكلاسيكو الإسباني، ومنذ عشريات عاش فيها الإسبان الحروب الأهلية والدمار، تماما مثلما عاشت الجزائر عهد الاستعمار ثم سنوات الجمر، وليس هذا مبررا كي نتوقف عن العمل، فالريال مثل البارصا عايش سنوات صعبة، وتجاوز الجميع الأزمات السياسية والأمنية والمالية، وكل رئيس وضع حجرا في تشييد مشروع نادي القرن، لكن نحن في الجزائر، لا أحد قال بأن الرؤساء الذين سيروا الجمعيات الهاوية عليهم ترك مناصبهم لمسيرين جدد لهم نظرة حديثة تسمح بنقل النوادي إلى مصاف المحترفين ولو بعد عشرين سنة، لأن مسيرة الألف ميل تبدأ دوما بخطوة. اليوم نسمع ونقرأ لرؤسائنا قائلين «لم نجد من أين نسدد الأجور، والدولة عطلت الملايير العشر»، وفي مدريد الرئيس يستثمر 240 مليون أورو، ليجني مليار و200 مليون في نهاية الموسم. زيارتنا لمتحف الريال، أين حافظ مسيرو هذا النادي العتيق على كل صغيرة وكبيرة تخص الفريق ولاعبيه ومسيريه ومدربيه، إلى درجة أن الحذاء الذي لعب به معظم النجوم والقميص الذي ارتداه لاعبو العشرينات والثلاثينات، لا زال موجودا، فهذا هو روح الاحتراف، الحفاظ على تاريخ النادي وليس الكؤوس والألقاب فقط هي التي تصنع مجد النوادي، فيرحل بيريز اليوم ويبقى الريال، ويذهب روسيل غدا وسيخلفه رئيس آخر وتبقى البارصا قائمة كمؤسسة، وعندنا عندما يستقيل الرئيس يسعى لتحطيم كل ما هو جميل، تاركا البيت في شبه خراب.