دعا أول أمس المدرب الوطني السابق رابح سعدان إلى التعجيل في فتح مراكز تكوين ذات طابع نخبوي وذلك ضمن عدة مناطق بالجزائر وهذا عقب فضيحة تحديد حصص التكوين في فرنسا التي تستهدف السود والمغاربة دون غيرهم ، وقال سعدان في هذا السياق أن ما يحدث في فرنسا يجب أن نستخلص منه العبرة في الجزائر لأن الفرنسيين حاليا لن يفرطوا في أي «منتوج» لهم وسيحاولون بطريقة أو بأخرى عرقلة انتقال أي لاعب دولي إلى أي منتخب غير فرنسا. كلام سعدان يبدو جد منطقي ، حتى وإن كان المنتخب الوطني استفاد كثيرا من المغتربين في عهده وبفضلهم نجح سعدان في تأهيل الخضر إلى كأس العالم 2010، فالجزائر تعيش منذ عشريتين ونصف في فوضى عارمة ولم تعد قادرة على تكوين لاعب واحد يتمتع بالمقاييس الدولية وفي مستوى الأفارقة ، كما أن لاعبينا وعلى مدار هاتين العشريتين عجزوا عن التألق في الخارج ولم يتمكن ولا واحد منهم من حمل ألوان فرق كبيرة في فرنسا أو في أوروبا وهو ما يعني أن الخلل في الجزائر لا يكمن في غياب المواهب بل في غياب التكوين أصلا، وسعدان لا يقصد التكوين العادي أو الكلاسيكي وإنما يتحدث عن التكوين النخبوي الذي يعني التكفل الخاص بمجموعة من اللاعبين وفق تأطير جيد قصد خلق عناصر قادرة على اللعب في أعلى مستوى، ولم يتردد سعدان في تقديم فكرة ممتازة تتمثل في تصدير بعض اللاعبين المتخرجين من هذه المراكز النخبوية إلى أوروبا كي يصقلوا مواهبهم ويكسبوا المنافسة الدولية . وبهذه الطريقة لن تنتظر الجزائر فتات فرنسا ولن تبقى الجزائر مكتوفة الأيدي بين جيل وجيل تندب حظها العاثر، وبهذه الطريقة أيضا يمكن للجزائر أن تخطط على المدى المتوسط وتنتظر لاعبين مؤهلين مثلما تفعل كل الدول الكبيرة . ولأن مرض الكرة الجزائرية يمتد إلى أعمق الفرق والجمعيات الرياضية فإن تجاوز هذه العقبة يعد ضروريا من خلال فتح مراكز مستقلة عن النوادي وهذه المراكز يجب أن تشرف عليها الفدرالية أو الوزارة بتأطير أجنبي كفء حتى لا يعبث مسيرو النوادي بمقاييس التكوين «لربح مصروف الجيب» فالتأطير التقني حلقة جد هامة في التكوين والجزائر لا تملك حاليا مديرا فنيا.. للأسف . عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته