كشف «أنزو ريال» وسط الميدان الهجومي لنادي لوريان الفرنسي في حوار مطول مع موقع «123 ألجيريا سبور» عن أصوله الجزائرية بعدما كان الجميع يعتقد بأنه فرانكو-إيطالي لا غير. صاحب ال 22 عاماً والذي سبق له أن تدرج ضمن مختلف الفئات الشبانية لفريق أولمبيك ليون وشارك أيضا مع الفريق الأول في بعض اللقاءات، أوضح أنه لا يغلق الباب تماماً أمام إمكانية حمل ألوان المنتخب الوطني الجزائري رغم أنه مثل فرنسا في الفئات الصغرى. «أنزو» أكد بأن رغبته في التألق على المستوى العالي جعله يغادر «ليون» في الميركاتو الصيفي الفارط ويمضي عقداً مع لوريان حتى شهر جوان من عام 2016 سيما أن «كريستيان غوركوف» مدرب الفريق وعده بمنحه الفرصة في المستقبل. اللاعب الجزائري الأصل المميز الذي يتوقع له النقاد ووسائل الإعلام ببلاد «فولتير» مستقبلاُ مشرقاً في سماء كرة القدم الفرنسية أوضح في ذات الحوار بأن والده جزائري وتنحدر أصوله من مدينة سكيكدة. مشيراً إلى أنه يعرف عديد اللاعبين الجزائريين في صورة إسحاق بلفوضيل ورياض بودبوز وغيرهم، كما يتابع عن كثب أخبار المنتخب الوطني الجزائري وشاهد حتى لقاءه الأخير ضد بوركينافاسو في تصفيات كأس العالم. مرحبا أنزو ريال، وشكرا لك لاختيارك موقع 123 ألجيريا سبور للحديث لأول مرة مع وسيلة إعلامية جزائرية. بداية طمئنا عن حالتك الصحية بعد عودتك للملاعب عقب الإصابة الأخيرة… صباح الخير. لقد بدأت التدريبات يوم الإثنين مع فريقي لوريان بعدما كنت أعاني من تمزق في أوتار الركبة، خضعت لعمل بدني مكثف لمدة أسبوع كامل قبل أن أعود وأندمج مجدداً مع المجموعة. الجمهور الجزائري لا يعرفك، ويبقى متشوقا لمعرفتك، حدثنا عن مسيرتك الكروية ؟ بدأت مشواري الكروي في نادي آسي مينغات التابع للحي الذي يعيش فيه والداي حالياً منذ أن كان عمري 4 سنوات حتى سن ال 6، قبل أن يقوم باستقدامي فريق أولمبيك ليون، بعد أن شاهدني مسؤولوه ألعب في دورة بمينغات، حيث تقمصت ألوان «لوال» طوال الفترة الممتدة ما بين 1998-2010 حيث لعبت لكل فئاته الشابة، وهو الفريق الذي كان بوابتي نحو شباب منتخب فرنسا الذي تحصلت معه على بطولة أوروبا لأقل من 19 عاماً. بعد ذلك انتقلت للعب على سبيل الإعارة مع نادي بولوني الناشط في الدوري الفرنسي «الليغ2» حيث لعبت معه 30 لقاء، سجلت 6 أهداف ومنحت 5 تمريرات حاسمة. في العام الماضي وقعت عقداً مع لوريان لمدة 4 سنوات، حيث لعبت 11 مباراة كأساسي كما لعبت احتياطيا في بعض اللقاءات و تمكنت من تسجيل هدف واحد ومررت كرتين حاسمتين. أنت لاعب خط وسط، في أي مركز تحديداً ترى نفسك قادراً على تقديم الأفضل؟ أشعر بارتياح كبير كل ما ألعب كرقم 8، خاصة وأني أحب الربط بين الدفاع والهجوم والذهاب بالكرة إلى الأمام. لدى تواجدك في أولمبيك ليون، كنت واحداً من أفضل اللاعبين الذين تخرجوا من مركز التكوين مؤخراً، فمن دون شك هذا فخر بالنسبة لك؟ نعم هو كذلك، بل هو فخر بالنسبة لي أن أكون قادراً على فرض نفسي على أعلى مستوى مع جيل رائع من اللاعبين المولودين عام 1991، وأتطلع للتألق مستقبلا كوني لم أظهر كامل إمكانياتي لحد الآن. 5 لاعبين من جيلك، مثل غرونيي، لاكازات تمكنوا من الحصول على مكانة في الفريق الأول لليون عكسك أنت, هل تشعر بالأسف حيال ذلك؟ نعم بكل تأكيد هذا يؤسفني حقاً. ربما أنا لم أقدم كل ما لدي أو لم أعمل بالشكل الكافي إن صح التعبير، ولكن على أي حال أعتقد أنني قدمت مستوى لا بأس به خلال إعارتي إلى فريق بولوني في الدرجة الثانية وكان ذلك شيئاً مفيداً بالنسبة لي، عندما نكون من مواليد مدينة «ليون» فهدفنا الوحيد هو اللعب لفريق القلب، الآن فتحت صفحة جديدة وأنا أركز على فريقي وما ينتظرنا في المستقبل. ما هي الذكريات التي تحتفظ بها لدى مرورك بفريق ليون؟ لا أحتفظ سوى بالذكريات الجميلة. فزنا بأشياء كثيرة، لا أستطيع حتى أن أذكر واحدة على وجه الخصوص، سيما وأننا حققنا انتصارات لا تعد ولا تحصى منذ أول مشاركة لي مع الأصاغر «كأس دانون». بطل فرنسا في العديد من المرات مع الفئات الشابة، بطولات دولية حصلت فيها على لقب أفضل لاعب. لدي ذكريات جيدة حقا في ليون. لعبت في فريق بولوني منذ حوالي سنتين، و انتقلت الآن إلى لوريان. كيف تقيم بداية موسمك؟ بدايتي هذا الموسم كانت معقدة بعض الشيء، تعرضت لإصابتين طفيفتين، ولكن بعد ذلك استأنفت التدريبات وأنا عازم على الحصول على فرصة اللعب، وأبين للمدرب بأنه يستطيع أن يعول علي مستقبلاً. لدينا انطباع أنه في كل مرة تلعب مباراة إلا وتتعرض إلى لإصابة. يمكننا الحديث عن الحظ السيئ؟ لا، لن أقول أن ليس لدي الحظ، هذا قضاء الله وقدره «المكتوب»، ولكن هذا صحيح فأناً أصاب كلما أكون أفضل لاعب في الفريق، وآمل أن تتحسن معي الأمور مستقبلاً حتى يدرك الجميع موهبتي. ما هي أهدافك لهذا الموسم؟ أهدف للتألق هذا الموسم مع فريقي، لقد أهدرت ما يكفي من الوقت وأنا حقا أريد أن أفجر طاقاتي. سأقدم كل شيء لتحقيق هذا الهدف. لديك أصول إيطالية وجزائرية أيضا… نعم لدي أصول إيطالية من جزيرة صقلية وكذلك جزائرية، على اعتبار أن والدي جزائري وأصله من مدينة سكيكدة. أنت من عائلة كروية ماريو، توني، فرانك، ساندرو وأنت أنزو. والدك قال في هذا الشأن أن أنزو هو خليط من كل المواهب المتواجدة في الأسرة، ماذا يمكن أن تقول لنا؟ أنا سعيد جدا لما قاله والدي عني. الأسرة شيء مهم للغاية بالنسبة لي. أنا دائما أشاهد إخوتي يلعبون حتى دون وعي، أعتقد أن لديهم موهبة تجعلهم قادرين على قول كلمتهم مستقبلاً. والدك يرى بأن طريقة لعبك فيها الكثير من الأشياء التي تتشابه مع طريقة لعبه شخصياً عندما كان لاعباً، حين قال: «أنزو لديه مؤهلات تقنية عالية جداً، فهو يعرف كيف يدافع ولاعب يحب الفوز، ولكن عندما يدخل الميدان يلعب دون ضغط، وهذا هو سر قوته في نظري، هذا واحد من أحلام طفولتي الذي تحقق من خلال واحد من أولادي»… نعم، أعتقد أن والدي سيكون سعيدا حقا لو أتمكن من تحقيق حلمي. فهو عاشق لكرة القدم، وهذا هو أيضا السبب الذي يجعلني أقدم كل ما لدي في كل مرة وعدم الاستسلام، فأنا حقاً محظوظ جداً بالعيش قرب عائلتي. أنت إذن فرنسي من أصل فرانكو-جزائري. هل تتابع مباريات المنتخب الوطني الجزائري؟ بالطبع أنا أشاهد دائماً مباريات المنتخب الجزائري. لقد شاهدت آخر لقاء للجزائر والذي جمعه ضد بوركينافاسو. فقد ناصرت «الخضر» بكل قوة وأظن أن لديهم حظوظاً كبيرة للتأهل إن شاء الله إلى المونديال القادم. هل سنحت لك الفرصة لزيارة الجزائر أم هو حلم لم يتحقق بعد؟ نعم أردت حقا أن أذهب إلى الأرض التي ولد فيها والدي. فقد أراني بيت عائلته المتواجد بقرية ستورا بالقرب من ولاية سكيكدة والذي نقش فيه اسم جدته، كانت لحظة لا تنسى ذرفت فيها الدموع أنا ووالدي، كما ستبقى محفورة في ذهني. في ليون، كان هناك العديد من اللاعبين الجزائريين الأصل الذين لعبوا إلى جانبك هل سبق لك وأن تحدثت مع هؤلاء عن الجزائر؟ لم تتح لنا فرصة التحدث في هذا الموضوع، ولكنهم يعرفون أن والدي ولد في الجزائر. سيكون لدينا الفرصة للقاء مرة أخرى عندما أعود إلى البيت. في لوريان، هناك لاعب آخر في نفس حالتك، هو جيريمي ألياديار، الذي اتصل به الاتحاد الجزائري قبل بضعة أشهر، هل أنت على علم بذلك؟ نعم لقد حدثني جيريمي عن ذلك، كما أكد لي بأنه أصوله جزائرية مثلي أنا. باستثناء إسحاق بلفوضيل، من هم اللاعبون الجزائريون الآخرون الذين تعرفهم؟ أعرف عدة لاعبين، ولكن ليس شخصيا. مثل رياض بودبوز، ونذير بلحاج عندما كان في ليون وحسان يبدة عندما كان يلعب في نابولي. المنتخب الجزائري لديه مجموعة رائعة من العناصر تنشط في أقوى النوادي الأوروبية ومن الرائع جدا أن نرى ذلك. ماذا تعرف عن الجزائر؟ أعلم أن الجزائر بلد جميل وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لاكتشاف المزيد عن أرض والدي. الجزائريون لديهم شغف حقيقي بفريقهم الوطني، ما قولك؟ أعرف الكثير من الجزائريين . لقد نشأت وتربيت معهم هنا في «مينغات»، أعلم جيدا مدى حبهم لكرة القدم وللجزائر . كما أن سعيد محامة حدثني عن مغامرته في الجزائر وقال لي أن الجماهير دائماً وراء المنتخب الوطني وخصوصاً عندما يحتاج إليها. إذا ما استرجعت مستواك الذي عُرفت به في ليون أو أوائل عام 2013 مع لوريان، وقام الاتحاد الجزائري بالاتصال بك، هل تغلق الباب أمام الخضر أم أنك ستطلب مهلة للتفكير؟ أيا كان الاختيار، يجب التفكير دائما بعناية لأننا سنكون مطالبين بتشريف ألوان ذلك البلد، مثلما أقدم كل ما لدي عندما ألعب لمنتخب فرنسا، فإني أتكلم مع إخوتي الأكبر مني سنا عن إمكانية التحاقي بمنتخب إيطاليا أو الجزائر، يمكن أن يكون احتمالاً وأنا لا أستبعد ذلك في المستقبل، لهذا أنا لا أغلق أية أبواب. لياسين كادامورو بن طيبة الذي يلعب لنادي ريال سوسييداد الإسباني، هو فرنسي-إيطالي-جزائري، ولقد اختار الدفاع عن ألوان الجزائر. وهذا يدل على أنك لست وحدك في هذا الموقف. ما هو رأيك في ذلك؟ لقد قرر أن يختار اللعب مع الجزائر وأنا أحترم ذلك. يجب أن يكون بالتأكيد الخيار الأفضل بالنسبة له، وآمل أن أفعل الشيء الصحيح عندما تتاح لي الفرصة أنا أيضاً. الجزائر على بعد خطوة فقط من مونديال البرازيل. إذاً لعبك للخضر يمكن أن يكون ربما شيئاً مثيراً للاهتمام بالنسبة لك، خصوصا للاعب في مثل سنك؟ هو حلم أي لاعب محترف… ولكن ارتداء ألوان أي بلد ليس شيئاً سهلاً ! لأنه شرف حقيقي أن تمثل شعباً بأكمله. سنرى في الوقت المناسب، كل شيء يسير بسرعة كبيرة في كرة القدم. الجزائر ستلعب يوم 19 نوفمبر القادم ضد بوركينافاسو التي يلعب معها زميلك آلان طراوري. من دون شك ستتابع هذه المباراة؟ نعم سوف أتابع هذه المباراة.و كما قلت لك، لقد شاهدت لقاء الذهاب، لذلك أنا أرى بأن مباراة العودة هو موعد لا ينبغي تفويته. بخوش أمين محمد نقلاً بتصرف عن موقع «123 ألجيريا سبور»