يبقى اللاعب الأسبق لفريق «آفسي غونيون» الفرنسي، الجزائري منصور بوتابوت من بين أوّل اللاعبين المغتربين الذين استجابوا لنداء القلب وحملوا ألوان المنتخب الجزائري، وقد كان مشوار هذا المهاجم أكثر من مقبول مع «الأفناك»، وكان بإمكانه أن يكون أحسن، لولا أن الفريق الذي رأى النور في 2004 بسوسة تمّ تحطيمه، بالإضافة إلى الإصابة التي حرمته من البقاء ضمن جيل المونديال 2010. منصور الذي تنحدر أصوله من وهران وبالضبط من قديل، كان نهاية الأسبوع المنصرم متواجدا بمدينة الباهية رفقة أفراد عائلته لقضاء بعض الأيام للراحة، وقد اغتنمنا هذه الفرصة لكي نتقرّب منه لعلّ وعسى يكون قد قرّر اللعب لصالح أحد النوادي الجزائرية مثل ما يفعل عدد كبير من أبنائنا المغتربين، وأيضا لمعرفة مستجدات هذا اللاعب الذي انقطعت علينا معلوماته منذ سنوات…تابعوا معنا هذا الحور مع صاحب البنية المورفلوجية الرائعة منصور بوتابوت. أوّلا منصور، هل بإمكاننا أن نغتنم فرصة تواجدك بوهران لكي نُجري معك حوارا؟ (يبتسم) لا يوجد لديّ أي مشكل، أتشرّف دائما بالحديث مع أبناء بلدي وعلاقتي جيّدة مع الصحافة الجزائرية، تفضّل يا أخي العزيز… شكرا، هل لنا أن نعرف قبل كل شيء مستجدّاتك، بعدما انقطعت أخبارك عن الجمهور الجزائري؟ كنت قبل ثلاث سنوات من اليوم ألعب في بطولة «لا ريينيون»، أين لعب عدّة لاعبين كبار من قبل بمن فيهم أسطورة الكرة الجزائرية، لخضر بلومي، هناك أيضا روجي ميلا وجون بيار بابان، لكن أعلم أن هذه البطولة لا تحظى بمتابعة كبيرة من الجماهير، لا سيما الصحافة. وأبقى راضيا عمّا قدّمته هناك لأني كنت هداف الفريق من دون منازع. وفي الموسم المنقضي، وقّعت في الستة أشهر الثانية من الموسم بفريق روداز ببطولة «السيافا» بفرنسا، أين تمكّنت من تسجيل سبعة أهداف وكنت صاحب 5 تمريرات حاسمة، وهذا ما دفع بمسيّري هذا الفريق لاقتراح تمديد عقدي إلى غاية جوان 2014. وهو ما قبلت به، وأحيطكم علما أن زين الدين زيدان أحد المساهمين في الفريق. مع تواجدك بالجزائر ظننا أنّك على وشك التوقيع لأحد النوادي الجزائرية بمن فيهم مولودية وهران؟ (يبتسم)، لا..، أتيت للجزائر وبالضبط إلى وهران لأرتاح حوالي أسبوع وبعدها سأعود إلى فرنسا مُجدّدا. ألست مُهتمّا باللّعب في البطولة الجزائرية، مثلما يفعل عدّة لاعبين مغتربين؟ حاليا من المستحيل أن أعود مادام أني وقّعت لموسم واحد مع فريق روداز، ضف إلى ذلك أنه قد كانت لي تجربة جد سيّئة مع فريق اتحاد البليدة، خاصة مع رئيس هذا الفريق زعيم، وهو ما جعلني أبتعد عن اللعب في الجزائر، وذلك لكي لا أعيش مثل هذا النوع من المشاكل غير المعقولة والتي كنت قد عشتها مع فريق البليدة ورئيسه زعيم. ألم تُفكّر في اللعب لصالح مولودية وهران؟ بكل صراحة، لا أفكّر في اللعب لصالح مولودية وهران، حتى لو جئت للجزائر، لأن المعلومات التي تصلني عن هذا الفريق ليست مشرّفة، وفي كل مرة يوجد رئيس جديد، ضف إلى ذلك أني تحدّثت مؤخرا مع زميلي السابق زرابي الذي روى لي ما حدث له وما يحدث بالفريق وهذا ما لا يحفّزني بتاتا لاختيار هذا الفريق. عمرك الآن 34 سنة، فهل ما زلت تُفكّر في مُواصلة مشوارك الكروي؟ مادمت أُسجّل الأهداف، لن أتوقّف عن لعب كرة القدم، ويوم أحسّ نفسي غير قادر على القيام بهوايتي المفضلة فوق أرضية الميدان وهي التهديف سأعتزل كرة القدم، لكن مادمت أستطيع القيام بواجبي فلا يوجد أي إشكال، فعندما تكون صارما وجادا في عملك بإمكانك مواصلة مشوارك إلى غاية الأربعين سنة، عندما أنظر إلى ما يقوم به أكرور بإيستر أفهم جيّدا أنه بالجد بإمكانك تمديد حلاوة اللّعب. الآن منصور نُريد التحدّث عن المنتخب الوطني، هل تُتابع مستجدّات الخضر؟ بصراحة، ليس بالشكل الكافي، لأنه بكلّ بساطة كنت بعيدا ب»لا يريينيون»، لهذا لا أتابع كثيرا مستجدات الخضر، لكن أعرف أن المنتخب يُحقّق انتصارات ولم يبق سوى لقاءين فقط للوصول إلى المونديال، وبصراحة هذا المنتخب يملك لاعبين ممتازين، خاصة الجدد منهم، من بينهم براهيمي، الذي يبقى لاعبا ماهرا وممتازا. هل مازلت على اتّصال مع بعض زملائك السّابقين؟ بالفعل مازلت على اتّصال مع بعض زملائي السابقين أبرزهم مجيد بوڤرة، وبصراحة لا أخاف على هذا المنتخب الذي سيذهب بعيدا. ما رأيك في الناخب الوطني الحالي؟ حاليلوزيتش مدرب كبير، ترك انطباعا حسنا بالبطولة الفرنسية سواء بليل أو في باريس سان جارمان، وقد عرف كيف يفرض الانضباط وأصبح أيضا الآن المنتخب يلعب كرة جميلة، لكن النقطة التي أُركّز عليها وهي أن المنتخب يملك تشكيلة ثرية لا خوف عليها. هل هناك فريق تتمنّى أن يلتقي به المنتخب في الدور الأخير؟ أعلم أن هناك إمكانية لقاء داربي مع مصر مثلا، لكن أي منتخب سيواجهه منتخبنا لن يكون سهل المنال، لكن أُعيد لك مرة أخرى، ثقتي كبيرة في هذا المنتخب. ما رأيك في تدعيم المنتخب بلاعبين مكوّنين بفرنسا مثل ما كان عليه الحال معك من قبل؟ أظنّ أن اللاعب المغترب الذي تكوّن بالبطولة الفرنسية قدّم الكثير للمنتخب الوطني وساهم في تطور المنتخب ونتائجه الإيجابية، هناك أيضا نقطة لا يجب أن نتجاهلها وهي المتعلّقة برئيس الفاف الحاج روراوة الذي منح الطمأنينة للجميع ويعرف كيف يقنع اللاعبين بحمل ألوان المنتخب وعندما تأتي وتلاحظ التطوّر الملحوظ في المنتخب ترتاح بالفعل. هناك بعض من زملائك السابقين لم يعودوا حاليا في المنتخب، ما رأيك في ذلك؟ أعلم جيّدا أن عنتر يحيى وبلحاج اعتزلا، مطمور فتح قوسين وزياني لم يعد يُستدعى، لكن بصراحة هذا الرباعي مازال قادرا على العطاء، لو نأخذ مثالا بندير بلحاج وبكلّ احترام للذين يلعبون في منصبه، بالنسبة لي هو الأحسن في منصبه لغاية الآن. ما رأيك فيما يحقّقه سليماني في منصب قلب هجوم؟ بصراحة لم أُتابعه جيدا، لكن هذا المنصب ليس سهلا لأنك تكون لوحدك، وعليه أن يُواصل على نفس النهج، خاصة وأن هناك منافسة كبيرة في هذا المنصب مع جبور، غيلاس وسوداني. من جهة أخرى، يملك وراءه لاعبين ممتازين مثل فيغولي، براهيمي وتايدر. لو نطلب منك حصيلتك الشخصية مع الخضر، كيف تُقيّمها؟ أنا راض عمّا قدّمته أنا وزملائي، خاصة وأننا لم نكن نملك نفس الإمكانات التي يملكها المنتخب حاليا. ومفخرتي الكبيرة أنا وكل من كان أوّل الملتحقين بالمنتخب، وهو أننا فتحنا الأبواب للبقية لكي تلتحق بهذا المنتخب فمع مرور الوقت بدأت تتحسّن الأمور، خصوصا بعد التحاق لاعبين ممتازين آخرين، مثل العناصر التي يملكها التعداد الحالي. ألا ترى أن المنتخب الذي وُلد بسوسة في 2004 قد تمّ تحطيمه؟ (يصمت قليلا)، بالفعل في 2004، كانت الانطلاقة جيّدة، لكن بعدها لم تسر الأمور مثلما كنّا نُريده، مثلا الثنائي في القاطرة الأمامية، شراد وبوتابوت، توقّف إشراكهما، لأسباب لا يعلمها سوى من قرّروا ذلك. للأسف، رحيل سعدان عن منتخب 2004 حطّمه بالفعل. في القاطرة الأمامية كنت أنت وشراد في المستوى، لكن لم تكن تصلكم كرات كثيرة، أليس كذلك؟ بالفعل، طريقة لعب المنتخب الوطني تغيّرت كثيرا مع «الكوتش حاليلوزيتش» بخطة 4-3-2-1، الكرات تصل كثيرا للمهاجمين، والمنتخب يلعب بطريقة أكثر هجومية عكس فترة الناخب الوطني الأسبق سعدان رابح، لكن بهذه الفترة توجد العديد من الخيارات وهناك منافسة مقارنة بفترتنا، التي كنّا نفتقر فيها لبعض الخيارات، وهذا ما كان يُحتّم على سعدان ربّما اللعب بتلك الطريقة أيضا. ما هي أسوأ ذكرى لكم في المنتخب الوطني؟ أسوأ ذكرى لنا في المنتخب الوطني هي إقصاؤنا المرّ في الدور ربع النهائي ضد المغرب الذي لم نتجرّعه لغاية الآن، خاصة وأن هدف التعادل سُجّل في الوقت بدل الضائع،. هناك أيضا إصابتي الخطيرة التي حرمتني من المشاركة في تصفيات المونديال 2010. ما هي أحلى ذكرى؟ الهدف الذي سجّلته مع المنتخب بالنيجر، مردودنا الطيب ب»الكان» 2004 وإسعادنا لأنصار الخضر الذين خرجوا للشوارع حينها. هل تُفكّر فيما بعد مشوارك في كرة القدم؟ بصراحة، أُفكّر في مهنة التدريب، حيث أُحضّر لنيل شهادة التدريب وبداية من الموسم القادم ستكون لي شهادة أستطيع أن أُدرّب بها حتى في القسم الثاني الفرنسي. كلمة أخيرة أحيّي كل الجمهور الجزائري وأنا جد سعيد بالفترة التي قضيتها في المنتخب وأشكر الأنصار الذين وقفوا معي ومن خلال هذا الحوار أحييهم وأقول لهم أنهم مازالوا بقلبي. وأتمنّى أن أقدّم دائما الكثير للكرة الجزائرية ولم لا في مهنة التدريب أيضا.