لم يهضم الكثيرون ما قاله الناخب الوطني رابح سعدان عن النجم العالمي زين الدين زيدان في “الروبورتاج” الذي أعدته حصة “تيلي فوت” التي تبث عبر قناة “تي. أف.1 “ الفرنسية صبيحة كل يوم أحد، حول الزيارة الأخيرة التي قام بها صانع ألعاب منتخب “الديكة” سابقا إلى موطنه الأصلي الجزائر مؤخرا.. وذلك عندما قال: “زيدان أحسن صنعا لما إختار اللعب للمنتخب الفرنسي”، وهو رأي وإن كانت الأغلبية تشاطر سعدان فيه بما أن الكرة الجزائرية كانت خلال تلك الحقبة تتخبط في مشاكل لم تكن لتسمح ل زيدان وغيره بأن يبرز بالشكل الذي برز به مع فرنسا، إلا أن تغير المعطيات في الوقت الحالي وعودة منتخبنا إلى الساحة الدولية مقابل تراجع المنتخب الفرنسي بشكل رهيب، أثار ردود أفعال سلبية تجاه ناخبنا الوطني الذي تعتبر تصريحاته غير مسؤولة بعض الشيء من ناخب وطني يسعى إلى تدعيم تعداد المنتخب بلاعبين مغتربين آخرين في الأيام القليلة القادمة، ويسعى إلى ضخ دماء التشكيلة الوطنية بمن تكوّنوا في مختلف المدارس الفرنسية على غرار “زيزو”. ماذا لو مازال المغتربون متردّدين في حمل الألوان الوطنية!؟ ولحسن الحظ أن ما قاله سعدان قد لا يأخذه من نحاول أن نضمهم اليوم إلى صفوف المنتخب بمأخذ الجدّ لأن رغبة كل من شاقوري، ڤديورة، فابر وغيرهم قوية للظفر بمكانة ضمن تعداد سعدان والمشاركة في المونديال المقبل بعد أن عادت الكرة الجزائرية إلى الواجهة، وإلا لما وافق أي واحد منهم على المجيء بعدما قاله “الشيخ” للقناة الفرنسية حول خيار زيدان لأنهم لو أخذوا بتلك التصريحات سيردون بلا على طلب سعدان وطلب الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وربما سيقولون له لماذا نأتي للعب لصالح الجزائر ما دام زيدان قد أحسن الاختيار لما قرر الدفاع عن ألوان الديكة؟؟”. ماذا لو أن يبدة، مغني ولحسن لا زالوا متردّدين في المجيء!؟ ولحسن الحظ أيضا أننا تمكنا من الظفر بخدمات يبدة، مغني ولحسن وغيرهم من اللاعبين المغتربين المحترفين الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية والذين تلقوا تكوينا في المدارس الفرنسية قبل أن يختاروا اللعب لموطنهم الأصلي، لأن تصريحات سعدان لو تزامنت مثلا مع الفترة التي كان روراوة يحاول فيها إقناعهم بالمجيء لما وافقوا على الانضمام أصلا ولبقوا في انتظار التفاتة من “دومينيك” حتى لو تطلب ذلك الانتظار إلى غاية بلوغهم سن الثلاثين مثلما فعل بن عربية سابقا عندما تماطل في الانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني إلى غاية تيقنه من استحالة اللعب لمنتخب فرنسا. تصريحاته قد تُغضب حتى محترفيه ودون شك، فإن تصريحات المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب الوطني من شأنها أن تثير إستياء اللاعبين المحترفين الذين يكونون قد تابعوها على المباشر عبر القناة الفرنسية، وقد يتساءلون “ما الذي جلبنا إلى الجزائر ما دام زيدان الذي يعد لاعبا جزائري الأصل ومغتربا مثلنا أصاب لما إختار اللعب في فرنسا؟“ وقد يتساءلون أيضا عن دوافع مدربهم من وراء تصريح مثل هذا، ولا غرابة إذا صنّفوا أنفسهم في خانة اللاعبين الضعفاء الذين ليسوا أهلا لتقمص ألوان منتخب “الديكة“ بقدر ما هم أهل لتقمص ألوان منتخب جزائري عادي ولا يضاهي المنتخب الفرنسي. تصريحاته دليل على أنه لن يعتمد على المحليين من الآن فصاعدا تصريحات سعدان لها بعد آخر عندما تحدث عن عامل التكوين الجيد الذي تلقاه زيدان في أكبر المدارس الفرنسية، وهو العامل الذي قال إنه من أسباب تألقه في المستوى العالمي وليس الأوروبي فقط، ويكمن هذا البعد في أن سعدان لا يُعوّل أصلا على وضع ثقته في اللاعبين المحليين بقدر ما سيمضي قدما إلى الأمام من أجل تعزيز التعداد بلاعبين محترفين تكوّنوا في المدارس الفرنسية، وهو ما سنتأكد منه عندما يعلن عن العناصر الجديدة التي ستُعوّض الذين تم إبعادهم مؤخرا. --------- عماني: “ما قاله سعدان لم يكن صادرا عن شخص مسؤول... واللّي قادر على فرنسا لن ينتظر نصائحه” جمال عماني اللاعب الدولي السابق هو واحد من اللاعبين الذين لم تعجبهم خرجة سعدان وإقراره بأن زيدان أحسن الاختيار باللعب لصالح المنتخب الفرنسي، حيث لم يتردد اللاعب السابق لشباب بلوزداد لدى اتصالنا به أمس لمعرفة رأيه في الرد بصراحته المعهودة على ما قاله الناخب الوطني قائلا: “اطلعت على ما قاله سعدان وتأكدت من أنها لم تكن تصريحات صادرة عن شخص مسؤول يدرب المنتخب الوطني الجزائري، كان عليه أن يفكر قبل أن يقول ذلك الكلام لأنه بتلك التصريحات قد يتسبّب في عدم انضمام اللاعبين المحترفين مستقبلا، أقول له من هو مقتنع بالمجيء سيأتي حتى لو قلت عن زيدان إنه أحسن الاختيار لما قرر الانضمام إلى فرنسا، ومن هو قادر على اللعب في فرنسا فسيلعب هناك دون أية مشكلة ودون أن ينتظر نصائح سعدان أو غيره، وأعتقد أنّ زيدان لما قرر اللعب في فرنسا قرر ذلك بمحض إرادته دون أن ينصحه سعدان أو أي شخص آخر“. “لاعب دولي حالي تنقّلت إلى منزله لأقنعه فتعرّضت إلى الطرد” ودون أن يذكر الاسم كشف لنا عماني خلال حديثنا معه أنه تنقل في وقت سابق إلى منزل لاعب دولي من لاعبي المنتخب الوطني الحالي حتى يقنعه بتقمص ألوان المنتخب الوطني الجزائري لكن شقيقته طردته، وأضاف: “شقيقة هذا اللاعب طردتني وقالت لي اتركوه يلعب في منتخب فرنسا مثلما يرغب، يومها كنت مكلّفا بانتقاء وإقناع هؤلاء اللاعبين الذين ينشطون في البطولات الأوروبية، واليوم هذا اللاعب يلعب في صفوف المنتخب الوطني ولا داعي لكي أذكر إسمه”. بلومي: “سعدان مسؤول عن تصريحاته ولن يؤثر في تفكير اللاعبين المحترفين” يبدو أن لجوهرة الكرة الجزائرية في الثمانينيات رأي خاص حول تصريحات مدربنا الوطني رابح سعدان التي أدلى بها إلى القناة الفرنسية “تي. آف. 1” بخصوص زين الدين زيدان واعتبر بلومي تلك التصريحات بالعادية، ولكنها في الوقت نفسه تعبر عن رأي صاحبها لا أكثر ولا أقل. وأضاف: “فيما يخص تلك التصريحات فأنا أقول إن سعدان مسؤول عنها ولا يمكنني التعليق، و بما أن الأمر يتعلق بالرجل الأول على العارضة