في الوقت الذي تدعو فيه وزارة الشباب والرياضة إلى تسقيف أجور لاعبي الدوري المحترف الأول، ملحة على مسيري النوادي بضرورة التحكم في قضية لهيب الأجور، تسبب مستحقات لاعبينا صداعا لأي عاقل يطلع عليها، حيث أضحت أجور 16 فريقا في الدوري الأول تفوق ال35 مليار سنتيم شهريا مما يعني بأن بطولتنا العرجاء العاجزة عن تقديم لاعب واحد للمنتخب الأول تستنزف ما لا يقل عن 420 مليار سنتيم سنويا …. وهو غلاف مالي ضخم في بلد غني ببتروله . تحصلت «الخبر الرياضي» رفقة يومية الوطن الناطقة بالفرنسية على وثائق رسمية لما تقدمه نوادينا التي تدعي الاحتراف ، وثائق تكشف حجم الأجور التي تمنح للاعبين يفوق بعضها أجور لاعبين في فرنسا وبلجكيا وحتى في الليغا الإسبانية ولو لم تفرض الحكومة على النوادي تسديد الضرائب وحقوق الضمان الاجتماعي لما سعت النوادي للكشف عن حقيقة الأجور التي تمنح بطريقة غريبة . اتحاد العاصمة حطم كل الأرقام و «العميدان» على نفس النهج يحتل نادي اتحاد العاصمة الريادة بحجم يفوق 4.8 مليار سنتيم يأخذها رفقاء زماموش شهريا وهو رقم قياسي لم يسبق لأي ناد في الجزائر أن بلغه، حيث ارتفعت أجور الاتحاد بنحو 252 بالمائة في ظرف أربع سنوات ، في حين يأتي في المرتبة الثاني العميدان، مولودية العاصمة وشباب قسنطينة على التوالي بأكثر من 3.6 مليار سنتيم شهريا . وإذا كان البعض يبرر ارتفاع الأجور لدى المولودية والسي. آس. سي بتعاقد الفريقين مع سوناطراك والطاسيلي، فإن نادي سوسطارة الذي يملكه المقاول حداد، لا يزال هو الآخر يتحصل على مساعدات من سونالغاز وغيرها، وبالتالي النوادي الغنية لا تمول شبكة أجورها من دعم المساهمين في الشركة بقدر ما هو مال الدولة والشعب وهي أموال عمومية تصرف بطريقة تطرح ألف علامة استفهام! نسبة ارتفاع قياسية لدى أجور لاعبي شباب قسنطينة تألق نادي السنافر بارتفاع مذهل لحجم الأجور منذ ثلاثة مواسم، حيث بلغت نسبة الارتفاع أكثر من 470 بالمائة وهي أعلى نسبة تحدث في الدوري الجزائري حسب تقرير مسؤولي وزارة المالية والرياضة، إذ قفزت أجور لاعبي شباب قسنطينة إلى ما يفوق ال3 ملايير و 648 مليون سنتيم بعدما أضحى يتقاضى 9 لاعبين في الشباب أكثر من 200 مليون سنتيم. في الوقت الذي ارتفعت فيه أجور نادي المولودية ب100 بالمائة، وتمت مضاعفة أجر رفقاء حشود الذي يعد أغلى لاعب في المولودية حاليا. وفاق سطيف الفريق الجزائري الوحيد الذي خفض من أجور لاعبيه تخصص إدارة وفاق سطيف لما يقارب 2.88 مليار سنتيم شهريا للاعبيها بعد التتويج بلقب البطولة الموسم الفارط، حيث خفضت إدارة حمار من حجم أجورها ب12 بالمائة بسبب الضائقة المالية، ويعد الوفاق النادي الوحيد الذي قام بتخفيض حجم أجوره هذا الموسم في حين جارتها البرايجية تصرف إدارتها لأكثر من 2.1 مليار سنتيم شأنها في ذلك شأن مولودية بجاية التي تمنح للاعبيها مليار و900 مليون سنتيم في كل شهر، وهي أجور لا تساير وضعية الكابا والموب في الدوري الأول بالرغم من سياسة تحفيز عناصرها من خلال رفع الأجور، حيث ارتفعت أجور لاعبي البرج ب140 بالمائة هذا الموسم في حين بلغت نسبة الزيادة لدى لاعبي «الكراب» 100 بالمائة بعد الصعود إلى الدوري الأول. القبائل ابتعدوا عن سياسة النجوم والحراش اضطرت لرفع الأجور المفاجأة ضمن هذا السياق جاءت من اتحاد الحراش، الذي ظل دوما يشكو من الضائقة المالية، حيث ارتفعت أجور لاعبي الحراش بأكثر من 233 بالمائة وبلغت حاليا 1.37 مليار سنتيم وهو حجم يقل عن حجم أجور نادي شبيبة القبائل ب200 مليون سنتيم، إذ حافظ حناشي على حجم أجور لاعبيه ولم يتم رفعها سوى ب45 بالمائة مراهنا على لاعبين عاديين مغيرا من سياسة النجومية التي ظل يعتمدها منذ سنوات. الشلفاوة حافظوا على العادة والأربعاء أضعف ميزانية في الدوري يأتي في مؤخرة الترتيب الصاعد الجديد أمل الأربعاء الذي يبحث يوميا عن 1.1 مليار سنتيم لتسديد مستحقات أشبال شريف الوزاني في حين نادي الشلف بقي وفيا لسياسته في الأجور ولم يرفع من حجمها سوى ب31 بالمائة، حيث يبلغ حجم أجور تشكيلة مزيان إيغيل مليار و326 مليون سنتيم شهريا ورغم ذلك تحقق تشكيلة الشلف نتائج ممتازة هذا الموسم.