الفنية للمنتخب الوطني فهناك من يعتقد أنها تؤثر في تفكير اللاعبين المحترفين، إلا أنني أقول إنهم واعون وعلى دراية بما ينتظرهم ولن تؤثر في تفكيرهم“. “زيدان لاعب كبير ولولا إيمي جاكي لما وصل إلى هذه الدرجة من النجومية” وعرّج بلومي للحديث عن نجم الكرة الفرنسية زيد الدين زيدان الذي سطع نجمه في العشرية الأخيرة مع المنتخب الفرنسي، وقال عنه: “زيدان لاعب كبير والجميع يكن له كل الاحترام والتقدير بحكم مستواه الراقي بالإضافة إلى أخلاقه العالية، وهو الذي يعتبر قدوة للاعبين الشباب، وما يمكنني قوله في موضوعنا أنه لولا المدرب إيمي جاكي الذي أصر على استقدام زيدان إلى المنتخب الفرنسي لما وصل إلى النجومية التي هو عليها الآن لأن الفرنسيين منحوه كل شيء وهو رد لهم الجميل أضعافا مضاعفة”. “اللاعبون الفرانكو - جزائريين أحرار في اختيار البلد الذي يُمثّلونه” أما فيما يخص اللاعبين الشبان الذين يقطنون خارج الوطن وترعرعوا هناك، وهل من شأن هذه التصريحات أن تؤثر في قراراتهم، فقد أكد لنا بلومي أن مبادئ اللاعب هي التي ستكون الفاصل في قرار اختياره البلد الذي يمثله وليس تصريحات سعدان على الرغم من المنصب الذي يشغله في الوقت الراهن. وأضاف نجم الثمانينيات: “على اللاعب الذي يختار المنتخب الجزائري أن يكون ذلك نابعا من القلب لا غير وفي حال اختار فرنسا فعلينا أن نتفهمه لأنه لقي تكوينه في ذلك البلد وعاش فيه طوال حياته ولا أرى أن تصريحات سعدان تؤثر فيهم، وأؤكد مرة أخرى أنه مسؤول عن تصريحاته ولست هنا لأدافع عنه”. مناد: “سعدان محق في كلامه وما قاله هو الواقع” يرى اللاعب الدولي السابق جمال مناد أن الكلام الكثير الذي قيل بعد تصريحات سعدان لا جدوى منه، بما أنه قال كلاما واقعيا، حيث صرح في هذا الشأن: “أرى أنه من الضروري احترام وجهات نظر الآخرين، سعدان قال كلاما منطقيا ولا أعتقد أنه يوجد هناك من يشكك في حرف واحد مما صرح به، لأنه الواقع ولا بد من تقبّل هذا الأمر، وهل يمكن أن ننكر أنه لولا مراكز التكوين الفرنسية لما وصل زيدان، بن زيمة، بن عرفة وآخرين إلى المستوى الذي وصلوا إليه حاليا. يجب أن لا نكذب على أنفسنا ونحترم آراء الآخرين، ما صرح به سعدان يبقى يخصه ويجب أن لا نمنح الحق لأنفسنا بانتقاده“. “ما صرح به رسالة إلى مسؤولينا” وبخصوص رأيه في الهدف الرئيسي من تصريحات المدرب الوطني الشيخ سعدان صرح مناد: “من الضروري أن نقف عند نقطة وهي أن كلام سعدان عبارة عن رسالة مشفرة أتمنى أن يفهمها مسيرونا بشكل جيد، حيث لا بد لنا أن نرى الأمور من زاويتها الطبيعية، ويجب أن لا ننتقد من أجل الانتقاد فقط، فعلى المسؤولين أن يأخذوا كلام سعدان مأخذ الجد وينظروا إلى المستقبل ويركزوا على العمل القاعدي أكثر من أي شيء آخر، ويعيدوا النظر في مسألة التكوين التي تبقى أحد الأمور الهامة التي ينبغي لنا أن نهتم بها، وإلا فلا أرى سببا يجعلني لا أوافق سعدان إن هو قال إنه لولا مدارس التكوين الفرنسية لما وصل بعض لاعبينا إلى المستوى الذي وصلوا إليه الآن”.